علي معالي (دبي)
في كرة القدم، هناك لاعبون نطلق عليهم «الجندي المجهول»، أو الرجال المهدرة حقوقهم نوعاً ما، كونهم يؤدون أدوارهم من خلف الكواليس، وهو ما ينطبق على البرتغالي هوجو فيانا لاعب الوصل، الذي يعول عليه الأرجنتيني كالديرون المدير الفني للفريق في أغلب المباريات لضبط إيقاع الوسط، بالربط بين الدفاع والهجوم، هوجو «الجندي المجهول» في الوصل، لديه موهبة عالية في تهدئة اللعب في حال الضغط من الخصم، وتمريراته في كثير من الأحيان يتم توصيفها بالقاتلة.
تحدث هوجو لـ «الاتحاد»، وتكلم في الكثير من الاتجاهات لعلَّ أبرزها السبب الرئيس الذي لا يجعل اللاعب الإماراتي ينتقل للاحتراف بالخارج، وكذلك عقلية اللاعب الإماراتي والعربي بشكل عام، إضافة إلى قدرة الوصل في المنافسة على الألقاب المحلية وما يحتاج إليه الفريق ليكون بطلاً لدوري الخليج العربي. وأشياء أخرى كثيرة في السطور التالية....
في البداية، قال هوجو «الفوز بلقب دوري الخليج أمر ليس سهلاً، ولكي تفوز باللقب لا بد أن يكون لديك تشكيلة ممتازة من اللاعبين، ولدينا في الوصل تشكيلة جيدة جداً، ولكن لكي تحقق لقب دوري الخليج العربي لا بد أن تكون في حالة متميزة من جميع النواحي، وبالنسبة لنا في الوصل نحاول القيام بشيء مختلف، وأن نقدم الأفضل في كل مباراة، ونبحث عن بطولة هذا الموسم، لذلك نتدرب بقوة من أجل تحقيق هذا الهدف، واستعدادنا كان على أعلى مستوى».
وأضاف «واقعياً يمكن الفوز ببطولات الكؤوس، مثل كأس الخليج العربي للمحترفين، أو كأس صاحب السمو رئيس الدولة، أو كأس الخليج للأندية، التي سنشارك فيها مرة أخرى في نسختها المقبلة، وهذا لا ينفي رغبتنا في الحصول على أفضل ترتيب في بطولة دوري الخليج العربي».
وقال هوجو: «من الصعب أن نضع أنفسنا في مقارنة مع الأندية الأخرى، ومثلاً لا يمكن أن نقارن أنفسنا بالأهلي الذي أنفق مبالغ طائلة على لاعبه ليما، الشيء نفسه فعله نادي العين والجزيرة والنصر، والوصل لم يدفع مثل هذه المبالغ، وبالتالي من الصعب أن تنافس فرقاً تدفع كل هذه المبالغ المالية الضخمة، ومع ذلك استطعنا تحقيق الفوز على الجزيرة، هذا يعني أنه في بعض الأوقات، يمكن القول إن المال وحده لا يصنع الانتصار، ونحن من دون أن ننفق كل هذه المبالغ نستطيع أن نفعل الكثير، وأنا بشكل عام لا أحب وضع المقارنات مع أندية أخرى، ولكننا نبحث عن تركيز كامل في عملنا».
وعن موقف الفريق بدوري الخليج العربي يقول «لعبنا 3 مباريات مع فرق قوية بالبطولة وترتيبها في مقدمة الدوري بشكل عام في الموسم الماضي، وهي العين والجزيرة والنصر، وفي مباراتنا الأولى مع الجزيرة قدمنا أداءً ممتازاً جداً، ولكن تراجعنا في الأداء أمام فريق العين، والخطأ البسيط أمام الفرق الكبيرة في حجم العين كلفنا المباراة، وهو ما حدث بالفعل، وفي مباراة النصر رغم خسارتنا بهدفين لكننا قدمنا أداءً جيداً، والنتيجة من وجهة نظري غير عادلة، وكانت لنا ضربة جزاء كنا نستحقها لو تم احتسابها وقتها لتغيرت الكثير من الأمور، ونحن لدينا فريق ممتاز، وعلينا مواصلة العمل من خلال التدريبات المكثفة، وهناك الكثير من الأشياء المختلفة عن الموسم الماضي، وبالتالي فإننا نفكر في تحقيق أشياء أفضل مما حققناه من قبل».
وقال هوجو: «خروجي من المباراة أمام النصر في المباراة الأخيرة بالدوري أمر عادي، وأي لاعب كرة قدم يمر في بعض الأوقات بسوء طالع، وهذه المرة الأولى لي مع الوصل، ولكنها حدثت لي من قبل عندما كنت مع النادي الأهلي، حيث جلست مباراتين على دكة البدلاء، وتم استبدالي في مباراتين أخريين، وهذا الأمر بشكل عام خاضع لقرار المدرب، وعلينا احترام كلامه في النهاية».
قدرات عالية
وانتقل هوجو إلى نقطة مهمة للغاية بشأن اللاعب الإماراتي قائلاً «اللاعب الإماراتي يمتلك إمكانات عالية جداً، لكن عليهم التطور من الناحية الاحترافية، وأنا هنا لا أتحدث عن العمل داخل الملعب، ولكن خارجه أيضاً منها التأخير عن التدريبات، والمهم أن يتطور أداء اللاعبين المحليين يوماً بعد الآخر، وإذا نجح اللاعب المحلي في أن يطور نفسه من ناحية العقلية الاحترافية، فهناك العديد من اللاعبين يمكنهم الانتقال إلى أوروبا ويحتاج اللعب هناك 100 % احترافياً».
وأضاف: «من الظلم أن أذكر 4 أو 5 لاعبين يمكنهم الاحتراف الخارجي منهم مثلاً عمر عبد الرحمن، وماجد حسن، وعلي سالمين، وعبدالله كاظم، ولكن شرط الاحتراف الخارجي الذي أركز عليه هو العقلية الاحترافية، فاللاعبون العرب ممتازون على المستوى الفني، والبدني وما ينقصهم فقط العقلية الاحترافية، وعلى مستوى اللاعبين المحليين هنا بالدوري الإماراتي، فإنهم يحصلون على رواتب ممتازة جداً، وبالتالي حتى لو جاءهم عرض أوروبي، فإنه لن يفكر في الرحيل للخارج، طالما أنه يحصل على ما يريده من دوري بلاده، ولذلك أنا أتفهم أن هناك لاعبين محليين يرفضون السفر لأوروبا طالما أنهم يحققون ما يريدون وهم مع أسرهم وبين أهلهم وأصدقائهم».
وقال لاعب الوصل «أعرف أنهم هنا يحبون اللاعب الذي يسجل كثيراً، والعديد قال لي إنني قدمت مستوى جيداً جداً مع الأهلي، وفي ذلك الموسم لم أسجل سوى هدف واحد فقط، والموسم الماضي لم أسجل مع الوصل خلال 12 مباراة في الدوري، وهذا الموسم سجلت هدفاً وحيداً فقط، وأنا شخصياً لا أشغل بالي كثيراً بالسعي وراء التهديف، وأفضل دائماً التمرير لزملائي لصناعة الأهداف، وبصراحة شديدة أنا أشعر بسعادة أكبر عندما أساعد زملائي في تسجيل الأهداف، فعندما أساعد زملائي في تسجيل 3 أو 4 أهداف أشعر بسعادة أكبر من تسجيلي لهدف مثلاً».
وعن المهاجم البرازيلي إيدجار الصائم حتى الآن في دوري الخليج العربي وتسجيله لهدف واحد في كأس الخليج العربي للمحترفين يقول هوجو «يجب ألا ننسى أن الفريق ككل لم يستطع التسجيل أمام العين والنصر في دوري الخليج العربي، وبالتالي فإن المباراة الوحيدة التي سجلنا فيها كانت أمام الجزيرة، وسنكون أفضل وأكثر إيجابية عندما يستطيع الثلاثي فابيو ليما وكايو وإيدجار تسجيل الأهداف، وثقتي كبيرة في قدرة إيدجار على الانطلاق نحو التهديف، وهو حالياً يقدم الكثير للفريق من الناحية الدفاعية ويساعد في منظومة الفريق ككل».
مرحلة الوصل
وتابع «أنا سعيد جداً في نادي الوصل، ولا أنظر للخلف، ولست نادماً على تركي للأهلي، حيث أنظر للمستقبل كثيراً، والأهلي قادر على الوصول لنهائي آسيا بعد الأداء والنتيجة الجيدة التي تحققت في لقاء الذهاب، وعلينا جميعاً أن نقف خلف الفريق في لقاء العودة حتى يتحقق حلم هذا الفريق والكرة الإماراتية أيضاً، وأنا سعيد بما يقدمه الأهلي في آسيا حتى الآن».
وانتقل هوجو إلى مرحلة أخرى قائلاً «التجربة الاحترافية الأفضل بالنسبة لي كانت في البرتغال مع سبورتنج براجا على المستوى المهني، لكن على المستوى الشخصي استمتعت في كل مكان احترفت به، حيث لعبت عامين جيدين مع نيوكاسيل تواجدت خلالها في دوري أبطال أوروبا، ومع فالنسيا الإسباني وصلنا لمركز ثالث في ترتيب الدوري ولعبنا دوري أبطال أوروبا، وفي إسبانيا كان الوضع أصعب بعض الشيء لوجود دوريين مختلفين بين ريال مدريد وبرشلونة وقد تحدث اختراقات من فالنسيا وأتليتكو مدريد، لكن بالفعل الوضع صعب جداً في إسبانيا، وفي البرتغال كان الوضع حيد، صحيح أنني لم ألعب مع فرق القمة، ولكن استطعت تحقيق نتائج ممتازة من خلال الوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وثالث الدوري المحلي».
لست نادماً على مغادرة الأهلي.. و«الأحمر» قادر على التأهل لنهائي آسيا
لماذا يفكر «الإماراتي» في اللعب خارجياً طالما أنه يحصل على ما يريده محلياً؟
«الاحترافية» غائبة عن اللاعب العربي.. وأشعر بالسعادة في صناعة الأهداف
ترويسة
عن فترة ابتعاده الموسم الماضي، قال هوجو: «كانت صعبة جداً على نفسي، حيث تدربت كثيراً، على أمل المشاركة ومساعدة زملائي، لكن ذلك لم يحدث، وكانت فترة نفسية صعبة».
بطاقة شخصية
الاسم الأول: هوجو ميجال
اسم العائلة: فيريرا جوميز فيانا
تاريخ الميلاد 15 - 1 - 1983
العمر: 32 سنة
الجنسية: البرتغال
مركز اللاعب: وسط
الطول: 178 سم
الوزن: 74 كجم
سعادة بالإقامة
في دبي
دبي (الاتحاد)
قال هوجو: «عندما أنهيت عقدي في البرتغال وجاءني عرض جيد من الناحية المادية في الإمارات، وعلى المستوى الشخصي التجربة كانت جديدة، ومختلفة عما قبل، والإمارات كانت المكان المناسب لي، وحالياً أنا سعيد مع أسرتي ومع نفسي في دبي، هذا المكان الذي حظيت فيه بالاستقبال الجيد من الجميع منذ وصولي وحتى الآن».
تحقيق حلم الطفولة
دبي (الاتحاد)
قال هوجو: عندما كنت طفلاً صغيراً كنت أحلم بأن أكون لاعباً محترفاً، وهو ما حققته بالفعل، وبالتالي ما تحقق قد فاق طموحي، ولكنني لم أحقق الكثير من البطولات، وأنا سعيد بمسيرتي الاحترافية، وأريد الفوز بالبطولات مع فريق الوصل لتكون نهاية المسيرة على أفضل ما يكون.
قرار الاعتزال
دبي (الاتحاد)
قال هوجو «لا أفضل تحديد فترة معينة لاعتزال كرة القدم، ولا أفضل مقولة إنني سأعتزل بعد عام أو اثنين أو ثلاثة، وفي الوقت الحالي لديّ عقد حتى نهاية الموسم مع الوصل، وبعد نهاية الموسم إذا جاءني عرض سواء بالتجديد أو الانتقال لمكان آخر فسوف أفكر فيه، ولا أفكر في الاعتزال حالياً مطلقاً؛ لأنني أدرك أنني قادر على العطاء تماماً، ولا يمكن أن أقوم بالتوقيع مع نادٍ وأنا غير قادر على العطاء، وفي اللحظة التي أجد نفسي فيها غير قادر على الاستمرار، فسوف أعلن الاعتزال فوراً، ولن أقوم بالتوقيع مع أي نادٍ آخر».
عدد اليوم
