الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصومال والتدخل العسكري الكيني

19 أكتوبر 2011 23:31
سكوت بالدوف نيروبي - كينيا تفيد تقارير إخبارية بأن كينيا قامت بإرسال جنود لها إلى الأراضي الصومالية، بعد أن أعلنت للصحفيين في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أنها تعتزم ملاحقة مجموعات مقاتلة تقوم بشن هجمات على التراب الكيني. ويمثل هذا التدخل العسكري تحولاً كبيراً في السياسة بالنسبة لكينيا، التي لم يسبق أن قامت بإرسال قوات لها لتحارب في أراضي بلد آخر منذ استقلال البلاد عن بريطانيا عام 1963. العمل العسكري في الأراضي الصومالية -الذي أكده متحدث رسمي كيني، يدعى "ألفريد موتوا"، يوم الأحد الماضي- يأتي في أعقاب ثلاث عمليات اختطاف وهجمات قاتلة منفصلة استهدفت سياحاً وعمال مساعدات غربيين خلال الشهر الماضي، وتهديدات متكررة من قبل مليشيا "الشباب" الإسلامية، التي يوجد مقرها في الصومال، بمهاجمة بلدان أفريقية مثل كينيا وأوغندا، التي تقدم الدعم لعدو "الشباب"، المتمثل في الحكومة الصومالية الهشة في العاصمة مقديشو. وفي هذا الإطار، قال وزير الأمن الداخلي "جورج سايتوتي" في مؤتمر صحفي عقد يوم الأحد الماضي: "للمرة الأولى بات بلدنا عرضة لأخطر مستوى من الإرهاب". ومن جانبه، قال وزير الدفاع يوسف حجي للصحفيين: "إذا تعرضت لهجوم من قبل عدو، فإنه يصبح لديك الحق في ملاحقة ذلك العدو حيث يوجد". والواقع أنه على الرغم من أن كينيا تتوافر على واحد من أكبر الجيوش في شرق أفريقيا، حيث تأتي في المرتبة الثانية بعد إثيوبيا، فإن جيشها لا يمتلك تجربة كبيرة في ساحات المعركة في الصومال؛ كما أنه قد يواجه تحديات كبيرة هناك، خاصة أن الصومال يوجد في حالة حرب مستمرة تقريباً منذ سقوط حكومة سياد بري في عام 1991. ومن بين الأخطار المطروحة هناك إمكانية شن هجمات إرهابية على أهداف كينية من قبل عملاء تنظيم "الشباب" أو المتعاطفين معه، وهي إمكانية أشار إليها متحدثون باسم "الشباب" يوم الأحد الماضي. غير أن كينيا قد حسمت أمرها، وقررت على ما يبدو أن أخطار وجود بلد مضطرب وغير مستقر على نحو دائم على حدودها الشمالية -والتدفق المتواصل والمستمر للاجئين الصوماليين إلى كينيا- يستحق التدخل العسكري. ذلك أن كينيا -التي تعتبر بلداً يعتمد اعتماداً كبيراً على السياحة- عانت كثيراً بسبب الضربات التي تعرضت لها سمعتها كبلد ينعم بالأمن والاستقرار عقب عمليتي الاختطاف اللتين وقعتا خلال الآونة الأخيرة واستهدفتا عاملي مساعدات إسبانيين يعملان مع منظمة "أطباء بلا حدود" في مخيم للاجئين الأسبوع الماضي، إضافة إلى اختطاف سائحة بريطانية ومقتل زوجها من غرفة الفندق، حيث كانا يقيمان في مدينة "لامو" الساحلية في أوائل شهر سبتمبر الماضي، ثم ما يبدو عملية اختطاف مشابهة تقريباً لسائحة فرنسية عجوز من منزلها في مدينة "لامو" في أواخر سبتمبر الماضي. والجدير بالذكر في هذا السياق أن كينيا تأوي ما يزيد على 500 ألف لاجئ صومالي في مجموعة من المخيمات في "داداب" بمحاذاة الحدود مع الصومال، كما أن عدداً كبيراً غير معروف من الصوماليين الآخرين قد دخلوا إلى مدن كينيا، ولاسيما في حي "إيستلي" في العاصمة نيروبي. في هذه الأثناء، هدد متحدث باسم تنظيم "الشباب" يدعى الشيخ "حسن تركي" من الصومال بالتصدي للجنود الكينيين وطردهم من الصومال، داعياً الصوماليين إلى "توحيد صفوفهم والوقوف وقفة رجل واحد في وجه هذا العدو المتعطش للدماء، الذي عبر إلى أراضينا، والمقاتلين الصوماليين الكفار الذين يقدمون له العون والمساعدة". وفي هذا الإطار، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن "تركي" قوله على محطة إذاعية صومالية موالية لـ"الشباب": "لقد قامت كينيا بانتهاك الحقوق الترابية للصومال من خلال دخولها أرضنا الطاهرة، ولكنني أؤكد لكم أنهم سيرتدون على أعقابهم خائبين «إن شاء الله». هذا بينما قال مسؤول آخر من تنظيم "الشباب" على محطة إذاعية موالية، مثلما نقلت وكالة أسوشييتد برس: "هل أنتم مستعدون للعيش تحت حكم المسيحيين؟"، مضيفاً "اخرجوا من منازلكم ودافعوا عن كرامتكم ودينكم. اليوم هو يوم الدفاع عن أنفسنا من العدو". "الشباب"، وهو تنظيم مقاتل صومالي يدعي وجـود صلـة له بـ"القاعدة"، ولكن لديه مهمة قومية أضيق بكثير من حلم "القاعدة" بصراع ديني عالمي - مني بعدد من الهزائم العسكريـة خـلال الأسابيع القليلة الماضية. فقد تمكنت بعثة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الأفريقي، "أميسوم"، من حمل تنظيم "الشباب" على الانسحاب من معظم معاقله في مقديشو، ما منح الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال المدعومة من قبل الغرب فرصتها الأولى لحكم المدينة بالفعل. وعلاوة على ذلك، فإن عدداً من المليشيات الأخرى، ومن بينها مليشيا دينية تحظى بالشعبية تدعى "أهل السُنة والجماعة"، قامت بتقليص سيطرة "الشباب" في بلدات تقع في جنوب الصومال ووسطها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة لا تتوافر رسمياً على قوات داخل الصومال، ولكن طائراتها التي من دون طيار استُعملت خلال الخمس سنوات الماضية من أجل استهداف زعماء "الشباب". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©