الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ريتشاردز: إنجلترا عدلت اللوائح لوقف استيراد المواهب

ريتشاردز: إنجلترا عدلت اللوائح لوقف استيراد المواهب
19 أكتوبر 2011 23:28
(دبي) - تعتبر التجربة الإنجليزية في حد ذاتها مرجعاً مهماً لكل ما يتعلق بلعبة كرة القدم، ولم لا وإنجلترا هي مهد ولادة «اللعبة» ودوريها هو الأكثر جذباً للنجوم وأنديتها هي الأعرق والأكثر تنافسية في العالم. «الاتحاد» زارت إنجلترا وتجولت في بعض من أكاديمياتها، مثل برمنجهام وآرسنال وأستون فيلا وويستهام، ووقفت على تحديات التجربة الإنجليزية، حيث نواصل اليوم عبر «الحلقة الثالثة» من ملف الأكاديميات عارضين التجربة الإنجليزية الملهمة، وأبرز إيجابياتها وسلبياتها التي تعاني منها، بخلاف عرض أبرز ما تقوم عليه تلك الأكاديميات من مفاهيم في هذه الحلقة التي نواصل بها سلسلتنا التي ترصد أسباب تفوق اللاعبين الأوروبيين بالاعتماد على قطاعات الناشئين والتكوين السليم بالأكاديميات. وعرضت «الاتحاد» على مدار الحلقتين السابقتين محصلة جولاتها بألمانيا وإيطاليا ولقاءاتها مع مسؤولي الاتحاد الهولندي، ونواصل في هذه الحلقة عرض التجربة الإنجليزية بعد زيارة للندن وبرمنجهام ومدينة مانشيستر. ولا يختلف اثنان على أن للتجربة الإنجليزية تفردها الواضح عن بقية التجارب الكروية في أوروبا والعالم أجمع، ويعاب على الإنجليز بأنهم أكثر ميلا للعلو والغرور إذا ما تعلق الحديث بالساحرة المستديرة، كونهم من اكتشفها وصدرها إلى العالم، ولكن في ذات الوقت لا يزال للتجربة الإنجليزية اسرار تبوح بها، ونحن هنا نحاول سبر أغوار تلك الأسرار في مجال الأكاديميات وقطاعات الناشئين. وقبل العام 1998 لم يكن هناك اهتمام بقطاعات الناشئين بمفهوم هذه الأيام القائم على إنشاء نظام الأكاديمية الشاملة التي تهتم بالبحث عن اللاعبين والتعاقد معهم وتوفير بيئة مناسبة لتكوينهم وتدريبهم وتثقيفهم، والاشراف على نظام تعليمي صارم يرتبط به اللاعب طوال فترة تدريبه وتكوينه. ووقتها قاد هيوارد ويلكنسون رئيس الاتحاد الإنجليزي في تلك الفترة اصلاحات تهتم بتطوير مرحلة تكوين الناشئين والشباب، وأطلق مشروع الأكاديميات التابعة للأندية المحترفة ووقتها تم تحويل المدربين الهواة في تلك المدارس إلى محترفين لتطوير أدائهم وأداء اللاعبين الصغار الذين تم الاعتماد عليهم لإنجاح هذا المشروع في بداياته. من جانبه أكد ديفيد ريتشاردز رئيس رابطة المحترفين الإنجليزية «البريميرليج»، لـ «الاتحاد»، على أهمية الفترة الحالية التي تشهد تطوراً مذهلاً في نظام الأكاديميات الإنجليزية منذ مشروع هيوارد ويلكنسون قبل ما يزيد عن 13 عاماً، وطوال هذه الفترة مرت التجربة الإنجليزية بالكثير من النجاحات التي تحسب لها كما مرت على محطات فشل تعلمت منها الدرس وعملت على تعديلها. قاعدة الساعة وأوضح ديفيد ريتشاردز أن الأكاديميات الإنجليزية تهتم بتكوين اللاعبين الصغار بداية من عمر 9 سنوات حتى 23 عاماً، وهي نجحت إلى حد بعيد في ذلك غير أن وجود العديد من السلبيات المتعلقة باللوائح دفع تلك الأكاديميات لتبحث عن مواهب خارج حدود إنجلترا ومن ثم تتضاءل شيئاً فشيئاً فرصة حصول اللاعب الإنجليزي على فرصة حقيقية وذلك بسبب قاعدة الساعة والساعة والنصف، والتي تؤكد على أن اللاعب الأقل من عمر 15 سنة لا يمكن أن ينتظم بأكاديمية تبعد عن مقر سكنه أكثر من ساعة بالسيارة العادية، وبعد هذه السن من 15 حتى 21 ترتفع لتصبح ساعة ونصف. وقال: «مؤخراً تم تعديل القوانين من أجل رأب هذا الصدع وتوفير مزيد من الأريحية للأكاديميات لاسيما أنه يتوافر بها معايير الجودة المفروضة من قبل نظام التراخيص المتعلق بشروط المشاركة بالدوري الإنجليزي من حيث وفرة مقار سكن متميزة وتواصل مع مدارس قريبة من الأكاديمية ونظم تدريب ومطاعم ووسائل ترفيه ووسائل مواصلات متقدمة وغيرها من القيود الأخرى».ولفت ريتشاردز إلى أن البعض ينتقد ضخامة الأعداد التي تضمها الأندية المحترفة في أكاديميتها حيث تصل للمئات كل عام في مختلف المراحل السنية بداية من عمر 9 سنوات وحتى 23 عاماً، وقال: «باتت هناك 44 أكاديمية منها 20 في البريميرليج و24 في الأندية المحترفة بدوري الدرجة الأولى الذي يخضع لإشراف الرابطة المحترفة، وبالتالي بات ضخامة العدد المجند لتلك الأكاديميات مقلقاً حيث لا يحصل معظمهم على فرصة، والمعضلة أن الغالبية العظمى قادمون من دول أوروبية مجاورة حيث تعد نظم التدريب في الأكاديميات الإنجليزية هي الأفضل من حيث عدد ساعات التدريبات والتكتيكيات الخاصة بالأسلوب الإنجليزي القائم على القوة البدنية والاهتمام بالوعي التكتيكي والخططي وإجادة كل لاعب لمهام مركزه بصورة مميزة». وقال: تهتم الأكاديميات الإنجليزية بكل ما يخص اللاعب الصغير خارج الملعب كما تهتم به داخل الملعب حتى يصبح تكوينه أفضل، حيث فرضت بعض الأندية في بادئ الأمر ضرورة اهتمام اللاعب بفرصته في التحصيل العلمي وتوفير مدرسين ومختصين لكل المراحل التعليمية، وفي حالة فشل اللاعب تعليمياً قد يصل الأمر لترحيله من الأكاديمية وعدم إكماله للمشوار مهما كان موهوباً، وبالتالي بات التحصيل العلمي شرطاً هاماً ومؤثراً في معظم الأكاديميات المحترفة قبل فرضة رسمياً ضمن معايير الجودة. وتحدث ريتشاردز عن التطوير الواقع من قبل إدارات الأندية التي تهتم بفرض فلسفات جيدة على آليات العمل لديها بحيث يمتلك كل نادي محترف هدف وفلسفة خاصة يتم تعليمها للاعبيه الناشئين تكون عنوان أكاديميته، وهو ما يلاحظ في أكاديميات آرسنال وليفربول ومان يونايتد ومان سيتي الذي بات يقود ثورته الخاصة في البريميرليج بحيث تضرب إدارته المثل في كيفية العمل العلمي والمدروس على تطوير نادي ما وجعله في وقت قصير من أهم الأندية في الدوري الإنجليزي بل وقريباً سيكون كذلك في العالم بفعل الخطط المستقبلية التي تم الإعلان عنها مؤخراً ومنها خطط الأكاديمية التابعة للنادي. وذكر رئيس رابطة المحترفين الإنجليزية ظاهرة سلبية قد تؤثر على ما يحدث من عمل ويصرف من أموال على مجال الناشئين وذلك في ندرة لجوء الأندية الإنجليزية لما تملكه من احتياطي استراتيجي، حيث كانت الرابطة قد أنشأت دوري الرديف تحت 23 سنة لاستيعاب الأعداد والمواهب التي يتم تجهيزها للفريق الأول ولكنه لم يثبت فاعليته الكافية. وأشار إلى أن قوة المنافسة بين الأندية وارتفاع المستوى في الدوري الإنجليزي بات يدفع الأندية للتخوف من قرار تصعيد الوجوه الجديدة للفرق الأولى حيث يعتبر هذا القرار بمثابة انتحار فني لأي نادي هذه الأيام، وهو ما ترفضه الرابطة وتحاول محاربته بشتى الوسائل لاسيما ان تجديد الدماء ومنح الفرصة للاعبين إنجليز من شأنه أن يفيد المنتخب ويسهم في تضييق الفجوة التي الحالية بين قوة الدوري المحلي وضعف المنتخب الإنجليزي الوطني وغيابه عن منصات التتويج سواء ببطولة أوروبا أو كأس العالم. واعترف ريتشاردز بندرة المواهب الإنجليزية خلال السنوات الخمس الأخيرة على الرغم من وفرة اللاعبين الإنجليز المميزين، وقال: «حاليا قطاعات الناشئين لن تقدم وجوها جديدة من اللاعبين الإنجليز، ربما يحدث ذلك بسبب منح الفرصة أكثر للاعبين من أوروبا والبرازيل وأفريقيا في قطاعات الناشئين وأكاديميات الكرة». وعن أبرز النصائح التي يمكن أن يقدمها للدوريات العربية والشرق الأوسط فيما يتعلق بالاهتمام بالأكاديميات واللاعبين الناشئين قال: «يجب أن تهتم الأندية لديكم بالبنية التحتية أولاً لأنها هي البداية والأساس، ومن ثم يكون العمل المتواصل والمستمر بدون انقطاع على تحسين مستويات اللاعبين عبر تطوير المدربين أنفسهم ومنحهم فرص التعلم والتطور والحصول على دورات ودراسات في مجال التدريب وفق أحدث ما وصل إليه هذا العلم المتفرد». وتابع: «كما يجب أن تكون لديكم فلسفات عامة تحكم العمل في الأندية، وهي تتعلق بالاجابة على لماذا ننشئ هذه الأكاديمية؟ وما الذي نريده منها؟، وكيف سيتحقق هذا الهدف؟، وفي رأيي لو توافر كل ما سبق بدوري عربي فسينجح في تقديم لاعبين مميزين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©