الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صناع الموسيقى: الأغاني الهابطة تدمر ثقافة الأجيال

صناع الموسيقى: الأغاني الهابطة تدمر ثقافة الأجيال
8 أكتوبر 2012
بين قبول بعض شرائح المجتمع له والرفض الشعبي والرسمي، يواصل الغناء الهابط انتشاره في الشارع المصري، حاملًا معه فيروس الكلمات التي تفتقد قواعد الذوق والأخلاق، ويعج بالإيحاءات التي تخدش الحياء وتصدم أذن المواطن في الشارع ووسائل المواصلات والقنوات الفضائية. القاهرة (الاتحاد) - أوضح عدد من الموسيقيين أن هذه الأغاني تشكل خطراً على ثقافة الأجيال المقبلة، بعد عصر ذهبي طغت عليه أغاني المطربين العظام وأبرزهم أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش ونجاة الصغيرة ووردة وصاغت وشكلت وجدان الشعوب العربية وحافظت على الذوق العام. انتشار هذه الأغنية وسريانها في المجتمع كالسرطانات الخبيثة، دفع الملحن حسن إش إش عضو مجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين، إلى تأكيد أن غياب أجهزة الرقابة على الأغنية من أهم أسباب انتشار الهابط منها. وقال إن الأجهزة الرقابية في مصر تخلت عن دورها في الوقت الحالي، بعد أن كانت تراقب كافة الأعمال الغنائية في فترة الخمسينيات والستينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضي، وكانت تراجع كافة النصوص الغنائية والألحان قبل توزيعها. رقابة مسبقة وأضاف أن أغانيه كانت تعرض على الرقابة قبل بدء تسجيلها، فضلا عن أن الرقيب كان يتواجد في مواقع تصوير وتسجيل الأغاني، مثل الاستديوهات أو الملاهي، أما الآن فلا يحدث ذلك. وأكد أن نقابة المهن الموسيقية أيضا تخلت عن دورها وتفرغت فقط لجمع الموارد، رغم أن القانون ينص على مسؤولية النقابة عن الارتقاء بالذوق العام والحفاظ على المهنة، غير أنه لا يتم تطبيق هذه المواد، متهما منتجي المسلسلات والأعمال السينمائية بالمشاركة في صناعة الأغنية الهابطة والترويج لها من خلال الاستعانة بالصبية الذين يتغنون بمثل هذه الأغنيات. وأكد إيمان البحر درويش نقيب المهن الموسيقية حرص النقابة على مواجهة الغناء الهابط، مشيرا إلى أن النقابة لديها القدرة على تحقيق ذلك، من خلال توجيه الإنذار لمن يتولى تلحين هذه الأغنيات إذا كان عضوا في النقابة وقد تصل العقوبة إلى الشطب من جدول النقابة. بلاغات رسمية وأوضح أن المشكلة تكمن في أن من يؤدون هذه الأغنيات الهابطة ليسوا أعضاء بالنقابة، وبالتالي لا تعلم النقابة عنهم شيئا، ولكن يحق للنقابة التقدم ببلاغات رسمية ضدهم، لقيامهم بانتحال صفة مطرب. ورفض إيمان البحر اتهام البعض للنقابة بالتخلي عن دورها، مؤكدا أن النقابة تلتزم بتطبيق القانون على الجميع، وأنه يتعامل مع مثل هذه الأمور من منطلق رقابي وأخلاقي. وقال إن الجمهور نفسه يتحمل مسؤولية انتشار مثل هذه الأغاني داخل المجتمع، وتساءل: كيف يسمح أب أو أم لأنفسهم بأن تستمع الأسرة في المنزل أو السيارة لأغان تخدش الحياء؟ وطالب بوضع تشريع واضح يعاقب كل من يقوم بتأليف أو تلحين أو غناء نصوص مكتوبة تخدش الحياء أو تصيب المستمع بأذى في مشاعره أو تتضمن ألفاظا خارجة عن إطار الذوق، مؤكدا استعداد النقابة للبدء في ذلك. «سوق الكاسيت» أما الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر، فيرى أن هذه الأغاني تعد ظاهرة في «سوق الكاسيت»، فكل فترة تبرز أغنية لمطرب شعبي غير معروف، وتحقق نجاحا كاسحا لكن نادرا ما يستمر. وقال إن ما ساعد على انتشار هذه الأغنيات الهابطة، هو عدم وجود الشاعر الغنائي الحقيقي، فكل من يستطيع الكتابة يمكنه أن يضع نصا غنائيا يحمل توقيعه، وما لم تتم محاربة ظاهرة الكاتب السطحي فستستمر الأغنيات الهابطة. وأضاف أن الغناء الهابط مسؤولية مشتركة بين المنتج والمطرب والمؤلف، وما لم تتوفر الإرادة لدى الأطراف الثلاثة بإنتاج فن راق، فستعيش الأغنية الهابطة، بل وتتطور. ويرى المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم أن الأغنية الهابطة مقبولة لدى بعض فئات المجتمع المصري وليس كل المجتمع، وهناك إفلاس في الكتابة واللحن والأصوات أيضا. إضاءة لفت الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر إلى أن ارتفاع تكلفة «سوق الكاسيت»، دفع البعض إلى إنتاج أغان فردية تتضمن مشاهد عري، لجذب المشاهدين وبالتالي يحقق الانتشار المطلوب، خاصة في الأماكن العشوائية، داعيا إلى معاقبة الفضائيات التي تبث مثل هذه الأغنيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©