الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حروب استنزاف

12 أكتوبر 2015 23:48
في قراءة هادئة لمسار العمليات العسكرية الدائرة في غير منطقة عربية، لا يبدو أن عامل الانتصار الساحق والحاسم وارد في مكان وغير مسموح في مكان آخر.. ورغم التقدم الذي تحرزه قوات التحالف العربي في اليمن، لا يبدو «حق» التقدم في العراق وسوريا وقبلهما ليبيا ممكناً لأي من أطراف الصراع سواء كان في خط الإرهاب أو في خط الاعتدال أو في أي خط آخر... والواقع أن المطلوب على مستوى العالم أن يكون «حق الاستنزاف» الطويل العنوان الرئيس لأي صراع ما دام هذا النوع من الحروب يجنب الكبار نقمة القتال المباشر ويؤتي عبر دماء الآخرين ما لا تؤتي به أعتى الترسانات وأكثرها بطشاً وفاعلية. فالكبار لم ينصروا الجبهة العربية في اليمن لا حبّاً بإيران أو بالحوثيين، بل حُباً بحرب تستنزف الجميع على كل المستويات البشرية والمادية والعقائدية والاستراتيجية، ولم ينصروا الجيش و«الحشد» في العراق بالشكل الذي يسمح بدحر «داعش»، وكذلك الأمر في سوريا، حيث يتهالك المعتدلون خلف سلاح نوعي يعينهم على ترسانة الأسد، وفي ليبيا أيضاً، حيث يحظر السلاح على القوات الحكومية التي تقاتل التنظيم الإرهابي على أبواب المغرب العربي والشواطئ الأوروبية معاً. والواقع أيضاً أن روسيا لم تذهب بعسكرها إلى سوريا لنصرة الأسد أو لمقارعة الإرهاب على طريقتها، بل لأمرين لا ثالث لهما: - الاحتفاظ بقاعدتين جوية وبحرية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط وملء الفراغ العسكري الذي تعانيه في منطقة الشرق الأوسط. - الحؤول دون انتصار المعارضة وإنهاء «حرب الاستنزاف» قبل أوانها، وهي الحرب التي تدفن فيها موسكو المجموعات الإسلامية الأصولية التي تقوض أمنها وامبراطوريتها الشاسعة من بوابة القوقاز. وفي عودة إلى القراءة الهادئة، لا بد من السؤال: هل سيخرج أي طرف منتصراً؟ الجواب أن الكبار لا يبحثون عن منتصرين، بل عن أصولي قتيل ومعتدل جريح في حال الخطر. فما بعد الحادي عشر من أيلول هو غير ما قبله. مريم العبد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©