وصلت طلائع حجاج دولة الإمارات أمس إلى البلاد، قادمة من الأراضي المقدسة بعد أداء فريضة الحج، فيما شكلت بعثة الحج الرسمية برئاسة محمد عبيد المزروعي، رئيس مكتب شؤون الحجاج بدولة الإمارات، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية والأوقاف، لجنة وتضم اللجنة ممثلين عن اللجان الطبية والأمنية والعلاقات العامة، وعدداً من الشعب المعاونة، للتواجد بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، لمتابعة عودة الحجاج وتسهيل مهامهم.
ويترأس محمد عبيد المزروعي اليوم وفداً من بعثة الحج الرسمية ليكون في وداع الفوج الثاني من الحجيج، وذلك بعد أن عادت بعثة الحج الرسمية من منى إلى مقرها في منطقة الششة بمكة المكرمة، للإشراف على عملية عودة الحجيج، والتنسيق مع الحملات في أي مشكلة قد تطرأ على السطح.
وكان معظم حجاج الإمارات قد غادروا منى أمس، متعجلين في رمي الجمرات، فيما بقيت أعداد قليلة بالمخيم في منى من أجل استكمال الرمي طوال أيام التشريق الثلاثة، ووجه محمد عبيد المزروعي، ببقاء المخيم على حالته والخدمات المقدمة فيه، حتى مغادرة آخر حاج، وعدم التقيد بالمتعجلين من الحجيج.
ونجحت منشأة الجمرات في امتصاص الأعداد الغفيرة من ضيوف الرحمن الذين توافدوا بعد ظهر أمس، لرمي الجمرات الثلاث، في ثاني أيام التشريق، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً بالرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام.
ولليوم الثاني، توافدت قوافل الحجيج مبكرا على منشأة الجمرات بعد مبيتهم في منى، وذلك عبر كل المنافذ للمنشأة، وانتشرت قوات الطوارئ الخاصة السعودية على مدار الساعة وبكامل الطاقة التشغيلية لتسهيل وتنظيم دخول الحجاج وخروجهم من وإلى منشأة الجمرات.
وتم تحديد مسارات خاصة لدخول الحجاج وخروجهم من وإلى منشأة الجمرات إلى جانب نشر قوة من رجال الأمن في الساحات، وتتم المتابعة من خلال 427 كاميرا للرصد الدقيق لتغطية كافة أجزاء منشأة الجمرات بكافة المستويات، كما تم نشر أفراد قوات الطوارئ الخاصة في كافة أنحاء المنشأة.
وتشهد عملية رمي الجمرات سهولة كبيرة بالرغم من الأعداد الكبيرة، وتسهم الممرات الطويلة في امتصاص التكدس الكبير، وعلى الرغم من طول المسافة، سواء من القطار إلى منشأة الجمرات، أو من مدخل الجمرات من ناحية مكة إلى الجمرات، إلا أن هذه المسافة تسهم في امتصاص حماسة الحجيج واندفاعهم صوب الجمرات.
ووفق ما نشر في الصحف السعودية، لم تسجل أي حالات تساقط، أو تدافع بين ضيوف الرحمن، وكان لرجال الأمن المسؤولين عن تنظيم الحشود دور بارز في عملية تيسير حركة ضيوف الرحمن في منشأة الجمرات، حيث خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات، بما يضمن إتمام الرمي بكل يسر وسهولة.
كما ساهمت كثافة رجال الأمن العام والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن في تنظيم حركة التفويج على منشأة الجمرات، إضافة إلى تكامل الخطط الأمنية في عملية إدارة الحشود مع الخدمات التشغيلية، وتتابع غرفة العمليات في جسر الجمرات تحركات الحجاج والكثافة التي وصلت إلى الجمرات والعمل على توجيه العاملين في الميدان إلى تحويل الحشود وتفتيت الكتل البشرية، وتوزيعها عبر المنافذ المؤدية إلى خارج منشأة جسر الجمرات.
دعوة للأشقاء
من ناحية أخرى، لبى الأشقاء أمس من رؤساء البعثات الخليجية دعوة محمد عبيد المزروعي رئيس بعثة الحج الإماراتية، حيث توافدوا على مقر البعثة الإماراتية مساء، في لقاء هدف إلى تبادل الرؤى والتهنئة بالعيد وبنجاح موسم الحج هذا العام.
وتحظى بعثة الحج الإماراتية بإشادة من مختلف الوفود العربية والخليجية على وجه التحديد، ويحرص الكثير من الأشقاء على الاستفادة من التجربة الإماراتية، خاصة بعد أن أظهرت دراسات ميدانية هنا تفوق بعثة الحج الإماراتية على غيرها من البعثات في تقديم الخدمات النموذجية، وطرح مركز للدراسات الميدانية التجربة الإماراتية كنموذج يستحق التعميم بعد متابعة لأداء مختلف البعثات على مدار عامين، وذلك وفق ما أكد محمد عبيد المزروعي، الذي أعرب عن سعادته بنجاح البعثة في تسهيل وتيسير مهمة ضيوف الرحمن هذا العام.
زيارة للمدينة المنورة
على جانب آخر، يغادر وفد من البعثة الرسمية إلى المدينة المنورة بعد فجر اليوم، لزيارة قبر الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، والصلاة في المسجد النبوي، ويضم الوفد أعضاء البعثة الذين قدموا إلى مكة مباشرة، ومن المقرر أن يعود الوفد من مدينة رسول الله بعد صلاة العشاء.
وكان البعثة قد فتحت باب التسجيل للراغبين، بمقر البعثة، وتهافت الكثير من أعضاء البعثة على الذهاب، فيما حرص البقية على المكوث بالمسجد الحرام هذين اليومين، قبل عودة الجميع، المقررة بعد غد الأحد بإذن الله.
عدد اليوم
