السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإخلاص وموافقة شرع الله.. شرطان لقبول العمل

8 فبراير 2018 22:49
أحمد محمد (القاهرة) قال جندب بن زهير العامري، إني أعمل العمل لله فإذا اطلع عليه سرني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، ولا يقبل ما شورك فيه»، فأنزل الله: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى? إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَ?هُكُمْ إِلَ?هٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)، «سورة الكهف: الآية 110». وروي أنها نزلت في رجل قال يا نبي الله، إني أحب الجهاد في سبيل الله، وأحب أن يُرى مكاني، وقال مجاهد: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أتصدق، وأصل الرحم، ولا أصنع ذلك إلا لله، فيذكر ذلك مني، وأحمد عليه، فيسرني ذلك، وأعجب به، فسكت رسول الله ولم يقل شيئا، فأنزل الله تعالى هذه الآية. قال محمد أبو زهرة في «زهرة التفاسير»، الأمر بالقول للنبي، وأنه صلى الله عليه وسلم بشر، وإنما يوحى إليه، ولا يتجاوز أنه بشر، ولكن اختص من بينهم بأنه يوحى إليه، والموحى به أن إلهكم إله واحد، فهو إعلام من الله بمن هو الإله حقاً، ولا إله غيره، وإنه قد قامت الدلائل على صدقه، وهو مؤيد بالآيات في الكون، وإن الناس في تلقي هذه الرسالة من عند الله قسمان، الأول يؤمن بالغيب، والثاني: لا يؤمن إلا بما هو مادي حسي، والأول هو الذي يرجو لقاء ربه، وهو الذي ينادي بفعل الخير، والإيمان بالحق، ولذا قال، فمن كان يرجو لقاء ربه، يستيقن به، فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً، لأنه إذا كان يرجو الله ولقاءه، فهو لا يعبد غيره، لأنه أخذ بالرسالة، وآمن بها، وعدم الشرك في العبادة، أن يجعلها لله وحده، فلا يشرك فيها وثناً ولا شخصاً، وهناك شرك في العبادة بأن يعبد يرائي الناس، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «من صلى يرائي فقد أشرك، ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك»، وهذا هو الشرك الخفي، والشرك الأصغر، وقد قال الزمخشري: المراد بالنهي عن الإشراك في العبادة ألا يرائي بعمله، وألا يبتغي إلا وجه الله خالصا، لا يخلط به غيره. وقال البقاعي في «نظم الدرر»، لما كان الجزاء من جنس العمل، كان الواجب على العبد الإخلاص في عمله، فقال: فليعمل وأكده للإعلام بأنه لا بد مع التصديق من الإقرار فقال: عملاً أي ولو كان قليلاً صالحاً وهو ما يأمره به من أصول الدين وفروعه من التوحيد وغيره من أعمال القلب والبدن والمال ليسلم من عذابه ولا يشرك، وليكن ذلك العمل مبنياً على الأساس وهو أن لا يشرك ولو بالرياء بعبادة ربه أحدا، فإذا عمل ذلك فاز فحاز علوم الدنيا والآخرة. وقال القاسمي، قل لهؤلاء المشركين والكافرين من أهل الكتاب، إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد، خصصت بالوحي وتميزت عنكم به فمن كان يرجو لقاء ربه، يخاف المصير إليه، أو يأمل لقاءه ورؤيته، أو جزاءه الصالح وثوابه، فليعمل عملا صالحا في نفسه، لائقاً بذلك المرجو، وهو ما كان موافقاً لشرع الله، ولا يشرك بعبادة ربه أحداً من خلقه إشراكاً جلياً، كما فعله الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه، ولا إشراكاً خفياً، كما يفعله أهل الرياء، ومن يطلب به أجراً من المدح وتحصيل المال والجاه. ودلت الآية على أن للعمل المتقبل ركنين: كونه موافقاً شرع الله المنزل، ومخلصاً أريد به وجهه تعالى، لا يخلط به غيره، وتسمية الرياء شركاً أصغر، ثبت في السنة، وصح فيها حبوط العمل بالرياء، ودخول الرياء في الآية، باعتبار عموم معناها، وإن كان السياق في الشرك الجلي، للخطاب مع الجاحدين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©