الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«بوينج» تبحث عن حلول مبتكرة لتسريع عملية إعادة تصميم «777»

«بوينج» تبحث عن حلول مبتكرة لتسريع عملية إعادة تصميم «777»
8 أكتوبر 2012
أثارت قضية إعادة تصميم الطائرة “بوينج 777” الكثير من المشاكل داخل أروقة الشركة العملاقة، مما جعلها تواجه أكثر المشاكل تعقيداً في نشاطها التجاري، متمثلة في اختيار الوقت والكيفية المناسبة، لإجراء بعض التغييرات على منتج رغم النجاح الذي أثبته. في الوقت الذي يرى العديد من شركات الطيران والمستأجرين الذين اعتمدوا على هذا الطراز في رحلاتهم الطويلة منذ طرحه في الأسواق في 1995، ضرورة إجراء بعض التعديلات عليه. ويساعد طراز “777” بعائداته الشهرية البالغة 1,2 مليار دولار، شركة “بوينج” على سداد فواتيرها اعتماداً على متوسط سعر الموديل، الأكبر والأكثر طلباً في الأسواق. ويبدو أن هذا المبلغ كبير للمخاطرة به في عمل تصميم جديد، بيد أن الطلب تراجع قليلاً على طراز “777”، الذي لا منافس له في الوقت الراهن، خاصة أن شركات الطيران في انتظار طرح الجيل الجديد من الطائرة والموديل المنافس المتوقع طرحه قريباً من شركة “أيرباص” الأوروبية. ونشب نزاع خلال الصيف الحالي داخل شركة “بوينج” حول كيفية التحكم في تكلفة الموديل الجديد، في وقت ظهر فيه خلاف بين العملاء الأساسيين حول التصميم النهائي للطراز. وما زاد من حدة الجدل الأخطاء التي صاحبت عمليات التحديث التي أجرتها “بوينج” على طراز “737” ذات الممر الواحد، وسنوات التأخير الطويلة ومليارات الدولارات التي أهدرتها الشركة في إنتاج طراز “دريم لاينر” العملاقة. لكن يتركز معظم هذا اللغط الذي يدور حول كيفية بناء طراز جديد من “777” بسعر تكلفة حقيقي، في عملية التصميم المعقدة لإنتاج طائرة جديدة. وتقول “بوينج”: “هذه عملية متكاملة يصحبها نقاش مستمر لضمان طرح الطائرة المناسبة في الوقت المناسب في الأسواق، مع التأكيد على الاستفادة من التقنيات الصحيحة”. واتضح بداية العام الحالي، أن “بوينج” تملك خارطة طريق واضحة المعالم، حيث يتضمن الطراز المقترح تعديله والذي يحمل اسم “777 أكس”، أجنحة جديدة ومحركات مطورة وتحسينات أخرى، من أجل رفع كفاءة الطائرة. لكن يقول العملاء الذين من ضمنهم شركة “طيران الإمارات” أكبر عملاء طراز “777”، إن خطط الشركة لم تعد واضحة اليوم، لا سيما وأنها تخطط لخفض التكاليف بنسبة كبيرة في تصميمها الجديد. يقول تيم كلارك، الرئيس التنفيذي لـ “طيران الإمارات”: “أكدتُ لرئيس الشركة جيم مكنيرني، أنه ينبغي التعامل مع هذا الموديل بجدية أكثر. وعلى الرغم من أن العمل في هذا المشروع بدأ بحماس كبير، إلا أن الأمور انحرفت عن مسارها الصحيح فيما بعد”. وأنجزت “بوينج” أكثر من 200 طلبية من طراز “777” في العام الماضي، 50 منها لشركة “طيران الإمارات” وحدها، مع تخطيطها لتسليم نحو 100 طائرة أخرى في العام المقبل. لكن طلبيات “طيران الإمارات” الأخيرة مرتبطة جزئياً بشرط تحويل بعض تلك الطائرات إلى الموديل الجديد “777 أكس”. وفي شهر أغسطس الماضي، وجه رأي كونر، المدير المالي الجديد لشركة “بوينج”، مذكرة للعاملين في الشركة بعد أن وصف العمل في برنامج “777 أكس” بالبطء، جاء فيها: “عند قناعتنا بالمخاطر والتكاليف والجدول الزمني، بالإضافة إلى عوامل أخرى هامة، سنقوم بطرح خطة للعملاء ولمجلس الإدارة نهاية العام الحالي أو بداية المقبل”. وأُرغمت الشركة في السنة الماضية على القيام بإصلاح سريع وليس تغيير لطراز “737” ذات الممر الواحد والتي سجلت أفضل المبيعات في الشركة، وذلك بعد أن قامت شركة “أيه أم آر” الشركة الأم لـ “أميركان أيرلاينز”، والتي كانت تملك أسطولاً يحتوي على طائرات “بوينج” فقط، باقتسام طلبية بين “بوينج” و”أيرباص” وطلب مئات من طائرات “أيرباص” المطورة. واستمر تطوير برنامج “777 أكس” في السنة الماضية وسط انشغال الشركة ببدء تشغيل “787 دريم لاينر” و”جامبو 747-8” وبالمشاكل المرتبطة بموديل “737”، لكن بحماس أقل بعيداً عن متابعة كبار الإداريين المباشرة لسير العمل. كما تم استدعاء لارس أندرسون، أحد مديري برنامج “777” السابقين والذي ساعد في تصميم الطائرة الأصلية في تسعينات القرن الماضي بعد أن أُحيل إلى المعاش، للبدء في برنامج “777 أكس” في 2010. وخلص لارس والفريق الصغير العامل معه، لإنتاج أفضل طائرة تجارية كفاءة سيشهدها تاريخ الطيران. ويتفوق الطراز الجديد بكفاءة وقود تقدر بنحو 21% مقارنة مع موديل “777 -300 إي آر” الأخير، بينما تقل تكلفته التشغيلية بنسبة 16%. كما أن أجنحة الطراز الجديد المصنوعة من ألياف الكربون المركبة والمستخدمة في “دريم لاينر” أيضاً، تفوق حجم أجنحة طراز “جامبو 747” ذات الطابقين. وتخطط “بوينج” لزيادة جسم الطائرة في موديلين مع تزويدهما بمحركات جديدة. وبعد فائض التكلفة في “دريم لاينر” وإنفاق الكثير من الأموال في تطوير “737”، تفكر الشركة في ادخار بعض الموارد. ونفذ أندرسون وفريقه ما تطلبه شركات الطيران، إلا أن تكاليف عمليات التطوير الباهظة الثمن، تعني أن على هذه الشركات دفع المزيد من الأموال للحصول على الطراز الجديد. وبعد المشاكل التي صاحبت تعهيد قطع غيار “دريم لاينر”، فضلت الشركة إنتاج معظم ما تحتاجه “777 أكس” داخل مصانعها. لكن لصناعة أجنحة هذا الطراز بنفسها، ينبغي عليها استثمار أموال كثيرة في المعدات والبنية التحتية. وبحلول منتصف العام الحالي، بدأ القلق يساور القسم المالي في شركة “بوينج” بخصوص المدى الذي بلغه البرنامج وزيادة التكلفة التي صاحبته. وبينما وافق عدد قليل من العملاء على زيادة هذه التكلفة التي تزيد ما بين 10 إلى 15% عن موديل “777” الحالي، انقسم معظمهم حول ما إذا كانت عمليات التطوير تستحق هذه الزيادة بالفعل. ويقترح البعض حلولاً لخفض التكلفة من بينها صناعة الأجنحة من الألمنيوم كما هي العادة. وبعد 18 شهراً من الدراسات المتواصلة وكجزء من محاولاتها المتعلقة بخفض التكلفة، تعيد “بوينج” التفكير في صناعة أجنحة معدنية أقل سعراً لطراز “777 أكس”، ما يعني الاحتفاظ بثلثي الأجنحة الحالية. لكن يقلل هذا التصميم الجديد من كفاءة الطائرة بنسبة تتراوح بين 2 إلى 3%، مقارنة بالأجنحة المصنوعة من ألياف الكربون. وبينما اتسمت عمليات تسليم “دريم لاينر” بالتأخير وإنتاج موديل “أيرباص 350” بالبطء، فضلت شركات الطيران في وقت زادت فيه حركة السفر الجوي، اللجوء إلى طراز “بوينج 777” و”أيرباص أيه 330”. ويرى بعض خبراء الطيران أن عامل الوقت يصب في صالح “بوينج”، نظراً إلى مواجهة موديل “أيرباص أيه 350” الذي تنوي به منافسة “بوينج 777 إي آر” الكثير من مشاكل التأخير، حيث من المتوقع أن يتم إطلاقه في 2017 بدلاً من الموعد الذي كان مقرراً في 2015. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©