السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الأذان.. فرض كفاية وتعطيله إثم كبير

8 فبراير 2018 22:54
أحمد مراد (القاهرة) وصف علماء في الأزهر الأذان بأنه من أعظم شعائر الإسلام الحنيف، موضحين أنه يشتمل على العديد من مسائل العقيدة الإسلامية، حيث يبدأ بتكبير الله تعالى، ثم بالتوحيد ونفي الشرك، ثم بإثبات الرسالة النبوية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الدعوة إلى الطاعة والعبادة. وشدد العلماء أن الأذان فرض كفاية في حق الرجال، فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وهو له أهمية كبيرة في الإسلام، لذا لا يجوز تعطيله بأي حال من الأحوال، وقد ثبتت مشروعيته في القرآن الكريم والسنة النبوية. وأكد العلماء أنه يشترط لصحة الأذان دخول وقت الصلاة، وأن يكون باللغة العربية، وأن يرفع المؤذن صوته بحيث يسمعه بعض الجماعة أو يسمع نفسه إن كان منفرداً، كما يشترط الترتيب والمولاة بين ألفاظ الأذان، وأن يكون المؤذن مسلماً عاقلاً مميزاً ذكراً، فلا يصح أذان الكافر أو المجنون أو غير المميز كما لا يصح أذان النساء. شعيرة عظيمة أوضح د. أحمد غنيم، رئيس قسم الدعوة بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، أن الأذان معناه الإعلام بوقت الصلاة بألفاظ مخصوصة، وهو من أعظم شعائر الإسلام الحنيف، وبرغم قلة ألفاظه إلا أنه يشتمل على العديد من مسائل العقيدة الإسلامية، حيث يبدأ بالتكبير أي وجود الله وكماله، ثم بالتوحيد ونفي الشرك، ثم بإثبات الرسالة النبوية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم الدعوة إلى الطاعة والعبادة لله سبحانه وتعالى. وقال د. غنيم: «للأذان مكانة جليلة في الإسلام، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا»، ومعنى الحديث النبوي أن الناس إذا علموا الفضل والجزاء العظيم للأذان، والوقوف في الصف الأول للصلاة، ولم يجدوا طريقاً يحصلون منه على هذا الفضل، بسبب أنه لا يؤذن للصلاة إلا واحد فقط، لأقاموا القرعة بينهم». وأشار د. غنيم إلى قول ابن عمر رضي الله عنه: كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة، ليس يُنادى لها، فتكلموا يوما في ذلك، فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: بل بوقا مثل قرن اليهود، فقال عمر: أو لا تبعثون رجلاً ينادي بالصلاة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بلال قم فنادي بالصلاة»، وروي عن عبد الله بن زيد أنه رأى الأذان في المنام، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما رأى، فقال النبي: «إنها لرؤيا حق، فقم مع بلال، فألق عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك»، فقمت مع بلال، فجعلت ألقيه عليه ويؤذن به، قال: فسمعت عمر بن الخطاب، وهو في بيته فخرج يجر رداءه يقول: والذي بعثك بالحق يا رسول الله، لقد رأيت مثل ما أرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلله الحمد». فرض كفاية وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقاً، أن الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة المفروضة بذكر مخصوص، وذلك لدعوة المسلمين إلى الاجتماع إليها، وحكم الأذان للصلاة أنه فرض كفاية في حق الرجال، فإذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وهو له أهمية كبيرة في إظهار شعيرة من شعائر الإسلام، لذا لا يجوز تعطيله بأي حال، مشيراً إلى أن دليل مشروعية الأذان في القرآن قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى? ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَ?لِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، «سورة الجمعة: الآية 9»، أما من السنة فهو ما روي عن مالك بن الحويرث رضي الله تعالى عنه أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيما رفيقا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال: «ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم، وصلوا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم». وقد بدأ تشريع الأذان في السنة الأولى للهجرة النبوية، و من سنن الأذان أن يكون المؤذن حسن الصوت وجهوريا، ليرق قلب السامع ويميل إلى لإجابة الأذان ولا ينفر من الصلاة، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد رضي الله عنه، الذي رأى الأذان في النوم: «قم مع بلال فأَلقِ عليه ما رأيت، فليؤذن به، فإنه أندى صوتا منك»، كما أنه يجب أن يكون المؤذن طاهراً، وأن يتمهل ويتأنى في الأذان، دون التمطيط أو التغني فيه. شروط أما د.عبد الفتاح عاشور، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، فقال: «يشترط لصحة الأذان دخول الوقت فلا يصح قبله، وأن يكون باللغة العربية، وأن يرفع المؤذن صوته بحيث يسمعه بعض الجماعة أو يسمع نفسه إن كان منفرداً، كما يشترط الترتيب والمولاة بين ألفاظ الأذان، وأن يكون المؤذن مسلماً عاقلاً مميزاً ذكراً فلا يصح أذان الكافر أو المجنون أو غير المميز كما لا يصح أذان النساء». وتابع د. عاشور: «يستحب لمن سمع أن يردده، وكذلك الإقامة، فيقول مثل ما يقول المؤذن إلا في «حي على الصلاة وحي على الفلاح»، فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وفي الإقامة يقول بدلا من «قد قامت الصلاة» أقامها الله وأدامها، وبدلاً من «الصلاة خير من النوم» في صلاة الفجر يقول صدقت وبررت، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يسأل الوسيلة لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم المؤذن، فقولوا مثلما يقول ثم صلوا عليّ، فإن من صلى عليّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا ينبغي أن تكون إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة»».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©