الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أميركا اللاتينية: الاقتصاد «الريعي» في خدمة البشر

8 أكتوبر 2012
? برن (وكالات) - في عام 1998، شهدت أميركا اللاتينية منعرجاً سياسياً بدأ باختيار فنزويلا التوجّه نحو اليسار، ثم تبعتها مجموعة من دول المنطقة في نفس المنحى. وكانت عمليات التأميم والمصادرة التي اتخذتها الحكومات الجديدة من أكثر قراراتها إثارة للجدل. وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، تمكنت أميركا اللاتينية من إنجاز قوة اقتصادية مثيرة للإعجاب، إلا أن الأوضاع على المستوى الإنساني وفي مجال المديونية ظلت دون المأمول، حيث لا زال كل ثلاثة أشخاص من بين عشرة يعيشون في ظل الفقر. وبالنسبة لسويسرا، فإن هذه المنطقة الواعدة ما زالت بحاجة إلى مزيد استكشاف الفرص التجارية المتوافرة فيها. فخلال 2011، لم تمثل الصادرات السويسرية إلى بلدانها سوى 2,9% من إجمالي مبيعات سويسرا في الخارج، حسب معطيات كتابة الدولة السويسرية للشؤون الاقتصادية، بحسب تقرير أخباري لوكالة “سويس إنفو” . على خطى فنزويلا، اتجهت كل من شيلي والبرازيل والأرجنتين والأوروجواي وبوليفيا والإكوادور والبيرو ونيكاراجوا وباراجوي نحو اليسار. وفي هذا السياق، انتهج كل بلد استراتيجية خاصة به ترمي إلى تعزيز قبضة الدولة على المجال الاقتصادي. في المقابل، ظلت المكسيك وكولومبيا الاقتصادات الرئيسية الوحيدة التي راهنت على انتهاج الليبرالية الجديدة ولكن مع إرفاقها ببعض البرامج الاجتماعية. من ناحيتها، تمسّكت فنزويلا وبوليفيا برفع راية الدفاع عن سياسات التأميم والمصادرة التي تقدم المصالح القومية على الأجنبية. ويشير كريستوفر هيمفري، الأستاذ بجامعة زيوريخ، إلى أن “أميركا اللاتينية لديها ميزة مشتركة: ففي العديد من الأحيان دفعتها الثروة التي لديها من المواد الخام، إلى تطبيق نماذج (اقتصادية وسياسية) غير مُوجّهة نحو الخارج. ولكن كل بلد يختلف عن الآخر، ومن غير الممكن التعميم عند الحديث عن اليسار”. مع ذلك، يُبدي هيمفري شيئا من التفاؤل المعتدل لدى الحديث عن مستقبل فنزويلا، البلد الذي اختار لعب دور العمود الأساسي لتيار سياسي ينحُو باتجاه اليسار، ويقول: “في بداية الأمر، ومن خلال منح ثقتها إلى شافيز، كانت فنزويلا تصوّت ضد الفساد الذي كان سائدا في البلاد وليس ضد السياسات النيوليبرالية السابقة. واليوم، يعتبر الشعب أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا لأن فنزويلا تشهد معدلات بطالة متعددة وسوقا سوداء للمبادلات وتضخماً وعوامل لا تشجع على الإنتاج. مع ذلك، أعتقد أنه بإمكان الاقتصاد السير قدما إلى الأمام ما دام النفط متوفرا”. أما بخصوص بوليفيا، فقد اتسم تقييمه بقدر أكبر من التحفظ، حيث يقول: “لقد أمّـم الرئيس موراليس المحروقات وقطاعات أخرى من الاقتصاد لكن سياسته النقدية والجبائية تتسم بالتقشف. إنه يحظى بالدعم من طرف صندوق النقد الدولي، ويُدير شؤون بلاده في ظل دين عمومي ضعيف جداً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©