الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

درس «السنوات العشر» يدعم المنتخب لاستكمال مشواره

درس «السنوات العشر» يدعم المنتخب لاستكمال مشواره
18 أكتوبر 2013 23:34
صبري علي (دبي) - في بطولات كرة القدم تبقى العبرة بالنتائج الأخيرة في ختام الحدث، دون النظر إلى ما يمكن أن يحدث من سقوط في الجولات الأولى، فالمهم في البطولات أن يتمكن الفريق الخاسر من ترتيب أوراقه من جديد ليحقق ما هو أفضل في الجولات التالية، مستفيداً من الأخطاء التي ارتكبها، وإثبات قدرته على تحويل السلبيات إلى إيجابيات في بقية المشوار، وهو أمر كثيراً ما يحدث للمنتخبات في البطولات الكبيرة، حيث تجد من سقط في بداية المشوار ينطلق سريعاً بعد ذلك نحو تحقيق ما لم يكن متوقعا. وأمس الأول خسر منتخبنا الوطني للناشئين مباراته أمام منتخب هندوراس 1 - 2 في افتتاح مونديال 2013، وهو يستعد لمواجهة منتخب البرازيل يوم غد في الجولة الثانية ثم يوم الأربعاء أمام سلوفاكيا في الجولة الثالثة، وفي حسابات كرة القدم تبقى كل الاحتمالات واردة رغم قوة المنافس، خاصة أن فرصة التأهل ستكون متاحة لمن لا يحقق أي من المركزين الأول أو الثاني في المجموعة لجمع النقاط والوصول من بين أفضل 4 منتخبات تحقق المركز الثالث في المجموعات الست إلى دور الـ16. وجددت خسارة المنتخب الوطني للناشئين أمام هندوراس ذكرى خسارة المنتخب الوطني للشباب أمام سلوفاكيا 1 - 4 في افتتاح مونديال الشباب قبل 10 سنوات تقريباً على ملعب مدينة زايد الرياضية، وتحديدا في 17 نوفمبر 2003، ومن بعد ذلك انتفض إسماعيل مطر ورفاقه تحت قيادة المدرب الفرنسي جان جودار ليحقق «الأبيض» وقتها إنجازاً بالتأهل إلى دور الثمانية، وكان بعدها قريبا أيضاً من التأهل للدور نصف النهائي، وذلك بعد الاستفادة من درس المباراة الافتتاحية والخسارة التي كانت أشد قسوة من خسارة منتخب الناشئين أمام هندوراس أمس الأول. وفي مونديال الشباب 2003 وبعد الخسارة من سلوفاكيا بالأربعة نجح المنتخب الوطني في تصحيح الموقف أمام بنما وبوركينا فاسو بالفوز في مباراة والتعادل في الثانية والحصول على 4 نقاط وضعته في المركز الثالث ليتأهل من بين «أفضل ثوالث» في المجموعات، وبعد ذلك التفوق على منتخب أستراليا بهدف والتأهل لدور الثمانية، والخسارة بعد ذلك من منتخب كولومبيا بهدف نظيف أيضا، وهو ما أسهم وقتها في إنجاح البطولة فنيا وجماهيريا بفضل الظهور المشرف لأصحاب الأرض. وقبل أن يخوض «أبيض الناشئين» مباراته الثانية غدا أمام منتخب «السامبا» توقفت «الاتحاد» مع بعض النجوم القدامى من اللاعبين الدوليين وخبراء اللعبة، من أجل البحث عن الطريقة التي يمكن بها إعادة الفريق الناشئ إلى الطريق الصحيح، والإسهام في إخراجه من كبوة البداية، حيث أكد الدكتور طه إسماعيل المحلل الفني والمحاضر الدولي أن الأمثلة الكثيرة لمن خسر في مباراة الافتتاح ثم حقق الأفضل بعد ذلك كثيرة جدا، وقال: لا يمكن النظر إلى خسارة المباراة الأولى على أنها نهاية كل شيء، ويجب الانطلاق من خلالها لتحقيق الأفضل. وأضاف: لابد من وضع الأمثلة الكثيرة أمام اللاعبين الصغار، لكل فريق خسر في بداية مشواره ثم حقق الكثير بعد ذلك، ومنها مثلا خسارة منتخب إسبانيا الأول أمام سويسرا في أولى مبارياته بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، ثم مواصلة مشواره بعد ذلك حتى الفوز باللقب، وهو مثال مع الفارق طبعا، لكن يجب التأكيد على ذلك من أجل طي صفحة المباراة الأولى واللعب من أجل الفوز بعد ذلك، ومن الأمثلة القريبة أيضاً خسارة منتخب الإمارات الأول في افتتاح «خليجي 18» في أبوظبي أمام منتخب عمان ثم الانطلاق بعد ذلك حتى مواجهة منتخب عُمان مرة أخرى في نهائي البطولة والفوز عليه وتحقيق اللقب. وقال المحلل الفني الكبير: يجب استحضار كل هذه الأمثلة أمام اللاعبين الصغار، وذلك لأن التأثير المعنوي يكون هو الأهم في مثل هذه الحالات، خاصة أن الفوارق الفنية والبدنية لا تكون كبيرة في مراحل الناشئين، ويمكن تلاشيها من خلال زيادة الدوافع وتحريك المشاعر الوطنية، خاصة أن المنتخب الإماراتي يلعب على ملعبه وبين جماهيره، وهدفه إنجاح البطولة والسير في مراحلها إلى أبعد مرحلة، وهو ما يمكن أن يكون من عوامل تحفيز اللاعبين في هذه المرحلة. وأضاف: المهم الآن هو تجهيز اللاعبين نفسيا لخوض المباراتين الأصعب أمام البرازيل وسلوفاكيا، وذلك بعد إخراج اللاعبين من حالة الإحباط التي قد تنتج عن خسارة لقاء الافتتاح، وهو دور المدرب والجهاز الإداري من أجل إعادة ثقة اللاعبين في أنفسهم، والتأكيد على أنهم فريق جيد، وأن الخسارة في بداية المشوار من الممكن أن تكون دافعا لما هو أهم بعد ذلك، خاصة أن اللاعب الناشئ يمكن استثارة دوافعه بطريقة أسهل من اللاعبين الكبار. وقال طه إسماعيل: لا يمكن مع التركيز على الجوانب المعنوية إغفال النواحي الفنية بتعديل التشكيلة التي لعب بها الفريق مباراة هندوراس وتصحيح الأخطاء الدفاعية والهجومية، وذلك من الممكن أن يحدث بسهولة رغم ضيق الوقت، مع وجود طاقة بدنية عند اللاعبين الصغار في هذه المرحلة العمرية للعب كل 3 أيام دون مشكلة. وأضاف المحاضر الدولي: في بطولات العالم للناشئين لا يكون الهدف هو مجرد المنافسة، ولكن يبقى الاحتكاك بالمدارس الكروية المختلفة لصنع جيل قوي قادر على اللعب وتمثيل منتخب بلاده بعد ذلك بصورة جيدة، لكن في الوقت نفسه تبقى مهمة المنتخب مستضيف البطولة محاولة إنجاحها وخوض أكبر عدد من مبارياتها لو لم يكن ذلك حتى المباراة النهائية، فعلى الأقل يكون ذلك حتى دور الـ 16 أو الثمانية لضمان خوض 4 أو 5 مباريات في الحدث الكبير، ليكتسب اللاعبون خبرة اللعب في البطولات الكبيرة وكيفية اللعب بتنظيم شديد دون «عشوائية». واختتم الدكتور طه إسماعيل كلامه مؤكدا على وجود فرصة التأهل عن هذه المجموعة لو نجح الفريق في الحصول على 4 نقاط بالتعادل مع منتخب البرازيل ثم الفوز على سلوفاكيا، وقد يضمن ذلك التأهل مع أصحاب المركز الثالث للدور الثاني، وهو أمر كاف لإنجاح مهمة المنتخب والإسهام في إنجاح البطولة كلها جماهيريا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©