الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

حضور سويدي وإيطالي في عروض المهرجان

حضور سويدي وإيطالي في عروض المهرجان
20 أكتوبر 2011 09:13
أبوظبي (الاتحاد) - قدم مهرجان أبوظبي السينمائي، أمس، العرض العالمي الأول لفيلم المخرج الإماراتي نواف الجناحي “ظل البحر”، المشارك ضمن مسابقة آفاق جديدة، حيث استحوذ على اهتمام النقّاد والجمهور. والفيلم هو أول شريط إماراتي طويل تنتجه شركة إيمج نيشن أبوظبي. يأتي الفيلم، الذي يندرج ضمن الأعداد المتزايدة من الأفلام الإماراتية الطويلة، بعد عامين من تحقيق المخرج لفيلمه الروائي الطويل الأول “الدائرة” والذي حاز استقبالاً نقدياً مشجعاً. وتدور أحداثه في أحد أحياء رأس الخيمة الشعبية، حيث العادات والتقاليد والثقافة المحلية تجعل من التعبير عن المشاعر بحرية أمراً صعباً. هكذا نتابع قصة المراهقين منصور وكلثم في رحلتهما لاكتشاف الذات وسط أجواء عائلية وقيم مرتبكة. وحمل برنامج أمس لعشاق الأفلام الوثائقية فرصة التمتع بالفعالية الخاصة “من الثلاجة إلى الأتون” مع منتج وحدة الإنتاج الطبيعي في “بي بي سي” والمخرج فريدي ديفاس، الذي بعد عمله على “الكوكب المتجلد” لصالح “بي بي سي” لأكثر من ثلاث سنوات، يصور حالياً سلسلة جديدة لصالح (بي بي سي) أيضاً، بعنوان “الجزيرة العربية البرية”. وناقش تجاربه في مناطق القطب الشمالي والآن في صحاري الجزيرة العربية. وكان اللقاء مع المنتج فرصة نادرة لمشاهدة مقاطع من “الكوكب المتجلد”، قبل موعد عرضه رسمياً، الفيلم الذي يقدم بمنظور جديد بعض أكثر الحيوانات جاذبية على وجه الأرض. كما ناقش فريدي بعض التقنيات الجديدة المستعملة لالتقاط هذه المشاهد وكيف أن هذه التقنيات الجديدة ستوظف لتصوير الحياة البرية والمشاهد الطبيعية الرائعة في شبه الجزيرة العربية. وأتت هذه الفعالية بالاشتراك مع “إيمج نيشن” ولجنة أبوظبي للأفلام. كذلك قدم العرض الإيطالي المزدوج الذي يجمع بين آخر أفلام المخرج الإيطالي الشهير ناني موريتي “لدينا حبر أعظم”، الذي يتخيل بحسّ كوميدي أزمة تحدث في الفاتيكان عندما يرفض الكاردينال ملفيل (مايكل بيكولي) قيادة المؤمنين الكاثوليك روحياً، والفيلم القصير “العائلة الكليّة” للمخرج تيري غيليام، الذي تجري أحداثه خلال عطلة عائلية في إيطاليا. ويوظف المخرج في هذه التحفة الصغيرة كل مفاجآته التخيّلية التي رأيناها في أفلام مثل “برازيل” و”اثنا عشر قرداً”، مع الدخول في رحلة أشبه بالحلم إلى أمكنة نابولي السرية ورموزها. وتعليقاً على هذا العرض الإيطالي الخاص قال البروفيسور أليساندرا بريانتي، الملحق الثقافي لمنطقة الخليج في السفارة الإيطالية في أبوظبي: “ناني موريتي يعبر عن أفضل ما في السينما الأوروبية، ويقدم قصصاً إيطالية مذهلة مع لمسة شخصية للغاية للجمهور الدولي. إننا نؤمن بقوة بالدور الذي يقوم به مهرجان أبوظبي السينمائي في المنطقة، عبر إتاحة نافذة هامة للسينمائيين العرب لعرض أعمالهم والاطلاع على أفضل ما في السينما العالمية في الوقت ذاته. ونحن بحاجة إلى مثل هذه المناسبات - هنا وفي دبي- لمواصلة احتضان المواهب العربية المتزايدة”. كذلك انطلقت أمس فعالية “إضاءات على السويد” مع العمل الفني الرائع للمخرج السويدي إنغمار بيرغمان “التوت البري”. ويدور الفيلم حول إسحق بورغ، وهو أرمل في الثامنة والسبعين من عمره، وأستاذ جامعي أناني ورجل نكد بارد العواطف، الذي يجد نفسه مجبراً على إعادة تقييم حياته خلال رحلة طويلة بالسيارة في السويد مع مجموعة من الشباب الذين وافق على توصيلهم، إذ يتسبب هؤلاء بإطلاق أحلام يقظة وكوابيس تعيده إلى ماضيه المضطرب. في العام 1957، وفي خضم نجاحه المهني، وترنح حياته الشخصية، أنجز بيرغمان هذا الفيلم الذي غدا واحداً من أقوى التعبيرات السينمائية حول رجل يتأمل في حياته وموته. أما عروض الهواء الطلق المجانية على شاطئ فيرمونت فتضمنت أمس إعادة للفيلم الهندي “المعبد” إخراج أوميش فيناياك كولكارني، الذي عرض ضمن برنامج “عروض السينما العالمية”. وضمن القسم نفسه عرض فيلم “بجوار المدفأة” للمخرج أليخاندرو فيرنانديز ألمندراس، وفيه يمارس دانيال العديد من الوظائف، لكنّ الوظيفة التي تعرفه حقاً هي دوره في رعاية زوجته أليخاندرا. مع بداية حياتهما الجديدة كمزارعين في الريف، فإن مرض أليخاندرا يعرض حب زوجها لها وصبره للاختبار. يشكل هذا الفيلم المشاركة الثانية للمخرج في المهرجان إذ سبق للمهرجان أن عرض فيلمه “هواتشو” في دورة العام 2009. كذلك عرض فيلم “ألبرت نوبز” للمخرج رودريغو غارسيا، الذي يستعرض الحياة القاسية لامرأة عزباء في أيرلندا القرن التاسع عشر، والحياة الأقل مشقة لرجل يعمل ساقياً في أفخم فنادق دبلن، إلا أنه يخفي سراً لا يصدق، وهو انه امرأة. عاشت طوال عشرين عاماً كرجل فقط لكي تعيل نفسها. وفي “مسابقة الأفلام الروائية الطويلة” عرض الفيلم التونسي “ديما براندو” إخراج رضا الباهي، الذي يتمحور على التغيرات التي تطرأ على شاب تونسي تنقلب حياته بشكل دراماتيكي عندما يكتشف فريق عمل سينمائي أجنبي يحضر لتونس لتصوير مشاهدة أحد الأفلام، الشبه المدهش بين هذا الشاب “أنيس” ومارلون براندو، أسطورة السينما العملاق. وحمل الفيلم الوثائقي “يوميات” إخراج مي عوده، حكايات ثلاث شابات فلسطينيات من غزة تعكس كلّ التناقضات التي يشهدها الشعب الفلسطيني في غزة وخارجها، وإن كان يتكثف حضورها في غزة بفعل الحصار من جهة وبفعل الاستقطاب السياسي والخطاب الديني والاجتماعي المحافظ من جهة أخرى. وجه آخر للمقاومة وقوة الشخصية، ما يميز حضور الشابات الثلاث. ونتابع ضمن “مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة” حيث قدم العرض العالمي الأول للفيلم الصيني “بكين محاصرة بالقمامة” إخراج وانغ جيوليانغ، والذي يشارك أيضاً في مسابقة “عالمنا” ويتناول مشكلة التخلص من القمامة التي تكاد تكون مشكلة عالمية، وعلى الرغم من البحث المستمر عن تقنيات ووسائل للتخلص منها بطريقة مناسبة إلا أن الكثير من المدن ترزح تحت وطأتها، وبالتالي فإن بكين تصبح مثالاً عن الكثير من الأماكن المكتظة التي تطمر مشكلات توسعها وازدهارها عبر طمر القمامة في الأرض وتأجيل جميع الأسئلة المستقبلية المتعلقة بذلك. وفي الموضوع نفسه وضمن مسابقة “عالمنا” عرض فيلم “تذوق الفضلات” إخراج فالنتين ثورن، الذي ربما لم يدر في خلده لدى بدئه بهذا المشروع، أن الواقع الراهن سيمدّ فيلمه بحجته الأقوى: في الوقت الذي يموت فيه الملايين في الصومال جوعاً، نكتشف أن نصف المواد الغذائية التي تنتجها المزارع ينتهي أمرها في مكبات النفايات. من خلال هذا التحقيق الموسّع والمدعّم بالأرقام والإحصائيات وبالشهادات الحية نرى كيف تقوم البشرية بالتخلص من نصف ما تنتجه من غذاء، ونتعرف على الآليات الإدارية والسياسات والذهنية العامة التي تقف مجتمعة وراء ذلك. أما برنامج “خرائط الذات” الذي يعنى بالتجريب في السينما العربية منذ الستينات وحتى اليوم قدم فيلم “المدينة” للمخرج يسري نصرالله، الذي يتتبع فيه مسار شاب يهوى التمثيل، وما يمر به قبل أن يحقق حلمه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©