الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

نيجيريا تزرع «التيكي تاكا» في عقول الناشئين

نيجيريا تزرع «التيكي تاكا» في عقول الناشئين
18 أكتوبر 2013 23:40
أبوظبي (الاتحاد) - هناك مزاج ونوعية معينة بين عناصر منتخب «النسور الذهبية»، إنهم يتحركون بهدوء في أرجاء ملعب التدريب دون أي من الطاقة العصبية الشائعة جداً عند المراهقين، فبعد أن فازت بكأس العالم تحت 17 سنة ثلاث مرات، فرضت نيجيريا نفسها دائماً من بين المنتخبات المرشحة، لكن هناك شيئاً ما يتجاوز مجرد الثقة في هذا الفريق المتواجد في مدينة العين. المدرب مانو جاربا، عندما طلب منه وصف فلسفته الكروية، توقف لبعض الوقت، أخذ نفساً بطريقة تظهر وكأنه شخص على وشك أن يرد بجواب صادم وبوتيرة عالية، ثم يقول: «الكرة الشاملة»، إذا سألت أياً من المدربين الـ23 الآخرين الموجودين هنا في الإمارات إذا كان في نيتهم الاعتماد على مقاربة مكلفة، يصعب إتقانها مثل مقاربة الكرة الشاملة، فمن المرجح أن يضحك في وجهك قبل يعتذر إليك بشكل مؤدب ويترك المكان، لكن جاربا يبتسم وحسب، يطوي ذراعيه ثم يسترخي ويجعلك تعود بالذاكرة إلى صور من السبعينيات، أيام عز الكرة الشاملة وسراويلها القصيرة وسوالفها الطويلة. جاربا ليس رجلاً ساذجاً فهو رجل جدي ويفهم الحرية واللياقة البدنية والذكاء والالتزام لمدة 90 دقيقة؛ كل هذه الأمور التي ترتكز عليها الكرة الشاملة لكي تطبق بنجاح، كما أنه يدرك الأخطار والتحديات التي ينطوي عليها استخدام هذا الأسلوب المتطلب ذهنياً الذي يضع جانباً راحة التمركز في مراكز معينة، وما يزيد من صعوبة استخدامه هو أن من يطبقه هم لاعبون يافعون واعترف جاربا الذي كان لاعباً في أول منتخب نيجيري يصل إلى نهائي إحدى بطولات «الفيفا»، وذلك عندما توّج مع بلاده بلقب بطولة أفريقيا تحت 20 سنة عام 1983 «لم يكن من السهل تمرير هذه الفلسفة إلى هؤلاء الصبية الصغار»، مضيفاً عن منتخبه الذي أمضى أسبوعين في دبي من أجل التحضير للمباراة الافتتاحية لهذه البطولة «إنهم لا يملكون خبرة الدوري، إنهم هواة». وأضاف مع لهجة تحذير تتحضر في صوته «يلعبون مع فرق محلية، أو في مدارسهم الثانوية، لكن صغر سنهم هو ما يجعلهم يتكيفون بشكل جيد جيداً مع الأفكار الجديدة، إنهم محقون عندما يصفوننا بالمرشحين الأوفر حظاً». وقال مستحضراً روح رينوس ميتشلز، المدرب الراحل لأياكس وهولندا الذي يعود له فضل تأسيس الكرة الشاملة أو على الأقل تطويرها «أعطي لاعبي فريقي حرية خاصة، حرية التعبير عن أنفسهم. عندما تكون الكرة في حوزتنا، ننطلق جميعنا إلى الهجوم. وعندما لا تكون معنا، نعود جميعنا إلى الدفاع». وأضاف المدرب الذي كان مساعداً للمدرب عام 2007 في كوريا عندما فازت نيجيريا بكأس العالم تحت 17 سنة للمرة الأخيرة «قم بالمخاطرة، انطلق إلى الأمام، لاعب آخر سيغطي مركزك، جميع لاعبي فريقي يتمتعون بحرية الذهاب إلى أي مكان في الملعب، وهذه مسؤولية يفهمونها، فكروا في برشلونة، في إسبانيا، فكروا بالترفيه بالشغف والاحتمالات». يميل المرء للاعتقاد بأن كل هذا التهديد والوعيد هو تبجح وحسب، لكن جاربا أظهر أنه ليس من هذا النوع، لقد ترك ثيوفيلوس سولومون، المهاجم الشاب الذي أطلقت عليه الصحافة المحلية لقب «رونالدو النيجيري»، في نيجيريا بسبب إصابة طفيفة، وحتى في ظل غياب لاعب من الطراز الرفيع، فإن ثقته بشبابه عالية جداً. وقال جاربا مستذكراً الفوز الكاسح الذي حققه فريقه الشهر الماضي بنتيجة 11- صفر على فريق من شباب أكاديمية نادي إسبانيول الإسباني كمثال يؤكد قوة شبابه «لا أرى أن باستطاعة أي دفاع أن يوقفنا، نحن نعلم أن كأس العالم قصة مختلفة، والهجوم ضارب، بإمكانه أن يدمر أي فريق حين يكون في يومه». الأمر واضح وليس لدينا تواضع زائف هنا، إنه رجل يؤمن بصبيانه وبنظامه ويتوقع أن تصبح نيجيريا هنا في الخليج أن تصبح أول من يتوّج باللقب للمرة الرابعة وببساطة، أي شيء خلاف ذلك لن يكون مقبولاً، حيث قال «إننا لا نعتمد على مجرد عدد قليل من اللاعبين للتسجيل أو القيادة، لدينا الكثير من الخيارات الهجومية، لقد ضاعفناهم، بإمكاننا أن نؤذي المنافس من جميع أنحاء الملعب، نحن لسنا 11 شخصاً يلعبون اللعبة وحسب، لاعبو فريقي ليسوا مجرد أرقام على اللوح، إنهم أفراد يتمتعون بشخصياتهم الخاصة، أنا أثق بهم». وفي المباراة الافتتاحية للمجموعة السادسة يخوض جاربا ورجاله اختباراً صعباً للغاية لأنه يجمعهم مع المكسيك، المنتخب الذي يدافع عن لقب بطل العالم في هذه الفئة العمرية، وقال عن هذه المواجهة «أنا أحب طريقة لعب فرق أميركا اللاتينية، الطريقة التي يتناقلون بها الكرة، يشبهون غانا كثيراً، لكن يمكننا التغلب على أي فريق». جاربا هو رجل مع مخطط، ما يقوم به في التمارين يظهر ما يريده: «استمتعوا بأنفسكم، استمتعوا»!، هذا ما يصرخ به غالباً وهو يحث لاعبيه الشباب على التعبير عن أنفسهم، في نهاية المطاف، الكرة الشاملة لا تزال لعبة الأطفال مع 22 جسداً وكرة نطاطة وبعض الأهداف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©