الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

احتضان 59 طفلاً وطفلة لدى أسر بمختلف إمارات الدولة

26 يناير 2013 23:37
هالة الخياط (أبوظبي)- بلغ عدد الأطفال المحتضنين، ضمن مشروع «الاحتضان العائلي»، الذي تنفذه دار زايد للرعاية الأسرية، التابعة لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة 59 طفلاً وطفلة في مختلف إمارات الدولة، فيما يبلغ إجمالي عدد الطلبات التي تتم دراستها 17 طلباً، ويوجد أربعة أطفال حالياً بقسم الاحتضان العائلي. وقال سالم الكعبي مدير عام دار زايد للرعاية الأسرية، لـ»الاتحاد»، إن دار زايد للرعاية الأسرية تسعى من خلال برامجها، سواء مشروع الاحتضان أو المشاريع التي تنفذ في داخل الدار مثل مشروع الأسر المستقلة أو بيوت الشباب إلى إيجاد الجو الأسري، بما يحقق الحماية للطفل، ويوفر البيئة المناسبة لتربيته. وأشار إلى أن تجربة الدار في مجال الرعاية البديلة تعتبر نموذجاً تستخدم فيه الوسائل التربوية على يد مختصين وتطبق مخططات تربوية حسب الفئات العمرية، لافتا إلى وجود إجراءات تعتمد على التخطيط والتجهيز المستقبلي، كما يتم التعمق في الدراسة النفسية والاجتماعية لكل حالة مستقلة بذاتها، وما تقدمه الدار تجاه هؤلاء الأطفال والشباب جزء يتطلب تضافر الجهود من الجهات الخارجية كشريك في هذه المسيرة التربوية. وأوضح الكعبي أن الدار استبعدت منذ بدء تنفيذ برنامج الاحتضان 60 طلبا لعدم اجتياز أصحابها المقابلات والاختبارات النفسية، فيما يوجد 80 طلبا لم تستكمل الإجراءات الخاصة بالاحتضان، وتتثمل في عدم حضور المقابلات، أو لرفض البعض الشروط الخاصة بالاحتضان، والبعض طلب تأجيل الموضوع. ولفت إلى أن عدد طلبات الاحتضان المقدمة للدار يفوق عدد الأطفال، ما يدل على الخير في أهل الإمارات بالرغم من أنه ليس له مردود مالي، ويوجد عدد من الأسر الراغبة بالاحتضان والمستوفاة الشروط والإجراءات في قائمة الانتظار، مشيراً إلى أن عملية انتقاء الأسرة الراغبة بالاحتضان تكون دقيقة حتى وإن كانت مستوفاة الشروط، إذ لا بد أن تكون لديها رغبة قوية بالاحتضان سواء على مستوى الأسرة الراغبة أو أسرتها الممتدة. وأوضح الكعبي، أنه تم تشكيل لجنة الأسر الحاضنة بناء على القانون الاتحادي رقم 1 لسنة 2012، وتتمثل مهامها في وضع الأسس والمعايير اللازمة لاختيار الأسر الحاضنة، وفق ما تحدده الأنظمة واللوائح، والبت في الطلبات المحالة من الأسر التي ترغب في احتضان أطفال، ودراسة تقارير متابعة المحضونين لدى الأسر الحاضنة، واعتماد البرامج اللازمة لتوعية الأسر الحاضنة وأفراد المجتمع بحقوق وحاجات الفئة التي ترعاها الدار والأحكام القانونية التي تنظم رعايتهم. وتضم لجنة الأسر الحاضنة كلا من القيادة العامة للشرطة، ممثلة بمديرية شرطة العين، وإدارة الجنسية والإقامة في أبوظبي، ودائرة القضاء ممثلة بمحكمة العين الابتدائية، والهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في أبوظبي، وجامعة الإمارات ممثلة بقسم علم النفس. وأوضحت خولة حمد علي البادي رئيس قسم الاحتضان العائلي بالدار أن الأطفال المحتضنين منذ بدء المشروع بلغ عددهم 59 طفلا، منهم 32 طفلاً في أبوظبي، و15 في العين، و6 أطفال في دبي، وطفل محتضن في الشارقة، وثلاثة أطفال محتضنين في رأس الخيمة وطفل محتضن في الفجيرة وطفل محتضن في عجمان، فيما يبلغ عدد الطلبات التي تتم دراستها حاليا 17 طلبا، بينما يوجد في قسم الاحتضان حاليا فقط أربعة أطفال. وعن جديد مشروع الاحتضان، أوضحت البادي، أن إدارة الدار أضافت بعض البرامج التي تخدم مشروع الاحتضان، بما يسهم في زيادة استقرار واندماج الطفل في الأسرة، وذلك من خلال برنامج تدريبي تخضع له الأسرة المتقدمة بالطلب. وأضافت البادي، أن الدار تنظم ملتقى للأسر الحاضنة يتم فيه فتح الحوار بين الأسر ورصد أهم التحديات التي قد تواجه بعض الأسر، وعرض تجارب ناجحة عن الاحتضان، إلى جانب التواصل الإلكتروني والحوارات الهادفة بشكل مستمر، والاستمرار في الإصدارات التي تدعم عملية المصارحة للطفل المحتضن. ولفتت البادي إلى أن الدار تتبع مشاريع جديدة خاصة بالتهيئة النفسية لأطفال الاحتضان والأسر الحاضنة، ومنها مصارحة الطفل المحتضن بواقعه الاجتماعي عن طريق القصة، وقالت: إن مشروع القصة، الذي قامت به مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية يعد الأول على مستوى الوطن العربي، والهدف منه تعريف الطفل المحتضن أنه ليس الطفل البيولوجي للأسرة الحاضنة، مهما كانت الحقيقة قاسية، وبما يضمن عدم تعرضه في الكبر لصدمات نفسية يصعب علاجها. وأوضحت أنه تم تخصيص قصص موجهة لفئة فاقدي الرعاية الأسرية، وفق مراحل عمرية متدرجة بحيث تستخدم القصة كوسيلة تأثير غير مباشرة لمصارحة الطفل بوضعه، ورسم الواقع التربوي المراد غرسه في نفس الطفل، حيث يتم تزويد الأسر بالقصص تمهيدا لمصارحة الطفل بواقعه الاجتماعي اليتيم أو فاقد الرعاية الأسرية، بعد تأهيل الأسر الحاضنة بدورات تربوية تساعدهم على سرد أسلوب القصة في المنزل. وتزويدهم بالقصص المناسبة لأطفال الاحتضان حسب مستوياتهم وأعمارهم وميولهم. وعن متابعة الدار للأطفال بعد احتضانهم، تقول رئيس قسم الاحتضان العائلي بالدار، إنه تتم متابعة الطفل داخل الأسرة من خلال أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، وذلك بأربع زيارات للطفل في السنة، وقد تكون أكثر من ذلك إذا ما احتاجت الأسرة والطفل، بالإضافة إلى الزيارات الفجائية والتواصل الهاتفي مع الأسرة باستمرار والمشاركة في المناسبات الاجتماعية الخاصة بالطفل وأسرته. وأضافت، أنه من خلال المتابعة يتم تطبيق مخطط الاحتضان العائلي لكل طفل كحالة قائمة بذاتها، وهذا المخطط يطبق كل ستة أشهر من عمر الطفل إلى سن 18 عاما، بحيث يوضح التطورات والتغيرات بالمراحل العمرية المختلفة للطفل عن طريق مؤشرات تم تحديدها بأحدث الطرق العلمية، تشمل المتابعة الأسرية والنفسية والاجتماعية والصحية والعقلية والتعليمية، وإدراك الواقع حتى بلوغ الطفل سن 18 عاما. وفي إطار تطبيق أفضل الأساليب التربوية والنفسية لاختيار الأسر الراغبة في الحضانة العائلية، أشارت البادي إلى أنه تم إعداد نموذج استبيان للمتقدمين لاحتضان أطفال الدار، وذلك لقياس مدى القدرات النفسية والاجتماعية والصحية للمتقدمين، وتم إعداد هذا الاستبيان من خلال التعاون المشترك بين قسم الاحتضان العائلي بالدار وقسم علم النفس بجامعة الإمارات. وعن الشروط الواجب توافرها في الأسر الحاضنة، أكدت البادي ضرورة أن تكون الأسرة من أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن تتكون من زوجين صالحين أخلاقياً واجتماعياً، ويجوز عند الضرورة الاحتضان من قبل امرأة ذات ظروف خاصة مطلقة أو أرملة، وأن تكون الأسرة قادرة على رعاية الطفل اجتماعياً ونفسياً واقتصادياً من واقع البحث الاجتماعي، واجتياز استبيان الاختبارات النفسية. كما يتطلب أن تكون الأسرة خالية من الأمراض المعدية والاضطرابات النفسية والعقلية، وأن تكون حسنة السير والسلوك، وأن لا يقل العمر عن 25 عاما ولا يزيد على 45 عاماً، وتفضل الأسرة القادرة على إرضاع الطفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©