الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

زنجا يغير مقاييس النجومية ويصنع شخصية «العميد الجديد»

زنجا يغير مقاييس النجومية ويصنع شخصية «العميد الجديد»
8 أكتوبر 2012
صبري علي (دبي) - ليس من السهل أن ينتزع المدرب نجومية جولة من جولات الدوري من اللاعبين، الذين هم بطبيعتهم أكثر نجومية وأكثر قدرة على خطف الأضواء من خلال مهاراتهم وأهدافهم التي يهزون بها الشباك، بينما في أغلب الأحيان يبقى المدرب خلف “الكواليس” يعمل دون أن يشعر الكثيرون بدوره أو أحقيته في النجومية. ورغم كل هذا استطاع الإيطالي والتر زنجا مدرب النصر أن يسحب بساط النجومية من كل لاعبي الدوري، ومنهم لاعبي فريقه المتصدر في الجولة الثالثة، وأن يفرض نفسه على الجميع بعد أن وصل بفريقه إلى صدارة جدول الترتيب، في خطوة يرى فيها الكثيرون أنها بداية لعودة “العميد” إلى منصة التتويج بعد انتظار دام 26 عاماً، منذ أن حقق الفريق لقب الدوري موسم 1985 - 1986. ولم يصل زنجا إلى هذه النقطة من فراغ، فمن يقترب من الرجل يعرف ويدرك كيف يعمل ويجتهد، وكأنه “تلميذ” يذاكر بكل استطاعته طوال الوقت ليحقق أفضل نتيجة في نهاية العام الدراسي، فالمدرب الإيطالي يعشق العمل، ويتواجد معظم الوقت داخل النادي بمقر شركة الكرة في غرفته المخصصة له من أجل دراسة المنافسين ودراسة أداء لاعبيه والإحصائيات الفنية والبدنية والتشاور مع معاونيه، ولا يرتبط ذلك بمواعيد التدريبات قبل بدايتها أو بعد نهايتها أو في أيام الأجازات. رفض الأجازة ومن الأشياء الغريبة على مدرب أجنبي يعمل في “دورينا” أن يرفض الحصول على الأجازة السنوية خلال الصيف بعد انتهاء الموسم، ولكن ذلك ما حدث من زنجا، الذي قضى أجازته مع أسرته في دبي، وسافر إلى إيطاليا لمدة 5 أيام فقط تاركاً زوجته الرومانية وابنته سميرة ومولوده الجديد الابن والتر في دبي، ثم عاد سريعاً، وبقي في حالة تشاور مع إدارة النادي وشركة الكرة حول اللاعبين الجدد الذين يحتاجهم، وبحث المفاوضات مع المحليين والأجانب للاطمئنان على تحقيق الشروط التي يطلبها في القادمين لتحقيق الإضافة. والطريف أنه بعد فترة اكتشف الجميع أن سفر زنجا إلى إيطاليا لمدة تقل عن أسبوع واحد لم يكن لقضاء أجازة، أو إنهاء بعض الأمور الخاصة به، ولكن السفر كان من أجل المشاركة في إقناع اللاعب الإيطالي فابريتسيو ميكولي مهاجم بارما، الذي كان قريباً من ارتداء القميص “الأزرق”، لولا تعثر المفاوضات في النهاية، بسبب تمسك إدارة النادي الإيطالي به. كان زنجا قد تعرض لانتقادات كثيرة منذ توليه العمل، وشكك الكثيرون في إمكانية تحقيق النصر أي شيء تحت قيادته، لكنه تصدى ببراعة الحارس الدولي الكبير لكل الهجمات ونجح تدريجياً في أن يكسب احترام الجميع وأن يجبر منتقديه على الإشادة به، لأن هذا حقه بالفعل من خلال الأرقام التي لا تكذب، ومستوى الفريق الذي أصبح يحظى باحترام الجميع، وذلك بعد أن حقق الفريق المركز الثالث في الموسم قبل الماضي، وحاز مركز “الوصيف” في الموسم الماضي، وهو الآن يتصدر جدول الترتيب بعد الجولة الثالثة. ومنذ أن حضر المدرب الإيطالي إلى دبي، وهو يؤكد أن هدفه هو الحصول على بطولة مع النصر وتعويض الجماهير عن سنوات الحرمان، وكان التعاقد الأول معه لمدة 5 أشهر فقط في يناير 2011 وحتى يونيو من العام نفسه، لكنه أكد وقتها أنه سوف يسعى للبقاء في دوري الإمارات لمدة 5 سنوات، وهو يقترب الآن من تحقيق ما قاله بعد أن تم تجديد عقده مرتين الأولى لمدة عام انتهى في يونيو 2012، ثم تم تجديد عقده في الصيف الماضي لمدة موسمين، على أن يتم التجديد للعام الثالث تلقائياً، بعد انتهاء المدة ليبقى المدرب مع “العميد” حتى يونيو 2015، وقد يبقى لما هو أبعد من ذلك. وأكد والتر زنجا أنه منذ التعاقد مع النصر وهو يخطط لتحقيق بطولة مع الفريق، وقال: ما دون ذلك لن يرضيني، لأنني أدرك مدى تشوق جماهير الفريق للوقوف على منصات التتويج بعد أكثر من ربع قرن على آخر لقب للدوري، ونحن الآن قادرون على تحقيق ما وعدنا به، وسوف نظل نبذل كل جهد من أجل نيل اللقب، وذلك بعد أن أصبحت “المنظومة” كلها داخل النادي تستحق ذلك من خلال عمل إدارة النادي وشركة الكرة وجهد اللاعبين وإصرارهم على إثبات ذاتهم، وأيضاً مع عودة الجماهير إلى المدرجات ومؤازرة الفريق بكل قوة. ويضيف زنجا: أشعر براحة كبيرة للعمل في النصر والإقامة في دبي، وأتمنى أن يستمر ذلك حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله، وذلك بعد أن تحقق هدف وضع “العميد” في سباق المنافسة رغم معاناته لسنوات من صراع المراكز الأخيرة، وهو أمر لا يجب أن ننساه لنعرف من أين بدأنا وإلى أين وصلنا وإلى أي شيء نتطلع في المستقبل، ونحن نتعامل مع الأمر دون تعجل للخطوات التالية ويكون هدفنا فقط الاستعداد لكل مباراة في وقتها دون الاهتمام بما فات أو الانشغال بما هو قادم في المستقبل، وأستطيع القول إننا بدأنا الآن رحلة البحث عن لقب الدوري فعليا بعد الفوز الأخير على الشباب. ويقول عبد الرحمن محمد نجم النصر الدولي السابق، عضو اللجنة الفنية بالنادي إن شخصية والتر زنجا هي التي حققت النجاح الحالي مع الفريق لأنه يعشق العمل ويبذل جهداً كبيراً من أجل النجاح، وهو يختلف كثيراً عن العديد من المدربين الأجانب، وقد نجح في أن يوجد بين اللاعبين روح المنافسة على المشاركة في التشكيلة الأساسية، وهو لا يركز على مجموعة معينة ويحرص على تجهيز الجميع للمشاركة في أي وقت، وهذا سر التميز وعدم التأثر بغياب أي لاعب. وأضاف: ما تحقق لا يمكن أن يحدث من خلال “ضربة حظ”، فالمدرب يقرأ المنافس جيداً، ويستطيع توظيف لاعبيه بشكل جيد، ولا يعتمد على نجم بعينه، لكنه يعتمد على جماعية الأداء المنضبط، وأعتقد أن الفريق يجني حالياً ثمار الاستقرار بعد معاناة لسنوات من التغيير المستمر، ونأمل أن يستمر ذلك حتى نهاية الموسم والتتويج باللقب. ويؤكد عبد الله موسى حارس المرمى و”كابتن” الفريق أن وجود زنجا واستمراره للموسم الثالث أتى بثماره، وقال: أصبح المدرب يعرف اللاعبين جيداً، وأصبح اللاعبون يعرفون ماذا يريد المدرب، ويحدث التفاهم من خلال لغة العيون ولا يحتاج الأمر الآن إلى الكلام الكثير، ويتفق البرازيلي ليو ليما مع حقيقة تأثير زنجا على الفريق، ويقول: كنت قريباً من مغادرة النادي لعدم اقتناع البعض بي، لكن المدرب أعادني مرة أخرى بعد أن تحولت إلى فريق “الرديف”، وتسبب في استعادة ثقتي بنفسي وارتفاع مستواي الفني والبدني، وأرى أن فريقنا مع زنجا أصبح قادراً على تحقيق اللقب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©