الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راتب الزوجة "سيذهب مع ريح" غلاء المعيشة

راتب الزوجة "سيذهب مع ريح" غلاء المعيشة
20 أكتوبر 2011 13:47
يظل راتب الزوجة مصدر خلاف وتوتر في الحياة الزوجية، ورغم وجود العديد من المستجدات الاجتماعية التي تجعل الزوجة تشارك بالاغلب براتبها لتدبر أمور المنزل مع الزوج، إلا أن قصة راتب الزوجة يظل محل تساءل في مجتمعاتنا الشرقية. تشير سمية، موظفة متزوجة منذ 10 سنوات، إلى أنها تعمل قبل الزواج، وفي السابق كان راتبها ملكاً لها، لكن بعد الزواج تغير الأمر واصبح راتبها جزءاً من مصروف المنزل. وتقول إن دخل زوجها ليس ضخماً، ومن ثم فإن حاجة منزلها لراتبها بالكامل تتزايد خاصة مع ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة. وتضيف أنها تقوم بتسديد فواتير المياه والكهرباء والتليفون من راتبها، إلى جانب متطلبات المنزل اليومية. أما بالنسبة لراتب الزوج فيذهب أكثر من نصفه لتسديد قرض بنكي. وبالطبع كانت سمية تتمنى أن يتبقى لها جزء من الراتب، لكن ذلك أمر مستحيل على حد قولها، فهي تؤكد أن الحياة مشاركة بين الزوج أو الزوجة. وتفق معها ليليان ابراهيم، موظفة متزوجة منذ 4 سنوات، حيث ترى أن الظروف المادية السيئة تدفع المرأة للمشاركة بكامل راتبها في المنزل ولا يتبقى لها من الراتب سوى القليل. وتلفت إلى أن هناك أزواج يطمعون في راتب الزوجة أيا كان وضعهم المادي وهذه هي المشكلة، وتقول إن الأصل أن يقوم الرجل بتلبية احتياجات المنزل بالكامل، لكن الظروف المادية تجعل هذا الأمر صعب، ومن ثم تلجأ المرأة لمساعدة زوجها وأطفالها مادياً لأنها تعتبر نفسها مسؤولة مثل الرجل. وتقول نيفين، مهندسة ديكور متزوجة منذ 6 سنوات، إن زوجها يعمل في قطاع المقاولات وهو ما يدر عليه دخلاً كبيراً، لكنه رغم ذلك يسأل عن راتبها بشكل مستمر ويسألها ماذا انفقت ويصر على أن تشاركه بأكثر من نصف راتبها في أعباء المنزل. وتعترف نيفين أن راتبها سبب لها الكثير من المشكلات الزوجية خاصة بعد معرفة والديها أنها تشارك في أعباء المعيشة، في الوقت الذي لا يحتاج فيها زوجها لذلك متهمين أياه بالطمع. وعلى الجانب الآخر من الصورة، يقول كريم المصري، صاحب صالون تجميل متزوج منذ 14 عاماً، إن غلاء المعيشة هو الباعث الرئيسي وراء اختيار الشاب لزوجة تعمل من الأساس لتقاسمه أعباء الحياة. ويعتبر المصري إنه فى حال توافر المقدرة المادية للزوج ينبغى ألا يقترب من راتب زوجته، لأنه فى هذه الحالة يصبح ملكاً خالصاً لها. ويقول إنه يتعامل مع زوجته بهذا المنطق، لكنها تصر أن تشاركه بعض احتياجات المنزل لكن ليس بشكل دائم. ويؤكد خالد راضي، مدرس ثانوي، أن الأساس فى الزواج هو انفاق الرجل على زوجته، لكن ارتفاع تكاليف المعيشة يدفع الزوجة إلى مشاركة زوجها في الاعباء المادية، خاصة إذا كانا الزوجين فى مقتبل حياتهما. ويضيف أن راتب الزوجة أصبح جزءاً أساسياً الآن في كثير من الأسر، لكنه يوضح أنه لايصح إكراه الزوجه على مشاركة زوجها في مصروفات المنزل، حيث أن الامر ينبغي أن يتم بالتراضي. وتؤكد د. بهيجة إسماعيل، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الازهر، أن راتب الزوجة قد أصبح قاسماً مشتركاً فى متطلبات الحياة. ورغم أن ذلك قد يكون مخالفاً لما تعايشته أجيال سابقة وللأحكام التشريعية أيضاً. وتقول إن هذا أصبح أمراً واقعاً بسبب سوء الظروف المادية. وتضيف إنه إذا كانت العلاقات جيدة بين الزوجين، فإنه يتم طرح قضية راتب الزوجة بشكل مباشر بل تفعل ذلك الزوجة عن طيب خاطر من منطلق إنها حياة مشتركة، ينبغي انجاحها بين الطرفين، وأن تشارك الزوجة في هذا النجاح بكل ما تملك. في المقابل، تقول د. بهيجة إنه في حالة أن يسأل الزوج عن كل ما يتعلق براتب زوجه ويتعامل معها من منطلق أنها ممول لحياته، فإن المشاكل تبدأ ويبقى السؤال: راتب الزوجة لمن؟. وترى د. بهيجة أن بعض الأزواج يستقطعون أغلب راتب الزوجة من منطلق الاستسهال والطمع، ففي حالات كثيرة يملك الزوج مقومات مادية جيدة، ومع ذلك فإن راتب زوجته يصبح الرقم الصعب في معادلة الحياة الزوجية ومن هنا تتفاقم المشكلات بين الزوجين إلى الحد الذي يهدد استقرار الحياة الزوجية. وتقول د. بهيجة إنه في المقابل فإن بعض السيدات يعتبرن راتبهن صمام أمان من غدر الحياة والأزواج فتتعامل مع راتبها بشكل خاص جداً ولا تستخدمه في الانفاق على المنزل، وقد يكون هذا حق لها، لكن ظروف الحياة قد تطلب الكثير من التضحيات، مما يثير غضب الأزواج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©