الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا... أوباما «يستثمر» هبوط معدل البطالة

8 أكتوبر 2012
ديفيد فاهرنتهولد - فيليب راكر واشنطن بالنسبة لرومني تعتبر الأرقام هي الشيء الذي يمكن من خلاله إثبات أي شيء. فمنذ خطابه الأول في حملته الانتخابية الحالية حرص المرشح "الجمهوري" على استخدام رقم بسيط لتعزيز حجته القائلة بأن أوباما لم يستطع أن يعالج الاقتصاد الأميركي العليل، وهذا الرقم كان 8 في المئة. ففي هذه الحملة التي بدأت وسط تراجع اقتصادي مذهل، أصبحت أرقام البطالة الشهرية موضوع اهتمام متكرر، حيث تلخص أوضاعاً اقتصادية معقدة وتختزلها في مصطلحات مبسطة تصلح للاستخدام في خطابات الحملة. وتستخدم تلك المصطلحات رقما معيناً وسهماً يحدد الاتجاه سواء للأعلى أو للأسفل. وبالنسبة لـ"رومني"، فإن أي رقم يتجاوز 8 في المئة يثبت أنه ـ رومني- على صواب وأن الرئيس مخطئ. ذلك أن أوباما- كما يقول رومني دائما لجمهوره- قد وعد بألا يسمح أبدا لرقم البطالة أن يرتفع لهذا الحد( 8 في المئة) في حين أن ذلك المعدل قد تجاوز ذلك الرقم في الواقع، واستقر هناك. ولكن هبوط معدل البطالة بنسبة 0.3 في شهر سبتمبر الماضي من 8.1 في المئة إلى 7.8 في المئة، حرم رومني من واحد من أهم الموضوعات المركزية في حملته. وكان ذلك كافياً لإجبار "رومني" على تبني موقف دفاعي بينما كان لا زال يعيش نشوة المناظرة التي جرت بينه وبين أوباما يوم الأربعاء الماضي، التي قدم فيها أداءً جيداً للغاية يقدر المحللون أنه تفوق فيه على أداء أوباما، وأن المناظرة كانت أفضل لحظاته، منذ أن بدأت حملته وحتى الآن. لا يرجع ذلك لحقيقة أن تلك الأرقام تظهر أن الاقتصاد قد بات عفياً- فالواقع أن الأمر ليس كذلك-وإنما تظهر أنه قد عبر العتبة التي قال "رومني" إنه لن يعبرها أبداً من دونه. مع ذلك قال "رومني" أمام حشد من أنصاره في مدينة "أبينجدون" الغنية في إنتاج الفحم والواقعة بولاية فيرجينيا :"نستطيع أن نؤدي بشكل أفضل". وكانت تلك هي نفس الحجة التي اعتاد تكرارها طيلة حملته، ولكنه لم يستخدم هذه المرة الرقم الذي كان يساعد على إقناع السامعين بصواب حجته. ولكن الأهمية السياسية لعتبة رقم الـ8 في المئة جرى تأكيدها على نحو آخر من خلال اللجوء لنظرية المؤامرة، وذلك عندما زعم بعض "المحافظين" إن الانخفاض في نسبة البطالة التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضي قد جرى هندسته على نحو ما ليعزز من موقف أوباما في الحملة الانتخابية. ولكن مصدراً بمكتب إحصائيات العمل قال إن الأرقام قد تم تحديدها بنفس الطريقة التي يجري بها تحديدها كل مرة، وأنه لم يتم إجراء أي تعديل عليها. ليس هناك سحر اقتصادي خاص في رقم 8 في المئة. فالاقتصاد العفي حقا، كما يقول الخبراء هو الذي يكون معدل البطالة فيه أقل من ذلك بكثير. أحد هؤلاء الخبراء هو "دوجلاس هولتز إيكين" المدير السابق لمكتب الميزانية في الكونجرس والمستشار السابق للمرشح "الجمهوري" في انتخابات 2008 جون ماكين الذي يقول”: رقم8 في المئة كنسبة بطالة يعتبر سيئاً و7.9 في المئة سيئاً أيضاً، وكذلك 8.1 في المئة... فالنسبة لا يجب أن تتجاوز 6 في المئة". ولكن ذلك الرقم قد اكتسب أهميته السياسية في بدايات عام 2009، وقبل أن يتولى أوباما مهام منصبه، ففي تقرير كتبه اثنان من مستشاريه وهما "كريستينا رومر" و"جارد بيرنشتاني"، وردت تحذيرات من أن الكونجرس إذا لم يقم بتمرير حزمة تحفيز كبيرة، فإن نسبة البطالة يمكن أن تتجاوز 8 في المئة وعلى الرغم من أنه تمت الموافقة على حزمة التحفيز، فإن نسبة البطالة واصلت ارتفاعها حتى وصلت إلى 10 في المئة في أكتوبر 2009 قبل أن تهبط ببطء بعد ذلك على الرغم من المليارات التي تم ضخها من قبل الحكومة. وقبل الشهر الماضي، ظل ذلك المعدل يتراوح ما بين 8.3 و8.1 في المئة. ومنذ ذلك الحين ظل هذا الرقم بنداً ثابتاً في خطب "رومني"، التي يلقيها أثناء الحملة وفي أحاديثه في مناسبات جمع التبرعات، حيث كان يستخدمه كدليل على أن أوباما قد فشل حسب المعايير التي وضعها هو بنفسه. يوم الجمعة الماضي ظهر أوباما في تجمعي الحملة في كليفلاند وجامعة جورج ماسون في "فيرفاكس"، وكان واضحاً من أنه ما زال يعاني من تأثير الأداء المتواضع في أثناء مناظرة الأحد. قال أوباما مشيراً إلى النبأ الخاص بانخفاض نسبة البطالة:"إن الأنباء التي سمعناها اليوم يجب أن تشجعنا، ويجب ألا تكون عذراً للطرف الآخر للتقليل من إنجازات الاقتصاد من أجل كسب بعض النقاط السياسية. وقال الخبراء إن السبب في الهبوط في أعداد المتعطلين عن العمل يرجع جزئياً إلى قفزة مدهشة في معيار من معايير التوظيف، فمكتب إحصائيات العمل، وهو أحد فروع وزارة العمل يستخدم مصدرين رئيسيين للتوصل لذلك الرقم أحدهما هو مسح يتم إجراءه على ما يقرب من 141 ألف مشروع والثاني مسح لما يقرب من 60 ألف أسرة. وقد توصل المسح الذي أجرى في سبتمبر على المشروعات إلى أن هناك تحسنا متواضعا في أرقام التوظيف حيث ارتفعت أعداد الموظفين الجدد في كشوف الرواتب بما يقرب من 114 ألف موظف، أما مسح الأسر، فقد أشار إلى تحسن أكبر في التوظيف حيث تبين من خلاله أن ما يقرب من 456 شخصا لم يعودوا مقيدين في كشوف البطالة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©