الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرسول ربى الأمة على الطاعة والامتثال للأوامر السماوية

الرسول ربى الأمة على الطاعة والامتثال للأوامر السماوية
21 أكتوبر 2011 11:18
طاعة المولى عز وجل وعبادته هي الحكمة التي من أجلها خلق الله الإنسان والسموات والأرض والدنيا والآخرة والجنة والنار، ومن أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب والأحكام وبين الحلال والحرام، ويقول الله تعالى: «الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور» الملك 2، وهناك كثير من الأدلة المتواترة من القرآن والسنة التي تؤكد أن المتقين من أحب الخلق إلى الله تعالى، وأن من يتق الله يجعل له مخرجا من كل شدة. قال الشيخ منصور الرفاعي عبيد وكيل وزارة الأوقاف المصرية لشؤون الدعوة الأسبق، إن الرسول صلى الله عليه وسلم حرص على تربية الأمة على خلق الطاعة لله تعالى والامتثال لأوامره وتجنب نواهيه، واللجوء إليه عند الشدائد والمصائب والكربات، وبين لنا أن حسن العبادة لله تعالى يقتضي التعفف والخوف من الله. حديث جريج وأكد أن الحديث الذي قاله الرسول، صلى الله عليه وسلم، عن جريج العابد يبين لنا أهمية الصلاة والطاعة والالتزام بالقيم والأوامر الإلهية في تخليص الإنسان من الشرور والمصائب، مضيفا أن القصة التي أخبرنا بها الرسول، عليه الصلاة والسلام رواها الإمام البخاري والإمام مسلم وكذلك الإمام أحمد، وفي رواية الإمام مسلم، يقول الرسول-صلى الله عليه وسلم- فيما رواه عنه أبو هريرة- رضي الله عنه:» لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة ومنهم عيسى ابن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته، وكانت امرأة بغي يتمثل بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفتننه لكم، قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم، قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك، فقال: أين الصبي، فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطعن في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال: فأقبلوا على جريج يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا». أحد الصالحين وأضاف الدكتور ناصر وهدان أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة قناة السويس أن جريج العابد كان أحد الصالحين الذين برأهم الله سبحانه وأظهر على أيديهم الكرامات، بعد أن تربص به المفسدون وحاولوا إيقاعه في الفاحشة وتشويه سمعته بالباطل، موضحا أن كتب السنة ودراسات الحديث ذكرت انه كان في أول أمره تاجرا وكان يخسر مرة ويربح أخرى، فحدث نفسه بأن التجارة لم تجلب له الخير، وأن عليه البحث عن تجارة خيرا منها، فانقطع للعبادة والزهد واعتزل الناس واتخذ صومعة يتعبد فيها. الصلاح والزهد وقال إن الصلاح والزهد والعبادة التي عرف واشتهر بها جريج أثارت أحقاد بني إسرائيل عليه، ولم يطيقوا وجوده بينهم وأرادوا إفساده وتشويه سمعته وجره إلى حياة الرذيلة، مضيفا أن امرأة صارخة الجمال سمعت عن رغبتهم وتعهدت لهم بإغوائه وفتنته، ولما تعرضت له ولم يلتفت لها وتجاهلها اشتعلت غضبا، غير أنها لم تستسلم للفشل في تنفيذ ما وعدت قومها به، فعمدت إلى تدبير مكيدة محكمة، وسلمت نفسها إلى راع يأوي إلى صومعة جريج وحملت منه ولما ولدت ادعت أن الولد من جريج، فهاج الناس وتجمعوا وذهبوا إلى جريج العابد وأمروه بأن ينزل من صومعته وكان مستمرا في صلاته وتعبده، وبدأوا بهدم الصومعة بالفؤوس، ولم يجد سبيلا غير النزول إليهم فأخذوا يضربونه ويشتمونه ويتهمونه بالرياء والنفاق، ولما سألهم عن الجرم الذي اقترفه، أخبروه باتهام البغي له بهذا الصبي، وساروا جميعا وبينما هم في الطريق، إذ مروا به قريبا من بيوت الزانيات فخرجن ينظرن إليه، فلما رآهن تبسم، وطلب إحضار الصبي وسألهم أن يعطوه فرصة لكي يصلي ويلجأ إلى ربه، ولما أتم صلاته جاء إلى الصبي، فطعنه في بطنه بإصبعه وسأله والناس ينظرون، فقال له من أبوك؟ فأنطق الله الصبي وتكلم بكلام يسمعه الجميع فقال: أبي فلان الراعي، فعرف الناس أنهم قد أخطأوا في حق هذا الرجل الصالح، وأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به، ثم أرادوا أن يكفروا عما وقع منهم تجاهه، فعرضوا عليه أن يعيدوا بناء صومعته من ذهب، فرفض وأصر على أن تعاد من الطين كما كانت، ولما سألوه عن السبب الذي أضحكه عندما مروا به على بيوت الزواني، قال: ما ضحكت إلا من دعوة دعتها علي أمي. ويقول الدكتور كارم غنيم، رئيس جمعية الإعجاز العلمي للقران الكريم والسنة، إن الحديث الشريف كشف حقيقة الفاسدين وأصحاب الضلال وموقفهم من الصالحين والمتقين في كل زمان ومكان ومحاولاتهم للقضاء على نقائهم وصلاحهم وإخلاصهم لله عز وجل وإفسادهم بكل طريقة وتشويه سمعتهم بكل وسيلة حتى لا يكون لهم صوت مسموع بين الناس ويبطل تأثيرهم وتتلاشى الثقة بهم ولا يحترمهم احد وتموت رسالتهم. كما أن القصة تبين حسد المفسدين والمنحرفين للأتقياء والصالحين. وأضاف أن القصة عنيت ببيان أهمية غض البصر وسد الذرائع والابتعاد عن الشهوات، بحيث يطبق الإنسان تعاليم دينه التي تأمره بالفرار من المعصية وعدم التساهل أمام الخطأ، انطلاقا من حقيقة أن دفع المنكر من أوله يقطع الطريق من بدايته. وقال إن الفوائد التي أبرزها الحديث كثيرة وتتجلى في الحرص على إظهار وقع المصيبة والفاجعة عند الناس، خاصة عندما يفقدون ثقتهم بمن اعتبروه محلا للأسوة والقدوة وعنوانا للصلاح والاستقامة، مضيفا أن أهل القرية فجعوا عندما علموا بارتكاب جريج الفاحشة وصدمتهم الفرية لدرجة أنهم أخذوا يهدمون صومعته وينكلوا به، وهذا يعلمنا أنه يجب على من يتصدى للعمل العام في أي موقع أن يكون أهلا للثقة وعلى قدر المسؤولية لان الناس يأملون منه الكثير وينتظرون الصلاح والفلاح على يديه.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©