السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السعودية تسجل سابقة وترفض عضوية مجلس الأمن

السعودية تسجل سابقة وترفض عضوية مجلس الأمن
19 أكتوبر 2013 00:03
عواصم (وام، وكالات) - رفضت السعودية في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة أمس أن تشغل مقعدا في مجلس الأمن الذي اتهمته بازدواجية المعايير، معبرة بذلك عن أقصى درجات الاستياء إزاء فشل المجتمع الدولي في مواجهة النظام السوري وإزاء التقارب بين الغرب وإيران. وأشارت الخارجية السعودية في بيان إلى أن اعتذار المملكة غداة انتخابها لشغل مقعد غير دائم في الهيئة الدولية، سببه خصوصا فشل المجلس في حل القضية الفلسطينية والنزاع السوري وجعل الشرق الأوسط خاليا من أسلحة الدمار الشامل. وذكر بيان للخارجية السعودية نشرته وكالة الأنباء الرسمية أن “آليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب”. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية أن السعودية وهي عضو مؤسس لمنظمة الأمم المتحدة لتفتخر بالتزامها الكامل والدائم بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة إيمانا منها بأن التزام جميع الدول الأعضاء التزاما أمينا وصادقا ودقيقا بما تراضت عليه في الميثاق هو الضمان الحقيقي للأمن والسلام في العالم”. وأضاف البيان الذي بثته وكالة الأنباء السعودية “واس” أنه “إذا كانت الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة تعتبر الظفر بعضوية مجلس الأمن، المعني حسب ميثاق المنظمة بحفظ الأمن والسلم العالميين شرفا رفيعا ومسؤولية كبيرة لكي تشارك على نحو مباشر وفعال في خدمة القضايا الدولية.. فإن المملكة العربية السعودية ترى أن أسلوب وآليات العمل وازدواجية المعايير الحالية في مجلس الأمن تحول دون قيام المجلس بأداء واجباته وتحمل مسؤولياته تجاه حفظ الأمن والسلم العالميين على النحو المطلوب الأمر الذي أدى إلى استمرار اضطراب الأمن والسلم واتساع رقعة مظالم الشعوب واغتصاب الحقوق وانتشار النزاعات والحروب في أنحاء العالم”. وأشار البيان إلى أنه من المؤسف في هذا الصدد أن جميع الجهود الدولية التي بذلت في الأعوام الماضية والتي شاركت فيها السعودية بكل فعالية لم تسفر عن التوصل إلى الإصلاحات المطلوب إجراؤها لكي يستعيد مجلس الأمن دوره المنشود في خدمة قضايا الأمن والسلم في العالم. ولفت البيان إلى أن بقاء القضية الفلسطينية بدون حل عادل ودائم لـ65 عاما والتي نجم عنها عدة حروب هددت الأمن والسلم العالميين لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. كما أن فشل مجلس الأمن في جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل سواء بسبب عدم قدرته على إخضاع البرامج النووية لجميع دول المنطقة دون استثناء للمراقبة والتفتيش الدولي أو الحيلولة دون سعي أي دولة في المنطقة لامتلاك الأسلحة النووية، ليعد دليلا ساطعا وبرهانا دافعا على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. وشددت الخارجية السعودية في بيانها على أن السماح للنظام الحاكم في سوريا بقتل شعبه وإحراقه بالسلاح الكيماوي على مرأى ومسمع من العالم أجمع وبدون مواجهة أي عقوبات رادعة لدليل ساطع وبرهان دافع على عجز مجلس الأمن عن أداء واجباته وتحمل مسؤولياته. وانتخبت السعودية أمس الأول للمرة الأولى عضوا غير دائم في مجلس الأمن الدولي. وفازت السعودية بالمقعد إلى جانب تشاد وتشيلي وليتوانيا ونيجيريا التي انتخبت أيضا أعضاء غير دائمين في مجلس الأمن. وانتخبت هذه الدول الخمس من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لدورة من سنتين تبدأ في الأول من يناير 2014. ونالت السعودية 176 صوتا من أصوات الدول الأعضاء الـ193. ويعد الاعتذار السعودي غير مسبوق في تاريخ الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والسوابق التاريخية في هذا السياق اقتصرت على اعتماد الاتحاد السوفياتي عام 1950 سياسة “المقعد الفارغ” بسبب الحرب الباردة، وشغور المقعد الـ15 بسبب خلاف بين الدول في 1980. ويأتي قرار السعودية بعد أن رفض زير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التحدث من على المنصة احتجاجا على عدم تحرك المجلس في الشأن السوري والأراضي الفلسطينية، فيما اعتبر حينها علامة استياء واضحة من المملكة. وشكل رفض السعودية شغل مقعدها في مجلس الأمن سابقة فاجأت عددا كبيرا من الدبلوماسيين في المجلس. وطرح عدد منهم أمس فرضية تراجع المملكة عن قرارها الذي لم يبلغ إلى المجلس رسميا. وقال دبلوماسي في المجلس “إنه أمر غير متوقع تماما، ولقد بحثنا جميعا في سجلات المجلس لإيجاد سابقة فلم نجد”. وأضاف أن ترشيحا إلى المجلس “يستغرق سنوات من الاستعداد”، وهذا ما يجعل خطوة الرياض بالتالي مفاجئة. ولأن انتخاب الأعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس يتم على قاعدة إقليمية، فإذا ما تمسكت السعودية بقرارها، يعود للمجموعة العربية في الجمعية العامة إيجاد مرشح جديد يفترض أن يوافق عليه أعضاء الجمعية خلال عملية تصويت، كما حصل لدى اختيار الرياض الخميس. واعتبر دبلوماسي آخر انه “قد يحصل انتخاب جديد لكن من الممكن أيضا إقناع الرياض بتغيير موقفها”. وذكر بأن “الحكومة السعودية أبدت في الأسابيع الأخيرة قلقها الصريح في شأن سوريا والمسألة الفلسطينية”. وبعد الاعتذار السعودي المفاجئ، توالت ردود الفعل حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا تشاطر السعودية “إحباطها” إزاء شلل مجلس الأمن في مواجهة الأزمة في سوريا. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “نشاطر إحباطها أمام شلل مجلس الأمن، إلا أن لدينا بالتحديد للرد على ذلك اقتراحا إصلاحيا لحق الفيتو”. وكانت فرنسا عرضت في سبتمبر عدم استخدام أعضاء مجلس الأمن الدائمين لحق الفيتو في حال حصول “مجازر واسعة”. واعتبرت روسيا رفض السعودية عضوية مجلس الأمن تخلٍ عن العمل الجماعي الرامي إلى إحلال السلام في العالم. ونقلت قناة (روسيا اليوم) عن بيان لوزارة الخارجية أن رفض السعودية العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي يعني تخليها عن العمل الجماعي في إطار المجلس على الحفاظ على السلام والأمن في العالم. وأعربت الخارجية الروسية عن استغرابها من موقف الرياض بهذا الشأن، مشيرة إلى أن اتهامات السعودية لمجلس الأمن تبدو غريبة بعد أن أصدر المجلس بالإجماع قراره رقم 2118 الذي يضع إطاراً لتسوية شاملة للأزمة السورية. وذكر البيان أن موسكو تعوّل على أن المجموعة الإقليمية الآسيوية ستحدّد ممثلاً جديداً لها في مجلس الأمن في القريب العاجل. واعتبرت تركيا التي انتقدت قصور الأمم المتحدة حيال الأزمة السورية، أن رفض السعودية الدخول الى مجلس الامن الدولي يجعل المنظمة الدولية “تفقد من مصداقيتها”. ونقلت وكالة انباء دوغان عن الرئيس التركي عبد الله غول قوله للصحفيين في اسطنبول إن “الأمم المتحدة تفقد الكثير من مصداقيتها” معتبرا أنها تفشل في الرد بفعالية على الأزمات في العالم. وأضاف “على حد علمي، قرار المملكة العربية السعودية يهدف إلى لفت نظر المجتمع الدولي إلى هذه الحالة.. ينبغي احترام قرارها”. بان كي مون: الرياض لم تبلغنا رسمياً بعد بقرارها نيويورك (ا ف ب) - أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس أن المملكة العربية السعودية لم تبلغ الأمم المتحدة بعد بشكل رسمي رفضها تسلم مقعدها في مجلس الأمن. وقال بان كي مون في تصريح صحفي من نيويورك إن الاستبدال المحتمل للعربية السعودية في مجلس الأمن «قرار يعود إلى الدول الأعضاء» إلا أن الأمم المتحدة «لم تتلق بعد بلاغا رسميا بهذا الشأن». وفي رد ضمني على الاتهامات التي وجهتها السعودية إلى مجلس الأمن قال بان كي مون، إن الأمم المتحدة ترغب بـ»العمل بشكل وثيق جدا مع المملكة العربية السعودية لمواجهة تحديات مهمة» مشيرا إلى العمل «على وضع حد للحرب في سوريا، ومساعدة الشعب الفلسطيني على إقامة دولة قابلة للعيش، والمساعدة على إنجاح المرحلة الانتقالية في اليمن، وتقديم المساعدة الإنسانية إلى كل الذين هم بحاجة إليها، ومكافحة الإرهاب والانتشار النووي». وفي حال أصرت الرياض على موقفها يعود إلى مجموعة آسيا-المحيط الهادئ داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة اقتراح مرشح جديد يقدم إلى الجمعية العامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©