الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مقتل 14 عسكرياً بهجمات لـ «القاعدة» في اليمن

19 أكتوبر 2013 00:04
عقيل الحـلالي (صنعاء) - قُتل 14 عسكرياً وأصيب 15 آخرون في هجمات انتحارية ومسلحة شنها متطرفون مفترضون من تنظيم القاعدة، أمس الجمعة، على مواقع للجيش والشرطة في اليمن، حيث تتسع دائرة الاضطرابات وأعمال العنف منذ إطاحة الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، العام المنصرم، تحت ضغط انتفاضة شعبية طالبت بالديمقراطية. وذكرت مصادر أمنية لـ«الاتحاد» إن مسؤولا بارزا في الشرطة المحلية في بلدة “غيل باوزير” بمحافظة حضرموت (جنوب شرق)، اغتيل بعد صلاة الجمعة في هجوم مسلح، وذلك بعد ساعات من مقتل 12 جندياً في هجوم انتحاري استهدف معسكراً للجيش في محافظة أبين جنوبي البلاد. وأوضحت المصادر أن مسلحين، كانا على متن دراجة نارية، أطلقا أعيرة نارية على مساعد قائد الشرطة في بلدة “غيل باوزير”، المقدم، حسنين باشطح، أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل المسؤول الأمني على الفور، فيما لاذ المهاجمان، اللذين يعتقد بأنهما من تنظيم القاعدة، بالفرار. وكانت بلدة “غيل باوزير”، القريبة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، شهدت في الجمعة قبل الماضية حادثة اغتيال مشابهة استهدفت نائب مدير الكلية الحربية، العميد عمر بن فريجان. ومنذ بداية أكتوبر الجاري، شهدت محافظة حضرموت سبع هجمات مسلحة على ضابط وجنود في الجيش الذي استعاد، مطلع الشهر، قاعدة عسكرية رئيسية في المكلا اقتحمها متطرفون من تنظيم القاعدة في 30 سبتمبر. وأمس الجمعة، هاجم مسلحون من تنظيم القاعدة، معسكر اللواء 111 ميكانيكي المرابط في بلدة “أحور” شرقي محافظة أبين جنوبي البلاد. وقالت مصادر عسكرية ميدانية لـ«الاتحاد» إن مسلحين مجهولين هاجموا بأسلحة رشاشة وقذائف، في وقت مبكر الجمعة، الجنود المكلفين بحماية البوابة الرئيسة لمعسكر اللواء 111 ميكانيكي، الذي خاض، العام الماضي، معارك عنيفة ضد تنظيم القاعدة عندما كان مرابطاً في بلدة “لودر” شمال أبين. وأوضحت المصادر أن الهجوم أدى إلى اندلاع اشتباكات بين الجانبين، دون أن يذكر حصيلة هذه الاشتباكات. وأضافت :”بعد الاشتباكات اقتحمت سيارة عسكرية بوابة المعسكر قبل أن تنفجر بالقرب من مقر قيادة المعسكر حيث كان يتجمع كبار ضابط اللواء”، مشيرة إلى أن انفجار السيارة أوقع 12 قتيلا من الجنود ونحو 15 جريحاً بينهم قائد اللواء، العميد البخيتي، الذي وصفت إصابته بالحرجة، ونقل على متن مروحية عسكرية إلى العاصمة صنعاء لتلقي العلاج. وتعد محافظة أبين من أكثر المناطق التي تشهد نشاطاً لتنظيم القاعدة، وقد سبق للتنظيم المتطرف أن سيطر على هذه المحافظة في مايو 2011 قبل أن تطرده حملة قادها الجيش اليمني بعد سنة تقريباً. ويأتي الهجوم الانتحاري غداة ثلاث هجمات شنها مسلحون يعتقد بأنهم من تنظيم القاعدة، على مواقع تابعة للجيش والشرطة في محافظة البيضاء المجاورة، حيث تتمركز جماعات قبلية مرتبطة بالتنظيم المتطرف. واستهدفت الهجمات بالتزامن معسكر النجدة بالقرب من مدينة البيضاء ومعسكر اللواء 26 ميكانيكي في بلدة “رداع”، إضافة إلى نقطة تابعة للجيش مرابطة في بلدة “الزاهر”، غرب مدينة البيضاء، وذكرت مصادر أن المسلحين تمكنوا من اقتحام معسكر النجدة قبل أن تتمكن قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً) من استعادته بعد اشتباكات استمرت نحو ساعتين. وأكدت مصادر طبية في البيضاء لـ«الاتحاد» مقتل جندي وجرح اثنين في هذه الاشتباكات، وهي الحصيلة التي أعلنتها لاحقاً وزارة الدفاع اليمنية في بيان. وذكر البيان، الصادر عن قيادة المنطقة العسكرية السابعة، أن “الجماعات الإرهابية من تنظيم القاعدة الإرهابي حاولت مساء اليوم (أمس) الاعتداء والمباغتة على بعض النقاط العسكرية والأمنية خارج نطاق عاصمة محافظة البيضاء”، مشيراً إلى أن قوات الجيش والأمن أحبطوا هجمات “عناصر الإرهاب”، و”الحقوا بهم خسائر كبيرة”. وأكد البيان أن “أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم كل الشرفاء من أبناء محافظة البيضاء سيقفون لعناصر الشر والإرهاب بالمرصاد ولن يفلح القتلة والمجرمون في مواجهة القوات المسلحة والأمن وجماهير الشعب”. وصعد تنظيم القاعدة هجماته على الجيش اليمني مستغلا حالة الانفلات الأمني غير المسبوق الذي تعاني منها البلاد منذ إطاحة نظام صالح الذي حكم قرابة 34 عاماً. وقُتل 171 من رجال الجيش والأمن في اليمن في هجمات تحمل بصمات تنظيم القاعدة منذ بداية يناير، حسب إحصائية خاصة بـ(الاتحاد). وأمس الجمعة، قال وزير يمني سابق، انشق عن نظام صالح إبان انتفاضة 2011، إن “الاعتداءات المتكررة” على مؤسستي الجيش والأمن تشير إلى “فشل الحكومة (الانتقالية) في موجهة الإرهاب”. وذكر وزير الأوقاف والإرشاد السابق، القاضي حمود الهتار، الذي خاض قبل سنوات حواراً فكرياً مع قيادات في تنظيم القاعدة، إن تلك الهجمات تشير أيضاً إلى “تغيير (القاعدة) استراتيجيتها الامنية والعسكرية بوضع الجيش والأمن الهدف الأول لها والمصالح الغربية الهدف الثاني والتحول من مركز الدفاع الى الهجوم”، داعياً في منشور له عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، الحكومة الانتقالية إلى مراجعة سياسيتها خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب “بما يكفل منع الجريمة قبل وقوعها”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©