الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عقارب الساعة».. سينما تحلق في عالم الأساطير

«عقارب الساعة».. سينما تحلق في عالم الأساطير
18 فبراير 2010 19:22
انتهى المخرج القطري خليفة عبد الله المريخي من وضع اللمسات الأخيرة لفيلم “عقارب الساعة”، وهو أول فيلم روائي قطري طويل من المنتظر أن يرى النور خلال احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010م، والذي قامت بتمويل إنتاجه وزارة الثقافة والفنون والتراث. وتجرى حاليا عملية الترتيبات الأخيرة لعرض النسخة الأولى للفيلم بعد أن تم الانتهاء من مراحل التصوير المختلفة والاستقرار على المؤثرات البصرية الخاصة التي ساهمت في تنفيذها نخبة من الفنيين المحترفين من عدد من الدول الأجنبية الصديقة، حيث شارك في تصوير مشاهد الفيلم مصورون من بولندا وتايلاند وفي الإضاءة فنيون من الهند وتنفيذ المكياج محترفون من إيران. فنتازيا يعتبر المخرج القطري خليفة المريخي الذي درس الإخراج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية من الشباب الواعدين والمتحمسين، وقد أخرج عدداً من الأفلام التي شاركت في عدد من المهرجانات السينمائية محلياً وخارجياً. وقد أكد المريخي بمناسبة قرب انتهائه من وضع اللمسات الأخيرة واستعداده لتسليم النسخة النهائية، التي يتوقع أن لا تزيد على ساعتين، على حرصه بدعوة عدد كبير من صناع الأفلام والنجوم والنقاد لمشاهدة العرض الأول كاحتفالية خاصة بعرض أول فيلم روائي قطري طويل. وقال المخرج القطري خليفة المريخى إن التجهيز الجيد يسهل عملية التنفيذ وهذا ما حرصنا عليه منذ بداية دوران عجلة التنفيذ التي تجاوزت العام تقريباً لأن إنتاج فيلم روائي ليس بالأمر السهل.. مشيراً إلى أن طبيعة فيلم “عقارب الساعة” مختلف تماماً في اللون والإضاءة فهو مجموعة تكوينات في تكوين واحد وتستمد أحداثه من روح الفلكلور العالمي ضمن إطار الواقعية السحرية، وهو ما دعانا إلى اختيار مناطق يلعب فيها الخيال دوره سواء على البحر أو في أماكن مقفرة كمنطقة الجميل شمال الدوحة العاصمة التي تشبه بطبيعتها أي منطقة في العالم لتعبر بطبيعتها عن مناطق فنتازيا ليس لها تصور في واقع الحياة وتتعالى من داخلها أصوات فن الفجرى المعروف بارتباطه بالجن وتتداخل معه أصوات فنون أخرى ترقص على أنغامه ما يشبه الجن. فنون الفجرى وفيلم “عقارب الساعة” الذي هو أيضا قصة وسيناريو المخرج خليفة المريخى يضم نخبة كبيرة من أبرز الفنانين القطريين، وتدور أحداثه في الثلاثينيات من القرن العشرين وهي قصة سعد بن خلف مغني وطبال يبيع الساعات القديمة في سوق واقف ومن خلال عودة “عقارب الساعة” إلى الوراء يأخذنا الفيلم في رحلة للتعرف على تاريخ هذه الشخصية وسر اكتشاف فن الفجرى ذات الخصوصية الموسيقية المنفردة. ويستقى الفيلم أحداثه من التراث القطري والخليجي بشكل عام حيث يحتوي على الكثير من الأساطير والحكايات الشعبية، ويدور معظمها حول عالم البحر وتراثه وفنونه، وهو انعكاس لحقبة غنية من التاريخ اعتمد فيها سكان هذه المناطق على الغوص وتجارة اللؤلؤ، وأنتجت هذه التجارب تراثا إبداعيا ساحراً انعكس في الفنون الغنائية والموسيقية التي تنتمي إلى ما تعارف على تسميته بأغاني العمل، ومن بين هذه الفنون النهمة والفجري وغيرها وهي فنون صعبة ومركبة لا يعرف أسرارها سوى عدد محدود جداً من الناس، حتى إن الأساطير أشاعت أن مصدرها غير بشري، وتتفاعل الأحداث في القرية بسبب غضب كبير الجان، ينتهي الفيلم وعتيق يكشف سر فنون الفجرى لتلهم الكثيرين من بعده، يتوق سعد بن خلف إلى مجده وماضيه عندما كان واحداً من أفضل الفنانين في فن الفجرى ويتمنى أن يعود الى ماضيه ويعيش أحداثه، مع هذا الحنين الذي لا ينقطع في نفسه. هدف عام وتأتي فكرة إنتاج فيل “عقارب الساعة” كأول فيلم روائي يتماشى مع الهدف العام الذي تسعى لتحقيقه وزارة الثقافة والفنون والتراث لإنعاش الانتاج السينمائي القطري في مجال السينما الروائية الطويلة، فقامت بالفعل بتنفيذ هذا الفيلم وهو من إخراج المخرج القطري خليفة المريخي، الذي كتب أيضاً قصته بالتعاون مع الكاتب البحريني عبدالله هلال السعداوي، ويمثل الفيلم باكورة إنتاج وزارة الثقافة والفنون والتراث، ويقوم ببطولته علي حسن، وعلي ميرزا، والممثلة الخليجية ميساء المغربى الذى سبق وأدت بطولة فيلم “طرب فاشون” ومسلسل هوامير الصحراء، حيث يجرى حاليا وضع اللمسات الأخيرة بعد استكمال تصوير مشاهد الفيلم بالاستعانة بخبراء من هوليوود وكندا والهند في مجال المؤثرات ومشاهد العاصفة التي تم تصويرها في تايلاند وينتظر أن ينتهي المخرج قريباً من الأعمال الفنية من مونتاج ومكساج وغيرها ليكون الفيلم جاهزا للعرض قبل نهاية احتفالية الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010م. تعثر الإنتاج جدير بالذكر أن دولة قطر عرفت الإنتاج السينمائي الروائي منذ منتصف السبعينيات حين أنتج تلفزيون قطر فيلم “الشراع الحزين” وقادت هذه التجربة لإنتاج فيلم ثان بعنوان “حارس الفنار، إلا أن سنوات طويلة مرت كان فيها إنتاج الأفلام متعثراً ولم يتم تحقيق إنتاج أفلام روائية باستثناء بعض مشاريع التخرج لعدد من الدارسين القطريين في معاهد السينما المختلفة، ومع الطفرة الاقتصادية والإعلامية والثقافية الهائلة شهدت قطر صحوة لافتة في مجال عمل الأفلام التسجيلية والوثائقية من إنتاج جيل شاب من صانعي الأفلام، فحقق خليفة المريخى أفلاما مثل سوق واقف، خيوط تحت الرمال، والمخرج حافظ علي في عودة المها، وعبق الظلال، والجساسية لمشعل الكبيسي، والعرس القطري لمحمد البدر، ومجموعة أخرى من الأفلام التسجيلية التي تنتجها قناة الجزيرة للأطفال والجزيرة الوثائقية، كذلك يدعم مهرجان الجزيرة الوثائقي وينتج بعض الأفلام للكوادر الشابة، وقام مؤخرا مهرجان الدوحة “تريبييكا”، بتشجيع مبادرات لإنتاج أفلام الدقيقة الواحدة لبعض الطامحين من هواة الأفلام، كما ظهرت بعض ورش التدريب في مجالات عمل الأفلام الرقمية وكتابة السيناريو أو المونتاج.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©