نبيل فكري (مكة المكرمة)- تعود إلى البلاد، غداً، بعثة الحج الرسمية، برئاسة محمد عبيد المزروعي، رئيس مكتب شؤون الحجاج بدولة الإمارات، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية والأوقاف، بالتزامن مع اكتمال عودة بقية الحجاج الإماراتيين، الذين بدؤوا العودة منذ أمس الأول، وذلك لمن تعجل منهم برمي الجمرات في يومين اثنين.
ووفق ما تم الإعلان عنه رسمياً، فإن عدد حجاج الإمارات هذا العام بلغ 4 آلاف و982 حاجاً، من المواطنين والمقيمين، بعد التخفيض الذي قررته السلطات السعودية على البعثات كافة، والذي بلغت نسبته 20 في المائة، غير أن الصورة على أرض الواقع كانت مختلفة تماماً.
ومع التفويج إلى منى في يوم التروية، ظهرت مشكلة الزيادات، التي تسببت فيها بعض الحملات، فيما تعاملت البعثة مع الأمر بسرعة، بالاستغناء عن بعض مخيمات الخدمات، وتخصيصها للحجيج، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لحل المشكلة، لا سيما أن الزيادات كان مبالغاً فيها.
ومن المقرر أن تعكف البعثة ولجانها المختلفة خلال الأيام المقبلة على وضع تقاريرها حول موسم الحج هذا العام، وما اعتراه من مشاكل، خاصة الزيادات التي يمكن القول إنها كانت المشكلة الوحيدة التي برزت على السطح، وتم التعامل معها واستيعاب الكثير من الأعداد الزائدة، بالتنسيق مع السلطات السعودية ووزارة الحج بالمملكة.
وتبدو الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف عازمة على اتخاذ إجراءات حازمة بحق الحملات المخالفة، ربما تصل إلى حد الشطب وفق تأكيدات الدكتور حمدان مسلم المزروعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والذي تفقد مخيمات البعثة ووقف على الصورة كاملة.
وأكد المزروعي أن عملية الشطب تخضع للقانون، منوهاً إلى أن الهيئة سبق أن شطبت حملات مخالفة، ولذا فإن كل شيء وارد في حق المخالف، لافتاً إلى قوانين وأنظمة تنظم العمل بين صاحب الحملة والهيئة والحاج، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن هذه القضية ليست ظاهرة وهي استثناء في العام الحالي، وسيتم التعامل معها بموجب القانون.
من ناحية أخرى، توافد على مقر بعثة الإمارات في منطقة الششة بمكة المكرمة، أمس الأول، رؤساء وممثلو بعثات الحج الخليجية، وذلك لتبادل التهنئة بالعيد والتباحث بشأن الموسم المنتهي وما شهده من سلبيات وإيجابيات.
حضر اللقاء، أحمد محمد منقوش القنصل العام للإمارات في المملكة السعودية، كما حضره الأمين العام لمجلس البعثات الخليجية، ورؤساء وفود قطر والكويت وعمان والبحرين، وكان في استقبالهم لدى وصولهم محمد عبيد الزرعوني رئيس بعثة الحج الإماراتية الذي رحب بهم، وتمنى لهم القبول في ختام موسم الحج الذي تميز بالسهولة والتيسير من رب العالمين.
من جانب آخر، زار وفد من البعثة الرسمية في ختام مهمته، المدينة المنورة أمس، حيث غادر فجراً وعاد بعد صلاة العشاء أمس، وضم أعضاء البعثة الذين قدموا إلى مكة مباشرة.
وكانت المدينة المنورة قد تأهبت خلال فترة ما بعد الحج لاستقبال نحو 600 ألف من ضيوف الرحمن الذين أدوا الفريضة هذا العام، وأعدوا العدة لزيارة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والسلام على رسول الله وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما، فضلاً عن زيارة بقيع الغرقد الذي يضم بين جنباته أكثر من 10 آلاف صحابي، وزيارة أبرز المعالم الإسلامية في طيبة الطيبة مثل مسجد قباء والقبلتين والمساجد السبعة والجمعة وجبل أحد الذي جرت على سفحه ثاني أكبر معركة بين جنود الإسلام وفلول الشرك.
وأكملت المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة التي تعد واحدة من أبرز القطاعات التي نذرت نفسها لخدمة ضيوف الرحمن التجهيزات كافة، لجميع مرافقها والمتمثلة في أربعة عشر مكتب خدمة ميدانية وعشرة مجالس وقطاع وأربعة مراكز استقبال وأربعة مراكز إرشاد، إضافة إلى مقري المؤسسة الرئيسي والفرعي وإداراتهما لاستقبال الوفود.
وفي تصريحات أبرزتها صحف سعودية، أوضح الدكتور يوسف بن أحمد حوالة رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة أن عدد زوار المدينة المنورة من ضيوف الرحمن قد وصل قبل موسم الحج إلى 920?755 حاجاً، استطاعت المؤسسة من خلال جميع مرافقها تحقيق معدلات نجاح مميزة في تقديم جميع الخدمات لهم ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة وبمتابعة وإشراف الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة.
في سياق متصل، احتفى الإعلام السعودي بنجاح موسم الحج بصورة أظهرت قدرات المملكة في التنظيم، وأبرزت الصحف السعودية يومياً، الأداء الاستثنائي لمختلف القطاعات، ومن بينها قطاع المياه المحلاة، بعد أن سجل مجمع محطات التحلية بالشعيبة يوم التروية معدل تصدير يوميا للمشاعر المقدسة بلغ 700 ألف متر مكعب لليوم الواحد، محققة معدلاً قياسياً في التصدير.
وبلغ مجمل الإنتاج لضخ كميات المياه المقررة للمشاعر المقدسة خلال الأيام التسعة الماضية ما يزيد على 5 ملايين و300 ألف متر مكعب من المياه المحلاة بمعدل 8?6 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، وبمتوسط إنتاج يومي يزيد على 650 ألف متر مكعب في 8 خزانات في عرفة.
كما اهتمت الصحف بأداء الأمن بصفة خاصة وإحكامه لسيطرتvه على الحجاج غير النظاميين وترحيل أكثر من 120 ألف شخص كانوا يحاولون أداء فريضة الحج، من دون الحصول على تصاريح هذا العام.
دموع صاحب الفيلم المسيء
اهتمت الصحف السعودية بأداء الهولندى آرنولد فاندرون، منتج الفيلم المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لفريضة الحج هذه الأيام. وأبرزت تصريحات له أكد فيها أنه أخيراً وجد ذاته بين هذه القلوب المؤمنة، معرباً عن أمله في أن تمسح دموعه كل ذنوبه بعد توبته. وقال: سأعمل على إنتاج عمل كبير يخدم الإسلام والمسلمين، ويظهر خلق وأخلاق نبي الرحمة بعد عودتي من رحلة الحج. كما أكد فاندرون أنه وجد في الإسلام ما كان يصبو إليه ويفتقده في حياته السابقة، لافتا إلى أنه عندما يتذكر حياته السابقة يرى أنه كان كمن يقبض الريح، وأنه جاء إلى الحج للاستغفار والدعاء والابتهال إلى الله لمسح خطاياه. وسيعود فاندرون إلى المدينة المنورة ويمكث هناك بضعة أيام، لأنه يشعر بالراحة والأمان فيها، ووصفها بالمكان الرائع لتلاوة القرآن بتدبر وقراءة الكتب الدينية، موضحا أنه يتمنى أن يقضي بقية عمره بجوار المسجد النبوي الشريف، ولكن ارتباطه بعائلته وأعماله يحرمه من هذه الأمنية.
عدد اليوم
