السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مصدر» تزود أبوظبي بكهرباء نظيفة وتدرس استغلال «الطاقة الجوفية»

«مصدر» تزود أبوظبي بكهرباء نظيفة وتدرس استغلال «الطاقة الجوفية»
5 يناير 2010 22:22
تزود محطة توليد الطاقة الشمسية في مدينة مصدر شبكة كهرباء أبوظبي حالياً بنحو 9 ميجاواط من الكهرباء النظيفة، والتي تمثل 90% من حجم إنتاجها البالغ 10 ميجاواط، فيما تدرس جدوى إنتاج الطاقة من “الحرارة الجوفية” في باطن الأرض. وأكد خالد عوض مدير وحدة التطوير العقاري في شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” أن المدينة الخالية من الكربون تحتاج في الوقت الراهن إلى نحو ميجاواط واحد لتغذية الطلب على الكهرباء في مكاتب الإدارة وأعمال الإنشاء الموجودة داخلها، في وقت تخطط فيه الشركة لتركيب ألواح شمسية لإنتاج وتوليد الطاقة الكهربائية فوق أسطح المباني التي يتم إنجازها لتزويدها بحاجتها من الكهرباء. أما تزويد أبوظبي بالكهرباء، فيتم من خلال برنامج الربط الكهربائي المعلن عنه في يونيو من العام الماضي، بحسب عوض. وقال عوض لـ”الاتحاد” إن معهد مصدر والمنطقة المحيطة به ستكون أول المشاريع التي سيتم تسليمها خلال عام 2010، وسيحتاج مبنى المعهد إلى ميجاواط واحد سيتم توفيره من خلال الألواح الشمسية التي سيتم تثبيتها في أعلى المبنى. وسيتم تعويض الطلب المرتفع على الطاقة في المختبرات التابعة للمعهد من خلال فائض الكهرباء المصدر لمدينة أبوظبي في الوقت الراهن. وتقدر حاجة مدينة مصدر من الكهرباء بعد انتهاء المشاريع المخطط لها بنحو 200 ميجاواط، وفقاً لعوض. وبدأت أعمال الإنشاء في محطة الطاقة الشمسية بمدينة مصدر خلال أغسطس من عام 2007 بمساحة تقدر بنحو 212 ألف متر مربع، أشرفت على تصميمها وتنفيذها شركة إنفايرومينا باور سيستمز. وتقدر كلفة إنشاء المحطة بـ185 مليون درهم، إذ تعتبر أحد أكثر مشاريع الطاقة الكهروضوئية كفاءة وأقلها تكلفةً على مستوى العالم. ويقدر استهلاك أبوظبي من الكهرباء سنوياً بنحو 6 آلاف ميجاواط، في وقت يتوقع فيه أن ترتفع إلى 10.6 ألف ميجاواط في 2012، بحسب توقعات هيئة كهرباء ومياه أبوظبي. إلى ذلك، أشار عوض إلى أن الناتج الحالي من الطاقة الكهربائية سيغطي جميع احتياجات مدينة مصدر خلال العامين المقبلين. ولكن “مصدر” ستستغل هذه المدة في دراسة فرص الحصول على مصادر طاقة جديدة والتي يعتبر أبرزها “الحرارة الجوفية” المستخرجة من جوف الأرض، وفقاً لعوض. وتوقع عوض أن أن تقوم الفرق الفنية بحفر آبار جوفية بعمق 3 آلاف متر خلال الربع الثاني من العام الحالي، بهدف إعداد دراسة الجدوى الاقتصادية والفنية للطاقة الجوفية. من جانب آخر، أنهت “مصدر” دراسات الجدوى المتعلقة بمشروع تحلية المياه شديدة الملوحة، لتنتقل خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى مرحلة التجارب العملية على أنواع معينة من تقنيات التحلية من خلال نموذج مصغر لمحطة التحلية، تتضمن تجارب اختبارية على نطاق واسع لدراسة التكنولوجيا المتوافرة، بحسب عوض. وأضاف: “ستقرر تجاربنا المقبلة حجم ونوع التحلية التي سيتم اعتمادها في المدينة”. وزاد: “كمية المياه التي سيتم إنتاجها عبر هذا المشروع ستستخدم للاستهلاك في مدينة مصدر”. واعتبر عوض أن “مصدر” لا تسعى إلى لعب دور في تصدير الطاقة، بقدر ما تسعى لأن تكون مركزاً تكنولوجياً يجسد الالتزام الاستراتيجي طويل الأمد لحكومة أبوظبي بتسريع وتيرة عملية تطوير ونشر حلول طاقة المستقبل. وأضاف: “نحن حقل تجارب واسع وكبير، نمتلك من المقومات ما يمكننا من تصدير خبراتنا لأبوظبي والعالم”. وتشهد أبوظبي سلسلة من مشاريع الطاقة خلال المرحلة المقبلة، حيث منح مكتب التنظيم والرقابة العام الماضي خمسة تراخيص لمشاريع جديدة بكلفة إجمالية تصل إلى 46 مليار درهم. وكان مكتب التنظيم والرقابة أكد أنه سيتم إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة بواقع 100 ميجاواط عام 2011 من محطة “شمس 1” للطاقة الشمسية المركزة في مدينة “مصدر”، و100 ميجاواط من “شمس 2” عام 2012، على أن يتم إنتاج 390 ميجاواط من محطة الهيدروجين في المدينة الخالية من الكربون بحلول عام 2013. وبذلك، يرتفع إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة من مصادر متجددة للطاقة في مدينة مصدر إلى 590 ميجاواط. 2000 وحدة سكنية في 2011 من جهة ثانية، توقع عوض أن يتم تسليم 2000 وحدة سكنية خلال النصف الثاني من عام 2011، في وقت يعيد فيه القائمون على المشروع النظر في عدد الوحدات السكنية التي سيتم تشييدها داخل المدينة. وأشار عوض إلى أن الخطط الحالية تستهدف بناء 22 ألف وحدة سكنية تستوعب نحو 35 إلى 40 ألف نسمة. وسيتم تسويق الوحدات السكنية في المدينة بهدف التأجير وليس التملك، بحسب عوض. وأضاف: “الوصول إلى مرحلة بيع الوحدات السكنية ليس هدفاً في الوقت الراهن قبل التأكد من نوعية وجودة المنتج الذي سنقدمه للمستهلكين”. وزاد: “علينا التأكد من أدق التفاصيل المتعلقة بالوحدات العقارية التي يتم تشييدها وفقاً للمعايير البيئة والتكنولوجية التي وضعناها”. من جانب آخر، تبدأ مدينة مصدر في النصف الثاني من العام الحالي العمل على مشروع بناء وحدات عقارية لخدمة الطلب التجاري والمكاتب، حيث تصل مساحة المكاتب المستهدفة إلى نحو 22 ألف متر مربع. وأكد عوض أن 45 شركة عالمية أكدت نيتها تأسيس مقار لها في مدينة مصدر واستئجار وحدات عقارية فيها، في حين تلقت المدينة نحو 100 طلب من شركات أخرى أبدت اهتمامها بالانضمام والاستئجار في المدينة. شراكات استراتيجية وكشف عوض عن مفاوضات جارية مع شركات ومستثمرين عالميين للدخول في شراكات استراتيجية مع مدينة مصدر من خلال مشاريعها. وأشار عوض إلى أن هذه المفاوضات والعروض التي تلقتها “مصدر” تمثل أحد الخيارات المتاحة لتمويل المشاريع القائمة والمستقبلية. وتمثل نسبة المشاريع التي تحتاج للتمويل في مدينة مصدر نحو 80% بقيمة 18 مليار دولار من إجمالي قيمة المشروع البالغ حجم استثماراته 22 مليار دولار، حيث تكفلت الشركة الأم “مبادلة” بتمويل المرحلة الأولى من المشروع بقيمة تصل إلى 4.4 مليار دولار تمثل ما نسبته 20% من الحجم الإجمالي للمشروع. وأشار عوض إلى أن عدداً من المشاريع ستحتاج للتمويل، وأخرى تتطلب دخول شركاء استراتيجيين. معهد مصدر وتوقع عوض اكتمال أعمال البناء في معهد مصدر خلال العام الحالي، على أن يتم إنجاز المباني المحيطة بالمعهد العام المقبل. وأضاف: “ستتضمن منطقة معهد مصدر مشاريع سكنية وتجارية إلى جانب فندق حاصل على تصنيف 4 نجوم”. وأشار عوض إلى أن أعمال البنية التحتية للمعهد والمنطقة المحيطة اكتملت، حيث تمثل نسبة أقل من 10% من إجمالي مشروع البنية التحتية للمدينة. وكان الدكتور مروان خريشة عميد معهد مصدر توقع مؤخراً أن يتسلم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا مقره الدائم في مدينة مصدر بحلول سبتمبر المقبل من العام الحالي، حيث يبدأ بتسلم عدد من المباني التابعة له على مراحل ليتم تجهيزها بالمعدات التكنولوجية والمختبرات والدراسية خلال الفترة المقبلة. كما توقع خريشة أن ينتقل الطلاب إلى المقر الدائم بحلول العام الدراسي الثاني الذي يبدأ في سبتمبر المقبل. وتوقع عوض بدء تشغيل 10 سيارات إلكترونية على طرق مدينة مصدر في الفترة المقبلة، في إطار المرحلة التجريبية. وأشار عوض إلى أن هذه السيارات تأتي في إطار مشروع نظام التنقل الشخصي الذي تعمل فيه السيارات بطرق إلكترونية حديثة من دون سائق، وتتسع لأربعة ركاب. وتصل كلفة السيارة الواحدة إلى نحو 100 ألف دولار. وفي الوقت ذاته، تترقب المدينة إنشاء خط القطار الذي سيربط أطرافها الداخلية بمدينة أبوظبي ومطار أبوظبي الدولي، بحسب عوض، الذي أوضح أن تدشين القطار سيكون في عام 2015، وفقاً للخطة الزمنية التي تشير إلى بدء الأعمال فيه العام المقبل. وتحتل “مدينة مصدر” موقعاً استراتيجياً، حيث تتوسط البنية التحتية لمواصلات مدينة أبوظبي، وسيتم ربطها بالمجمعات السكنية المحيطة بها ومع وسط مدينة أبوظبي ومطار أبوظبي الدولي، بشبكة حيوية من الطرق الحالية وسكة قطار ومسارات جديدة للمواصلات العامة. وستكون المدينة خالية من السيارات، وتحتوي فقط على ممرات المشاة، التي لا يبعد الواحد منها أكثر من 200 متر عن أقرب محطة للمواصلات أو المرافق العامة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©