الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

لبنان يسعى إلى اللحاق بركب العالم الإلكتروني

21 أكتوبر 2011 00:28
يدير بودي نصر الله شركة متخصصة في تصميم الماركات في لبنان تشكل مؤسسات أجنبية حوالي 50% من زبائنها، لكن المشكلة هي في البطء الشديد للإنترنت الذي يجعل من التواصل وإرسال الملفات الإلكترونية مهمة شاقة. وصنف لبنان أخيراً في المرتبة ما قبل الأخيرة من بين 172 بلداً من حيث سرعة الإنترنت، ليحل بذلك متخلفاً عن دول مثل أفغانستان والسودان، بحسب دراسة أجرتها مؤسسة “سبيد تست. نت” العالمية المتخصصة. ويثير هذا الواقع إحباط اللبنانيين المولعين بآخر ابتكارات التكنولوجيا، إضافة إلى رجال الأعمال الذين تعوق الإنترنت البطيئة أعمالهم. ويقول بودي نصر الله (34 عاماً)، وهو مدير مؤسسة “وندر ايت” التي تقدم خدماتها لشركات كبرى مثل بيبسي ومايكروسوفت “في الآونة الأخيرة، قمنا بتصميم صورة إعلانية لمطعم جديد في قطر، وأرسلناها لهم عبر الإنترنت”. ويضيف بشيء من السخرية: “كان من الأسهل أن نرسلها عبر البريد السريع فذلك يتطلب ثلاثة أيام، أما عبر الإنترنت فيتطلب الأمر أسبوعاً”، ويحاول بودي كغيره من اللبنانيين التكيف مع هذه الظروف. ويقول: “تحميل الملف الذي يتطلب في دول أخرى 10 دقائق يستغرق في لبنان نصف يوم”. ويضيف نصر الله: “نحن نتلقى ونرسل 200 رسالة إلكترونية يومياً، هذا إضافة إلى أعمال البحث عبر الإنترنت وتحميل الصور والفيديو، فتخيلوا معاناتنا، أما التواصل عبر الدائرة المغلقة، فهو غير متاح، مما يضطرنا إلى استخدام سكايب”. ووصلت حالة الإنترنت في لبنان إلى حد من التردي دفع وزارة الاتصالات التي تحتكر 80% من هذا القطاع المربح، إلى إطلاق خطة في الأول من أكتوبر ترمي إلى زيادة سرعة الإنترنت بين أربع مرات وثماني مرات، مع تخفيض في التعرفة يصل إلى 80%. ويتم ذلك بفضل زيادة القدرة عبر كابل الألياف البصرية البحري الذي يربط الهند والشرق الأوسط وأوروبا الغربية، وقد تأخر إطلاق هذا المشروع بسبب خلاف ذي طابع سياسي بين وزارة الاتصالات والهيئة العامة الناظمة للاتصالات “اوجيرو” على خلفية الانقسام الحاد في البلاد. ويقول فراس ابي ناصيف، وهو مستشار وزير الاتصالات نقولا الصحناوي: “وفقاً لمشروعنا، فإن العرض الأقل كلفة للإنترنت الآن هو ميجابيت واحد في الثانية بسعر 16 دولاراً شهرياً، في مقابل 70 دولاراً في السابق”. ويلحظ المشروع في المرحلة المقبلة مد الألياف البصرية على الأراضي اللبنانية ابتداء من عام 2012، بهدف بلوغ الإنترنت سرعة فائقة. لكن بعد مرور أسبوعين على انطلاق المشروع لم يشعر سوى 24,5% فقط من مستخدمي الإنترنت أن بالسرعة لديهم تحسنت، وفقاً لاستطلاع أجرته صفحة “لبنانيون يريدون تسريع الإنترنت” على فيسبوك التي تضم 50 ألف مستخدم. وكتب أحد مستخدمي هذه الصفحة: “قالوا لنا إن الإنترنت ستصبح أسرع ابتداء من الأول من أكتوبر، لكنهم لم يحددوا لنا السنة”. غير ان فراس ابي ناصيف يوضح لوكالة فرانس برس “التحسن سيكون تدريجياً”، متوقعاً أيضاً أن ترتفع معدلات استخدام الإنترنت بنسبة 40%، وحالياً تتوافر خدمة الإنترنت لدى 35% من الأسر اللبنانية.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©