الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتفاق تاريخي لإنهاء الحرب في جنوب الفلبين

اتفاق تاريخي لإنهاء الحرب في جنوب الفلبين
8 أكتوبر 2012
مانيلا (وكالات) - أعلنت الحكومة الفلبينية والمتمردون الانفصاليون المسلمون في جنوب البلاد أمس إبرام اتفاق لإنهاء حركة تمرد أسفرت عن سقوط 150 ألف قتيل منذ 1978 ونزوح مئات الآلاف من السكان. وينص الاتفاق الإطار الذي أعلن عنه رئيس الفلبين بينينيو اكينو أمس على إقامة منطقة تمتع بحكم ذاتي شبه كامل في منطقة ميندناو التي يقيم فيها عدد كبير من المسلمين في البلاد التي تضم غالبية مسيحية. ويبدأ الاتفاق الذي طال انتظاره بخارطة طريق لإنشاء منطقة جديدة يطلق عليها اسم “بانجسامورو” تتمتع بحكم ذاتي في المناطق التي تقطنها أغلبية مسلمة في جنوب الفلبين التي تقطنها أغلبية كاثوليكية قبل نهاية فترة رئاسة اكينو في 2016. وتشير كلمة بانجسامورو إلى المسلمين والأقلية غير المسلمة التي تعيش في جنوب الفلبين. وتوصل الجانبان إلى الاتفاق بشأن المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية خلال محادثات في العاصمة الماليزية كوالالمبور. وقال اكينو عبر بث مباشر من قصر الرئاسة “هذا الاتفاق ينشئ كياناً سياسياً جديداً يستحق اسما يرمز ويكرم ويجسد هذا الجزء من بلادنا. الاسم سيكون بانجسامورو”. وميندناو أو الجزيرة الكبيرة في الجنوب تشكل قاعدة لجبهة “مورو الإسلامية للتحرير” أكبر حركة تمرد مسلمة في البلاد تضم حوالى 12 ألف شخص. وقال الرئيس الفلبيني إن “هذا الاتفاق الإطار يمهد الطريق لسلام دائم في ميندناو”. وأضاف أن الاتفاق “يشمل كل المجموعات الانفصالية السابقة”، مؤكداً أن “جبهة مورو للتحرير لم تعد تطالب بدولة منفصلة”. ورحبت حركة التمرد بالاتفاق الذي تم التوصل إليه السبت في ماليزيا بعد أشهر من المفاوضات، وقالت إنها ترى فيه “بداية السلام”. وقال نائب رئيس جبهة مورو المكلف الشؤون السياسية غزالي جعفر “نحن سعداء ونشكر الرئيس على ذلك”. ولم يذكر بينينيو اكينو أي برنامج زمني لإعلان اتفاق سلام نهائي. لكن غزالي جعفر قال إن الجانبين يفكران في تحديد منتصف 2016 مهلة نهائية لإنجازه. وصرح اكينو وجعفر بأنه ما زالت هناك عقبات يجب تجاوزها من بينها عرض الاتفاق على مواطني الفلبين عن طريق استفتاء. لكن لا شيء يضمن أن يسمح الاستفتاء بتمرير الاتفاق في هذا البلد الكاثوليكي. وكانت مسودة اتفاق تم التوصل إليها في عهد الرئيسة جلوريا ارويو في 2008 في اللحظة الأخيرة بسبب معارضة داخلية قوية. وذكر جعفر أيضاً أن الاتفاق، الذي أُعلن عنه أمس، ليس سوى مسودة لـ”خريطة طريق”، وأنه ما زال هناك الكثير من النقاط التي يجب مناقشتها من بينها مساحة المنطقة التي ستتمتع بحكم ذاتي. كما لم يرد أي نقطة في البيان حول تخلي المتمردين عن أسلحتهم. وميندناو واحدة من أكثر المناطق خصوبة وغنى بالمواد الأولية في البلاد بما في ذلك الذهب والنحاس ومعادن أخرى لا تستثمر كثيراً حالياً. لكن عقودا من أعمال العنف والاضطرابات جعلت منها واحدة من أفقر مناطق الفلبين. وتضم المنطقة أربعة ملايين مسلم من أصل عشرين مليون نسمة في الفلبين. ويعتبر سكان المنطقة ميندناو أرض أجدادهم منذ عهد السلاطين المسلمين قبل وصول الإسبان الكاثوليك في القرن السادس عشر. وستبقى سيطرة الحكومة على مجالات الدفاع والأمن والسياسة والخارجية والنقد، كما قالت الحكومة. وتسعى “جبهة مورو الإسلامية للتحرير” ومجموعات أخرى إلى استقلال جنوب الفلبين منذ مطلع السبعينات. وقد أسفرت الحرب عن سقوط أكثر من 150 ألف قتيل معظمهم في عقد السبعينات الدامي وتركت قطاعات واسعة من المنطقة في فقر هائل. وبدأت جبهة مورو المفاوضات مع الحكومة في 1997 لكنها أوقفتها بسرعة بسبب سلسلة من هجمات الجيش بطلب من الرئيس جوزف استرادا. وكانت جلوريا ارويو أبرمت اتفاقا لوقف إطلاق النار في 2003 وبدأت مفاوضات سلام. وقد واجهت فشلاً جديداً أدى إلى هجمات لجبهة مورو على قرى مسيحية أسفرت عن مقتل 400 شخص ونزوح 750 ألفاً آخرين. وأطلق اكينو من جديد عملية السلام في أغسطس 2001 وعندما التفى سرا في اليابان رئيس جبهة مورو للتحرير مراد إبراهيم. وقد عقدا بذلك أول اجتماع على انفراد بين زعيم المتمردين ورئيس فلبيني. ويأتي الاتفاق في وقت تتحدى فيه الفلبين سمعتها كدولة متباطئة اقتصاديا رغم ما لديها من إمكانات نمو قوية وعودة اهتمام المستثمرين. لكن لا يزال من الممكن ان تعرقل السياسات المضطربة في الجنوب والتي كثيرا ما يشوبها العنف هذه الخطط. فهناك خطر من أن تنفصل فصائل متشددة عن جبهة مورو وتواصل القتال في المنطقة التي لها تاريخ من الصلات بمتشددي القاعدة. ويأتي تهديد آخر من العشائر القوية التي تسيطر على بعض الأجزاء في المنطقة وربما تخشى من فقد نفوذها السياسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©