الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تقليد الثأر ينكّد عيش الأطفال في ألبانيا

19 أكتوبر 2013 18:39
مزرك (أ ف ب) - نادرا جدا ما يخرج نيكولين (9 سنوات) وشقيقه أماريلدو (12 سنة) من منزل العائلة، وهما لا يرتادان المدرسة أو يلعبان في الخارج مع بقية الأطفال شأنهما في ذلك شأن نحو 600 طفل في ألبانيا لم يلتحقوا بالمدارس هذه السنة بسبب تقليد الثأر، الذي يعود إلى القرن الخامس عشر، ويقوم على «الثأر للدم بالدم». في بلدة مزرك، الجبلية النائية الواقعة على بعد 150 كيلومترا عن شمال تيرانا، يمضي نيكولين وأمارليدو وقتهما في غرفة مظلمة وباردة بالكاد تنفذ إليها أشعة الشمس من نافذتين صغيرتين مسيجتين بقضبان حديدية. وهما يعيشان عيشة السجناء هذه لأن حياتهما مهددة؛ ففي العام 1993، عندما لم يكونا قد أبصرا النور بعد، قتل عمهما أحد جيرانه خلال شجار. وحكم على القاتل بالسجن لمدة 25 عاما، لكن هذا الحكم لم يكن كافيا ليشفي غليل الانتقام لدى عائلة الضحية. وقد أودى مبدأ الثأر بحياة عدة أشخاص من الطرفين، وقد يكون الطفلان الضحيتين التاليتين، حتى لو لم يكن لهما أي علاقة بتلك الحادثة. ولا يفلت من شر هذه الرغبة في الانتقام أي ذكر من أفراد العائلة، بغض النظر عن سنه وصلة القربى التي تربطه بمرتكب الجريمة. ويتعذر على الصغيرين الخروج من المنزل، إذ أن الجار الذي يهددهما يعيش على بعد نحو عشرة أمتار عنهما. وهو قد أطلق النار على منزلهما قبل بضعة أشهر، قبل أن يرد والدهما بدوره بطلقات نارية. والعائلة جد فقيرة لتبدل محل إقامتها، لكنها تعلم أيضا أنها ستلاحق أينما ذهبت. وقد ضاقت فيولكا أم الطفلين ذرعا بهذا الوضع، وانتحرت. والرابط الوحيد للطفلين بالعالم الخارجي هو المدرسة ليليانا لواني، التي تأتي مرتين في الشهر من شكودرا (شمال غرب) لتعلمهما القراءة والكتابة. وأقرت هذه الأربعينية، التي تطالب السلطات الألبانية بوضع حد لهذه الجرائم «غير المقبولة»، في بلد يرغب في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، بأن «الأطفال الواقعين في شباك عمليات الثأر محكوم عليهم بالموت». وخلال الأعوام الأربعة عشر الماضية، قتل 225 شخصا في عمليات انتقامية، بحسب الشرطة. لكن منظمات غير حكومية تعتبر أن عدد الضحايا أكبر بكثير. وبين الحرب العالمية الثانية والعام 1922، نجح النظام الشيوعي في وضع حد لهذه الظاهرة من خلال فرض عقوبة الإعدام على مرتكبي هذا النوع من الجرائم. لكن الظاهرة تفاقمت منذ سقوط النظام. وشرحت عالمة الاجتماع سويلا داني أن «عمليات الثأر تستمر بسبب ضعف النظام القضائي الذي يدفع الأفراد إلى تصفية حساباتهم بمبادرات فردية». ولفتت إلى ضرورة حشد القوى على الصعد الحكومية جميعها بغية وضع حد لهذه الآفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©