الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فُـطام الكبر» يقترن بتحمل المسؤولية الشخصية

«فُـطام الكبر» يقترن بتحمل المسؤولية الشخصية
19 أكتوبر 2013 18:44
أبوظبي (الاتحاد) - يعتبر العام الأول من عمر الطفل فترة مميزة وأساسية تتجلى فيها جوانب النمو بشكل واضح، وتلعب الأم دورا هاما في هذه المرحلة، ومن الطبيعي أن يختلف كل طفل عن غيره بصفاته الخاصة والمميزة التي تنمو وتتغير باستمرار. فهنالك خمس مراحل يمر بها الطفل خلال نموه وهي: التطور الحركي، التطور العاطفي، التطور الاجتماعي، التطور الذهني، والتطور اللغوي. فهم خاطئ الإخصائي النفسي معتز مصطفى شاهين، يقول: «يرى البعض من المربين أن تحمل الطفل للمسؤولية منذ الصغر يسبب نوعا من الإرهاق الفكري والبدني للطفل، فهو طفل يجب أن يعيش طفولته بسعادة وسرور من دون منغصات أو تحمل لمتاعب الحياة، وهذا الاتجاه ما بُني إلا على فهم خاطئ لمفهوم المسؤولية، فليس معنى أن يكون الطفل مسئولاً أن يكون طفلاً متجهمًا لا يلعب مع أصحابه ولا يلهو معهم، متفوق في دراسته لا يعرف شيئا سوى الاستذكار وتحصيل الدرجات، والعمل الدؤوب لتنفيذ ما يصدر إليه من تعليمات من قبل الوالدين». ويضيف شاهين: «لا يولد الطفل عارفاً بالمسؤولية وواجبه نحو الآخرين، وإنما يدفعه الوالدان دفعًا نحو تحمل مسؤولياته، وقد يخطئ البعض حين يقول إن الطفل حينما يكبر سيدرك مسؤولياته ويتحملها بمفرده، فمن شب على شيء شاب عليه! ويقع كثير من الآباء والأمهات في خطأ ثانٍ أكبر، حينما يظنون أن عدم تلبية رغبات الطفل الصغير في حمله وضمه وتقبيله هي نوع من غرس المسؤولية في نفسه، حتى يشب الطفل بعيدًا كل البعد عن التدليل، ونسوا قوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ «من لا يرحم لا يُرحم»، ففي دراسة أعدها «بترن سوروكن» العالم الاجتماعي المشهور قال فيها إن تنشئة الأطفال في جو من الحنان وعلى أيدي آباء عطوفين له أهميته العظمى في مساعدة الأطفال على أن يشبوا على التعاون والشعور بالمسؤولية. فلتحمل المسؤولية يجب أن يكون لدى الطفل رصيد هائل من الشعور الطيب مع رصيد من الحب في أعماق نفسه، فهو لن يكن الحب والمسؤولية تجاه الآخرين إلا إذا وجدها واقعًا معاشًا في محيط أسرته، ومن المعروف أن الذين يشعرون بالمسؤولية الحقّة يكون الحب دائمًا أساس علاقتهم بغيرهم. أما إذا شب الطفل على العداوة والانطواء، فسنجده مشغولاً بنفسه وإشباع أحاسيسه مما يجعله أنانيًا منطويًا على ذاته». الوقت المناسب أما عن الوقت المناسب لغرس مفهوم تحمل المسؤولية في نفوس الأطفال، يقول شاهين: «لا يمكن تحديد أو فرض وقت معين لتعليم المسؤولية للطفل، فالوقت المناسب هو الوقت الذي يبدي فيه الطفل استعدادًا لتحمل المسؤولية، وعلى الوالدين حينها استغلال تلك الفرص لغرس مفهوم تحمل المسؤولية في نفوس أطفالهم. فمثلاً حينما يبدي الطفل الصغير رغبة في أن يأكل بمفرده من دون مساعدة الوالدين، يجب على الوالدين فوراً مساعدته على تحقيق ذلك الأمر؛ بأن يحاولا بيان كيفية الاستخدام الأمثل للملعقة وهكذا، ولا يكونان عقبة أمام رغبته في الاعتماد على نفسه بحجة أن الطفل مازال صغيرًا، أو أنه سيبعثر الأشياء والأكل، فمجرد بسمة من الأم أو استحسان وضحكة من الأب ستعمل مفعول السحر مع الطفل، وتجعله يبادر للاعتماد على نفسه أكثر وأكثر والانصياع لتعليماتهم». ويلفت شاهين الانتباه لأهم نقطة في اعتماد الطفل الصغير على نفسه والتي يحار فيها الكثير من الأمهات، وهي مسألة اعتماد الطفل على نفسه في التحكم في الإخراج والنظافة الشخصية، وبداية كثير من الأمهات يسارعن في البدء بعملية تحكم الطفل في الإخراج رغم أن الوقت المناسب لبدء عملية التحكم تلك هو سن سنتين ونصف السنة، حيث تكون عضلات الطفل الدقيقة قد اكتمل نموها مما يجعل من السهل عليه التحكم في الإخراج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©