محمود الحضري «دبي»
يصل حجم تجارة التجزئة في الإمارات إلى ما يقارب 100 مليار دولار «368 مليار درهم» بحلول العام 2020، مع توقعات بأن تقفز الدولة إلى المركز الثاني على قائمة أهم 30 دولة في نمو الاستثمارات بهذا القطاع، لتظل محافظة على مركزها بين دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتوقعت المؤسسة العالمية لأبحاث تجارة التجزئة أن تسجل الإمارات تقدما في مجال تجارة التجزئة، بما فيها تجارة إعادة التصدير، مشيرة إلى أن تجارة التجزئة في الإمارات بلغت العام الماضي 66 مليار دولار «242 مليار درهم»، وسترتفع العام الجاري إلى 68 مليارا لترتفع تدريجيا لتصل إلى سقف الـ 100 مليار دولار، بنمو يفوق 51%.
وأكد المشاركون في منتدى الشرق الأوسط لتجارة التجزئة بدبي، أمس أن الإمارات تأتي على قائمة أكثر دول العالم نموا في تجارة التجزئة، محققة نموا تراكميا يتراوح بين 5% إلى 7% خلال السنوات الست المقبلة، موضحين أن الدولة تقود منطقة الشرق الأوسط في تحقيق أسرع نمو عالمي في استثمارات تجارة التجزئة، حيث تأتي ست دول عربية في مقدمتها الإمارات، بين أهم 30 دولة في العالم بمجال الاستثمارات في مختلف مفردات القطاع، فيما شهدت المنطقة تطورا كبيرا في استقطاب العلامات التجارية العالمية.
وانطلقت أمس فعاليات منتدى الشرق الأوسط لتجارة التجزئة الخامس بفندق كونراد دبي، بمشاركة نحو 300 من رواد الجيل القادم لتجارة التجزئة، حيث تركزت المناقشات على تحديات القطاع، والانفتاح على الأسواق العالمية، وأكد المشاركون أن البيانات الضخمة وتجارة التجزئة متعددة القنوات وتجارة تجزئة الترفيه ستدفع بمبيعات التجزئة إلى أعلى المعدلات.
وأوضح المشاركون أن قطاع البيع بالتجزئة في جميع أنحاء العالم يمر بمرحلة مثيرة جداً، وبالتالي من المهم أن يتم التوصل في هذا المنتدى لصناعة وتشكيل مجموعة من الأفكار الجديدة والمفاهيم والمعالم وجعلها تنمو لتحقيق التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وناقش المنتدى دور التصفح على الهواتف الذكية، والمستهلك في العصر الجديد، وهو ما يمثل تحولا جذريا في عادات التسوق، بخلاف مستقبل التسوق عبر الإنترنت وبروز نقلة جديدة في القطاع الاستهلاكي، وما حققته الإمارات في هذا المحال من خلال مبادرات على المستوى الاتحادي والمحلي.
وأكدت المؤسسة العالمية للأبحاث أن الأشهر القليلة الماضية شهدت تقييمات غير مسبوقة، واستثمارات وإعلانات في قطاع التجزئة على الإنترنت، فاجأت ديناميكية الأعمال التجارية، وقطاع تجارة التجزئة في الشرق الأوسط يتطلع للتعرف على الأفكار الجديدة والحصول على توجيهات للمضي قدما في معدلات النمو والعمل على فهم الفرص في استراتيجيات نمو تجارة التجزئة وخطة اتباع نهج شامل لها.
وأفادت بيانات مؤشر «أيه تي كيرني» العالمي لتطور تجارة التجزئة العالمية 2014، تحقيق تجارة التجزئة في الإمارات نموا 5% وهو ما ساهم في رفع مستوى تصنيف الإمارات مرتبة واحدة إلى المركز الرابع عالميا في مؤشر 2014، موضحا أن من بين العوامل التي تؤثر على نمو صناعة التجزئة في الإمارات، ازدهار البناء والبنية التحتية، والنمو السكاني، وشريحة الشباب، ونمو الناتج المحلي الإجمالي القوي، وزيادة ثقة المستهلك، وزيادة الإنفاق.
واتفق المشاركون على أن فوز دبي باستضافة معرض إكسبو 2020 سيعزز من نمو مشروعات البنية التحتية في مجال تجارة التجزئة، خصوصا مع توقعات تدفق الزوار خلال المعرض وتسجيل 20 مليونا إلى 25 مليون زائر، وهو ما سيصب في صالح قطاعي التجزئة والسياحة.
وتؤكد الإحصاءات وجود نمو مستدام لمستقبل الإمارات في مجال تجارة التجزئة والمساحات الجديدة خصوصا مع إعلان «مول العالم» في دبي، والذي ستتجاوز مساحته ضعفي مساحة مول الإمارات، الأمر الذي سيعزز من مركز الإمارات على المؤشر في نمو استثمارات تجارة التجزئة خلال الأعوام المقبلة، وزيادة حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ومبيعات التجزئة، مع رسم مستقبل مشرق لقطاع التجزئة في الدولة.
وأفادت بيانات مؤسسة «جونز لاند لاسال» «جيه إل إل» أن مساحات التجزئة المتوقع إضافتها للقطاع في دبي وحدها خلال السنوات الثلاثة المقبلة، تصل إلى 496 ألف متر مربع خلال بواقع 31 ألف متر مربع خلال عام 2014، ونحو 214 ألف متر مربع خلال عام 2015، وستصل الإضافات الجديدة إلى 251 ألف متر خلال عام 2016.
وقال يوسف علي المدير الإداري لمجموعة «لولو»، خلال المؤتمر إن تجارة التجزئة من الصناعات الأسرع نمواً وأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، كما أن منتدى الشرق الأوسط لتجارة التجزئة يأتي كمحفز للقطاع ويفتح بوابات جديدة لتجارة التجزئة في هذه المنطقة.
وقال سعيد محمد الفلاسي مدير الاستراتيجية، في مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، «إن هذا المنتدى هو في الواقع مهم جدا في المنطقة، ويحقق فوائد للحكومة، وهو بمثابة منصة لتبادل الأفكار هو تعزيز التكنولوجيا لتوفير المناخ المناسب لنمو تجارة التجزئة في دبي والمنطقة.
ومن جانبه قال اميتاب تانيجا رئيس مجموعة «أي إم ايه جيه إي إس» المنظمة للمؤتمر: إن الابتكارات والأفكار، والعروض ودراسات الحالات من أهم عوامل تنشيط حركة تجارة التجزئة في الإمارات والمنطقة، مع التركيز القوي على استخدام تحسينات الدقة العالية في تكنولوجيا وتطورات البنية التحتية في النظم المتاحة لتعزيز مبيعات التجزئة في القرن الواحد والعشرين.
وشهدت القمة أوراق عمل وتجارب قدمها، برهان الهاشمي المدير التنفيذي لاينوك للتجزئة،»ري لينوكس» المدير التنفيذي للإبداع بشركة فيتش لمنطقة أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط، و»ستافنفورد كريستسانسن» الرئيس التنفيذي بشركة نوفو سينما، ومايكل شميدت» مدير مبيعات التجزئة بسوق دبي الحرة، وفيك باجيرا» مؤسس ومدير أنظمة سافانتس، و»ثيج جون روي» المدير الإقليمي للتسويق والمبيعات مجموعة الحكير الإماراتية.
132,4 مليار درهم المبيعات بدبي
في 2017
توقع تقرير حول تجارة التجزئة المحلية في دول الخليج نمو مبيعات التجزئة في دبي إلى 36 مليار دولار «132,4 مليار درهم» في 2017، مقابل 30 مليار دولار 110,4 مليار متوقع في العام الجاري، مدفوعاً بنمو القطاعات المعاونة، خصوصاً الطيران والسياحة، وزيادة السكان.
وأشار التقرير إلى أن نمو مبيعات التجزئة يأتي نتاج ارتفاع حركة السياحة، كما أن استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 سيعزز من نمو القطاع، منوهاً إلى أن أكثر من 95% من العلامات التجارية العالمية تتخذ من الإمارات ودبي مقراً لها، أو تمتلك فروعاً خاصة.
عدد اليوم
