الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«عشر خطوات» تمكنك من الحصول على ذاكرة قوية

«عشر خطوات» تمكنك من الحصول على ذاكرة قوية
19 أكتوبر 2013 18:45
لا يزال العقل البشري يشكل التحدي الأكبر للعلماء على مر العصور، ولعل أسرار الذاكرة البشرية وما تحتويه من قدرات غير محدودة على التخزين والاسترجاع تظل هي اللغز المحير، فما زال العلماء وخبراء التنمية الذاتية يكتشفون خباياه الواسعة يومياً، ومع ذلك ورغم الإمكانات الهائلة وغير المحدودة للعقل البشري، فإن العديد من الأشخاص يمرون بأوقات حرجة حين تخونهم ذاكرتهم عن استرجاع تاريخ مهم في حياتهم على سبيل المثال، أو حتى تذكر حدث بسيط عايشوه قبل أيام قليلة أو حتى في نفس اليوم في بعض الأحيان.أما على صعيد العمل فقد ينسى الموظف اسم أو رقم اتصال جهة محددة، أو موعد اجتماع محدد مسبقاً، أو مهام عمل مطلوب إنجازها في يوم معيّن. لكبيرة التونسي (أبوظبي) - مع تزايد وتيرة الحياة العصرية المتسارعة في دولة الإمارات وفي مختلف أنحاء العالم، سواءً على الصعيد المهني أو العائلي أو الأكاديمي وحتى المجتمعي، فقد يغفل الكثيرون سهواً عن إتمام واجبات ومهام معينة، وذلك ليس بالأمر المستغرب حدوثه اليوم في ظل الوقت الذي بات الجميع يعمل فيه تحت وطأة ضغط شديد، والسعي لتنفيذ عدد لا يحصى من المهام. وهنا يقول العلماء إن بإمكان كل شـخص تنشيط ذاكرته وتفعيـل قواهـا الخاملــة عبر اتباع عدة خطوات بســيطة، والتدريب المستمر على تنفيذها. وفي هذا الصدد تحدد الدكتورة فيكي كولبن، عميد ومديــر أبحاث كلية «أشريدج لإدارة الأعمال» والمختصة في مجال الذاكرة البشرية، عشر خطوات فعّالة لضمان قيام ذاكرتكم بإسعافكم في الوقت المناسب. الحد من التوتر قد يلاحظ الكثيرون عند الجلوس لأخذ قسط من الراحة بعد قضاء يوم عصيب ومجهد في العمل، نسيان وبشكل مفاجئ إنجاز أحد الأمور المهمة، إن الإجهاد والتوتر يعتبران أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لضعف أداء الذاكرة، فقد أثبتت الدراسات أن المواقف العصيبة التي يمر بها الشخص، والتي قد تستمر على مدى أسابيع أو أشهر، تسبب الضعف في آلية التواصل بين الخلايا الدماغية المسؤولة عن التعلم والذاكرة. ولكن ومع مجرد القيام باتخاذ الخطوات الضرورية للحد من مستويات التوتر والإجهاد، فيمكن للذاكرة العودة إلى أدائها الطبيعي بعد أسبوع واحد فقط. قسط وافر من النوم وتوضح فيكي كولبن: «يُعد الحصول على قسط وافر من النوم من الأمور المهمة جداً لتقوية الذاكرة البشرية، فالنوم هو الوسيلة التي تساعد الدماغ في نقل المواد والمعلومات الجديدة إلى الذاكرة طويلة الأمد. وتشير الأبحاث إلى أن عملية النوم العميق هي المفتاح لتخزين المعلومات واسترجاعها وتذكرها عند الحاجة. وعليه، فيجب على الجميع التساؤل بجدية عن مقدار ما يحصلون عليه من النوم يومياً، سواءً من حيث جودة النوم غير المتقطّع، وعدد ساعات النوم في اليوم الواحد. وعلى الأشخاص الذين ينامون بشكل سيء أو يقضون ساعات قليلة في النوم يومياً، المسارعة لتصحيح هذا الوضع، لأن قلة النوم تؤثر بشكل كبير على قدرة الذاكرة على تخزين واستدعاء المعلومات. الحد من تنفيذ المهام المتعددة وتضيف فيكي كولبن: جميعنا يخوض غمار حياة حافلة نقوم خلالها بتنفيذ العديد من المهام، وهو ما أضحى أمراً اعتيادياً للكثيرين. ويجب أن ندرك أن كفاءة الدماغ والذاكرة ينخفضان بشكل كبير عند القيام بتنفيذ العديد من المهام، فعند محاولة الدماغ القيام بتنفيذ أمرين في وقت واحد، فإنه يقوم بتنفيذ المهام بالتناوب بدلاً من تنفيذهما معاً في وقت واحد، الأمر الذي ينعكس سلباً على الذاكرة. وقد أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتعلمون أمراً جديداً أثناء القيام بمهام متعددة، يكونون أقل قدرة على تذكر ما تعلموه في وقت لاحق. لذا، حاول التركيز على تنفيذ مهمة واحدة في كل مرة، وستلاحظ تحسن قدرة الذاكرة بشكل كبير. التدرب على ذكر المعلومات بسرعة يقوم مبدأ عمل الذاكرة القصيرة الأمد، حسبما تؤكد فيكي كولبن، على كمية المعلومات التي نستطيع تذكرها، والمرتبطة ارتباطاً مباشراً بكمية المعلومات التي بإمكاننا حفظها خلال فترة زمنية قصيرة تتراوح تقريباً ما بين 15 إلى 30 ثانية، فعندما نحاول تذكر الأمور غالباً ما نتدرب على ذكر هذه المعلومات بتكرارها إما بصوت عالٍ أو بصمت داخل رؤوسنا، وكلما أسرعنا بعملية التدرب يمكننا تذكر كمية أكبر من المعلومات. فعلى سبيل المثال، إذا كنت تتحدث ببطء فلن تكون قادراً إلا على تكرار أربع أو خمس حقائق معلوماتية خلال 15 إلى 30 ثانية وهي الفترة اللازمة لتخزين التفاصيل في الذاكرة القصيرة الأمد. وعلى الشخص تسريع عملية ذكر المعلومات وستجد بالنتيجة أنك أصبحت قادراً على تذكر حتى تسع حقائق معلوماتية. تقسيم المعلومات إلى مجموعات تقول الدكتورة فيكي كولبن:» لابد أننا تعرضنا جميعاً لموقف احتجنا فيه إلى تذكر رقم الهاتف أو لوحة تسجيل السيارة ولم يتوفر لدينا حينها القلم لكتابته. وقد أظهرت الأبحاث أن الشخص إذا قام بتقسيم المعلومات إلى ثلاث مجموعات، فإن ذلك سيحدث فرقاً كبيراً في قدرة العقل على تذكرها. وعلى سبيل المثال،حاولوا تنفيذ هذا الأمر بأنفسكم بمحاولة تذكر الرقم«145870236» بشكل كامل،ومن ثم قارنوا قدرتكم على التذكر بعد تقسيم الرقم إلى ثلاث مجموعات«145» و»870» و»236»، ستجدون بأنكم استطعتم تذكر الرقم بسهولة أكبر. تلخيص المعلومات تعد عملية تلخيص المعلومات من الاستراتيجيات المفيدة التي بإمكان الأشخاص استخدامها للمساعدة على تذكر الأشياء. فعلى سبيل المثال إذا كنت ستلقي خطابا أو ستقدم عرضا تقديميا حاول تلخيص المعلومات إلى عناوين فرعية، هذه العملية ستساعدك على تذكر ما أنت بحاجة للحديث عنه، وستبسط على الجمهور تلقي المعلومة منك وحفظها. وبالإمكان تطبيق هذه التقنية في عملية التعليم بنجاح، فإذا قمت بوضع التفاصيل التي تحاول تعليمها في إطار عناوين فرعية ذات مغزى فإنك ستتذكرها بشكل أكبر. ربط المعلومات بأمور شخصية عادةً ما نتذكر المعلومات التي تحمل معاني خاصة وشخصية بالنسبة لنا. فعلى سبيل المثال، بإمكان بعض الأشخاص تذكر جميع الأندية الفائزة بالدوري المحلي لكرة القدم على مدى العشرين سنة الماضية، بينما يجد البعض الآخر أنه من المستحيل القيام بذلك، ولكنهم يحفظون تواريخ أعياد ميلاد جميع أصدقائهم. هناك طريقة جيدة لجعل المعلومات ذات مغزى، وهي أن تقوم بربط أمر تحاول تذكره بشيء مألوف بالنسبة لك، حيث بإمكانك أن تسأل نفسك أسئلة من أجل تشجيع هذه العملية، مثل، لماذا أنا بحاجة لمعرفة هذا الأمر؟ كيف يرتبط هذا الأمر بما أعرفه سابقاً؟ يجب عليك التفكير بطريقة تتخطى الحقائق والمعلومات التي قُدمت لك، ومحاولة ربطها بأمور شخصية، عندها ستصبح عملية تذكرها أسهل بكثير. الانتباه والتركيز عندما يشكو الناس بأن ذاكرتهم ضعيفة، لا يعود سبب ذلك في كثير من الأحيان إلى الإجهاد أو قلة النوم أو أية قضية وظيفية كامنة، ولكنها غالباً ما تكون لأنهم وبكل بساطة لم يبذلوا الوقت والجهد الكافيين في محاولة تذكر المواد. عليك أن تكون صادقاً مع نفسك، كم مرة قمت بلوم ذاكرتك الضعيفة ولم تقم حينها بإجراء أية محاولة حقيقية لتذكر المعلومات؟ أو قمت بإقناع نفسك بعدم قدرتك على تذكر أسماء الجميع، وقررت مع نفسك عدم بذل الجهد في محاولة القيام بذلك. إن قدرة الأشخاص على تذكر المعلومات ستتحسن كثيراً عند إبداء اهتمام أكبر وبذل جهد حقيقي لتذكر الأمر المطلوب. ربط المعلومات بالصور وتضيف فيكي كولبن: لعل أحد أكبر وأكثر الأمور المحرجة المتعلقة بالذاكرة يتمثل في عدم القدرة على تذكر أسماء الأشخاص الذين التقيناهم سابقاً. وفي هذه الحالة فإن عملية التكرار تساعد على التذكر، لذا حاول ذكر اسم الشخص الذي تقابله عند توجيهك الحديث له، وكذلك الأمر عندما تقوم بالترحيب به ووداعه، فبعض الأشخاص يجدون أن ربط الصورة البصرية بالاسم من شأنه أن يساعدهم على التذكر. فعلى سبيل المثال، قم بسؤال نفسك هل يشبه الشخص المعني أو أي جزء من شكله مثل نظارته أو قصة شعره أي شخصية مشهورة تعرفها؟ عندها حاول ربط صورة هذا الشخص بشخص أو صورة أخرى تعرفها لمساعدة عقلك على تذكر الشخص في المرة القادمة التي تلتقيه أو تفكر به. التفكير في محيط المعلومات توضح فيكي كولـبن: إذا كنـت تبذل جهــدا كبيرا لاستدعاء معلومة محددة من ذاكرتك، حاول العودة جسـدياً إذا أمكـن إلـى المكان الذي ســمعت فيه هــذه المعلومــة للمرة الأولى، ولكن إذا كنت لا تستـــطيع القيام بذلك، يكفيك حينها إعادة تخيل المكان والحالة التي كنت فيها، ومحاولة التفكير في الأشياء المادية أو الرائجة أو درجة الحرارة المحيطة بك. كما أن عملية إعادة تجسيد السياق العاطفي يمكنها المساعدة في استرجاع المعلومة، لذا حاول التفكير في الحالة الذهنية التي كنت تعيشها، وكيف كنت تشعر، وماذا كان شعور الآخرين في ذلك الوقت، وستجد أنك ستكون أكثر قدرة على تذكر المعلومة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©