الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أي والله»

18 فبراير 2010 19:34
نسمع كثيراً من أبناء الجزيرة العربية وبعض سُكان بلاد الشام من بدو وحضر كلمة «أي» بأشكال مختلفة، فالبدو يقولونها في الإجابة عن الاستفهام، فتسأل أحدهم : هل فعلت يا فلان كذا؟ يُجيب بالإيجاب «أَيّ» يعني نعم فعلت كذا، وتقال في صيغة التصديق أيضاً كأن يتحدث شخص فيقول: الصدق منجاة، فيرد آخر معقباً مصدقاً: «أيّ نعم» يعني الصدق منجاة. وأهل الشام يقولون في الرد على الاستفهام: هل فعلت كذا؟ «إيْ» أو «إيه» فعلت كذا بمعنى نعم، وبعضهم يرد بـ «إي والله»، وإذا ناديت شخصاً يا فلان، رد: «أيّ أيّ» يعني «نعم نعم». - للحركات في العربية«وأعني حركات التشكيل لاغير» دور مُهم وأساسي في تحديد المعنى، فالمعنى يختلف باختلاف حركة الحرف ، فيتغير من حركة إلى أخرى، والفصاحة تتطلب الحركة (لفظ الحركات) وهذه هي العربية «مُعّْربة» أي: وجوب اللفظ بالحركات - علامات الإعراب، فيتوضح المعنى إعراباً أي بياناً. - «إيْ» بكسر الهمزة وسكون الياء: حرف جواب بمعنى «نَعَم». ولفظها الفصيح بالكسر الحاد هو إمعان في توكيد معناها فيك التصديق والوَعْد والإعلام، ويقولها أهل البادية وأهل الشام والجزيرة العربية ويغلب استرخاء اللفظ بالكسر «إي» بكسر مخفف، بما يخالف صيغة التوكيد. - يخبرك صديقك فيقول لك: جاء أحمد، فتجيب مصدقاً قوله: «إي» فأنت تصدق ما أخبرك به. - وفي الإعلام يستخبر منك القائل، صحة الخبر، هل جاء أحمد؟ فتجيب: «إي» فأنت أعلمته بمجيئه. - وفي الوعد يطلب السائل أو القائل منك أمراً: أعطني مالاً فتجيب «إي» أي أنه ما عليك إلا أن تمد يدك إلى جيبك! - وعندما نبدل حركة الهمزة في أي بالفتح: «أي» نتجه باتجاه آخر في «أي» باتجاه التفسير، أي أن الكلام الذي قيل من قبل تفسيره كذا يأتي بعد «أي»، فالكلام الذي قبل أي قد قصّر عن أداء المعنى المطلوب فاحتاج إلى تفسير فأُتي بـ «أي» حرف تفسير كواسطة للتفسير والشرح، فما سبق قبل «أي» يستتبع ما بعدها، فأعطوا التفسير: ما بعد أي من القول، موقع عطف البيان في الإعراب بمعنى أنه «يبيّـن، ويوضّح، ويُعرِبُ، ما قبله، فيفسرهُ، فيحمل الحرف التفسيري: «أي» معنى:أعني، في توكيد المفسًّر وتحديده تقول: «عندي مالٌ»، أي ذهبٌ، فالمال اسم جامع، ففسرته تحديداً، بالذهب، فأخذت لفظة «ذَهبٌ» موقع إعراب المفسًّر «مال» وهذا هو: عطف البيان، فهدفه الإيضاح والتوكيد والتخصيص». وأحكام عطف البيان «النسق» أن يطابق متبوعه - المعطوف عليه في حركة الإعراب والتعريف والتنكير، والتذكير، والإفراد والتثنية والجمع. ونلاحظ أن عطف البيان أكد معنى البدل، فالذهبُ في المثال جاء في موقع المال، فالذهب بدلٌ من المبدل منه: المال، وهذا أعطى النحو وجه إعراب المفسِّر بعد «أي» بدلاً، ويبقى الغرض الإبدال: البيان والتوضيح. - إذا شددنا الياء في أَيّ، فلزوم حركة الهمزة الفتح: تصبح «أي» اسماً، ومعناها مستغرق في الإبهام. يوضحها ويفسرها، حكم الإضافة إليها، بمثل قولنا: أُيّ كتاب تقرأ؟ فالمضاف إليه «كتاب» فك استغلاق الإبهام في «أي» فلا حل ولا تعيين لمعناها إلا بالمضاف إليه. يقول بشار بن برد: إذا أنـــت لم تشــربْ مراراً على القــذى ظمئِتَ.. و«أي» الناس تصفو مشارِبُه! إسماعيل ديب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©