تستعد مدينة دبي وخلال الأيام القليلة لاستضافة الحدث التكنولوجي العالمي الثاني، «أسبوع جيتكس للتقنية 2013»، والذي يعتبر ثاني أهم المعارض والمؤتمرات السنوية التي تنطلق من دبي لتعريف المستهلك بآخر وأحدث ما توصلت إلى التقنيات والتكنولوجيا الحديثة بمختلفة أنواعها ومستوياتها. وخلال المعرض تستعد عشرات الشركات العالمية مختلفة الجنسيات للدخول في سباق ماراثوني طويل في طرح وتقديم آخر ما توصلت إليه في عالم التكنولوجيا، لجذب المستهلكين والمستخدمين ولفت أنظارهم إليها، خصوصاً على مستوى الأعمال والشركات.
إحدى الشركات التي تواجدت في المنطقة منذ سنوات طويلة، والتي تمكنت من حفر اسمها بحروف من ذهب فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتقنيات الحديثة على مستوى الأعمال والشركات، والتي تشارك اليوم بقوة في أسبوع جيتكس للتقنية 2013 في مدينة دبي، هي شركة هواوي، الراعية لهذا المؤتمر الذي ستبدأ أعماله يوم 22 أكتوبر الجاري، والتي مازالت تعاني رغم شهرة منتجاتها التقنية، خصوصاً الذكية منها وميزاتها ومواصفاتها العديدة، من جفاء المستخدمين «المستهلكين التكنولوجيين» لها ولمنتجاتها المختلفة. حيث أكدت الشركة الصينية مؤخراً عزمها توفير الكثير من حلول تقنية المعلومات والاتصالات خلال أسبوع جيتكس المقبل، كما أكدت توفيرها مجموعة كبيرة وشاملة من الحلول التقنية الجديدة التي يتم الكشف عنها وعرضها للمرة الأولى خلال المعرض.
حقبة جديدة
لعل الشركة الصينية هواوي تنبهت مبكراً إلى المبادرة الأخيرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والمرتبطة بالانتقال والتحول من الحكومة الإلكترونية إلى الحكومة الذكية، وهو الأمر الذي سيلازم بدوره الحقبة الجديدة مع المجتمع الإلكتروني بحسب ما أفاد به رئيس الشركة الصينية في الشرق الأوسط «شي ياوهونج»، والذي أشار إلى أن العالم سيشهد ولادة جيل جديد من الذكاء الصناعي لا يرتبط بالأجهزة الذكية والكمبيوترات اللوحية، بل يتجاوز ذلك بمراحل ليرتبط بتواصل وتقاسم المعارف ويتجاوز قطاع التكنولوجيا ليصل إلى مجال الأعمال والحكومات والمجتمعات المدنية حول العالم.
كما يرى ياهونج، أن العالم بأسره وبفضل التطور السريع وجيل الذكاء الصناعي المختلفة شكلاً ونوعاً القادم بسرعة أيضاً، سيرجع بالعديد من التحديات الكثيرة ليس على المستخدمين الأفراد فحسب بل على الشركات الخاصة والعامة وحكومات وهيئات ومؤسسات الدول المختلفة. مما يجعل عقد المعارض العالمية المرتبطة بالتكنولوجيا مثل أسبوع جيتكس للتقنية الذي يعقد منذ سنوات بشكل دوري في مدينة دبي، ضرورة وليست خياراً، لتسريع وتيرة التعاون المنفتح والبناء مع أصحاب المصالح في مختلف قطاعات الصناعة.
حلول شاملة
شركة هواوي الصينية، رغم تواجدها باستحياء على المستوى الشخصي ومستوى المستهلكين الأفراد، وخصوصاً خلال السنوات الثلاث الماضية وفي سوق الهواتف والكمبيوترات اللوحية، إلا أنها على مستوى الأعمال فلها باع طويل تمكنت من خلاله من حفر اسمها بطريقة يصعب الاستغناء عنها وعما تقدمه من حلول وتقنيات منافسة.
وبالرغم من حلولها المتنوعة ضمن مجموعات أعمالها الرئيسية الثلاثة «Carrier» لشبكات الاتصالات، و«Enterprise» للمؤسسات، و»Device» لأجهزة المستهلك، إلاّ أن «هواوي» اختارت أن تولي تركيزاً أكبر ضمن فعاليات «أسبوع جيتكس للتقنية» على باقة من أحدث حلولها الموجهة للمؤسسات بما في ذلك القطاعات الحكومية، وقطاعات الرعاية الصحية، والتعليم، والنفط والغاز، والطاقة والنقل.
وقد كشفت «هواوي» النقاب عن عدد من الابتكارات التي ستعرض للمرة الأولى في المنطقة، ومن بينها آخر ما توصلت إليه الشركة من حلول في مجال «استخدام الأجهزة المحمولة لأغراض العمل» (BYOD)، والجيل التالي من نظام مؤتمرات الفيديو والتي تعد الحل الأمثل للشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية، وسلسلة موسعة من تكنولوجيا التحويل الشبكي والمعروفة بـ «الشبكات المرتكزة على البرمجيات» (SDN)، بالإضافة إلى تقنيات أجهزة التخزين الراقية. كما ستسلط «هواوي» الضوء على مجموعة من الدراسات العملية حول آخر ما نشرته من مشاريع منصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مثل الفصول الدراسة الإلكترونية، وسطح المكتب الافتراضي السحابي وحلول المدينة الآمنة.
وبالإضافة إلى مجموعة حلولها الموجهة للمشاريع، تهدف المجموعة للمساعدة في سد الهوة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث ستقدم مجموعة أعمال هواوي «Carrier» لشبكات الاتصالات، من خلال جلسات النقاش الرئيسية حول مستقبل النظام الإيكولوجي للحزم العريضة المتنقلة، شرحاً عن إمكانية المشغلين الإقليميين بأن يطوروا قدرات الحزم العريضة النطاق من خلال حل هواوي SoftMobile؛ ودعم الشبكات على الطلب القادرة على توفير الخدمات المبتكرة، تناغم موارد الشبكات، وتعزيز قدرة الحزم العريضة.
القدرة التنافسية
علّق «دونج وو» نائب رئيس «هواوي انتربرايز» للمشاريع في الشرق الأوسط، بالقول: «إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات اليوم لا تعتبر فقط خدمة لدعم نظام المشاريع، بل أصبحت مؤشراً على القدرة التنافسية الجوهرية. وفي هذا السياق، تحرص المؤسسات على معاينة أداء حلول التكنولوجيا الحديثة من الناحية العملية، خصوصاً في سوق تقنية المعلومات والاتصالات حيث تسعى هذه المؤسسات لمواكبة آخر التطورات كالحوسبة السحابية و«استخدام الأجهزة المحمولة لأغراض العمل» (BYOD)، والمدن الذكية وغيرها من الحلول الأخرى.
وأكد وو، أن من الأهمية بمكان أن يقوم مزودو التقنيات مثل «هواوي» بعرض أمثلة ملموسة توضح فيها كيف يمكن لابتكارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الحديثة أن تتيح للمستخدمين وذلك بدعم من شركائنا بتركيز العمليات التجارية، وزيادة الإنتاجية والحد من تعقيدات البنى التحتية الخاصة بهم».
البيانات الضخمة
مع استمرار نمو حجم المعلومات الرقمية بمعدلات هائلة في منطقة الشرق الأوسط، تعاونت شركة «هواوي»، مع منظمي «جايتكس» على تزويد الشركات المحلية بمجموعة من الأدوات والتقنيات اللازمة لاستخدام البيانات الضخمة لمنحهم أفضلية تنافسية في مجالات عملهم. وستكون هذه الأفكار والرؤى محور تركيز «مؤتمر جيتكس للبيانات الضخمة».
وسواءً عبر توفيرها لخدمات قياس اتجاهات المستهلك، وتحسين سلاسل التوريد أو الكشف عن الغش، يتيح مفهوم «البيانات الضخمة» فرصاً جديدة للمؤسسات عبر مجالات الصناعة المتخصصة ابتداءً من الجهات الحكومية ووصولاً إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية، والنقل، والتعليم، والكثير غير ذلك. وعلى الرغم من كل تلك الفرص المتاحة، إلاّ أن البنية التحتية التخزينية الموجودة حالياً لا تتناسب مع الكميات الهائلة من البيانات المتراكمة لدى هذه المؤسسات. ويؤكد الخبراء أن المعلومات الهامة ستكون عرضة لمخاطر أمنية تؤدي إلى عواقب وخيمة على أداء أعمال مؤسساتهم ما لم يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة.
وتماشياً مع الأثر الاستراتيجي للبيانات الضخمة على قطاعات الصناعة المحلية، صممت «هواوي» مجموعة من حلول البيانات الضخمة تحت مسمى FusionInsight لمساعدة المؤسسات في الحصول على قيمة الأعمال من هذا التسونامي من البيانات.
ووفقاً لبيانات شركة «آي دي سي» (IDC) العالمية المتخصصة في أبحاث السوق، فقد أفاد أكثر من 40 بالمئة من المديرين التنفيذيين لإدارة تقنية المعلومات في الشرق الأوسط أنهم يدرسون ويقيمون الاستثمارات في مجالي تقنيات البيانات الضخمة وأصول تحليلها في عام 2013. وكانت الشركة قد توقعت سابقاً أنه من المرجح أن تزداد كمية البيانات في العالم بمقدار 50 ضعفاً بحلول عام 2020، وأن تحقق جميع البيانات غير المهيكلة في العالم ابتداءً من بيانات وسائل الإعلام الاجتماعية ووصولاً إلى «تدفق» الفيديو، نمواً مذهلاً بنسبة تصل إلى 63 بالمئة سنوياً، وأنها ستشكل ما يقارب 90 بالمئة من إجمالي البيانات التي سيتم إنشاؤها على مدى العقد المقبل.
جوائز
برزت «هواوي» بسرعة بصفتها أحد الشركاء المفضلين للعملاء في عدة مجالات، فبالإضافة لنشرها لعدد من المشاريع وطرحها مجموعة من الحلول، حصلت الشركة على جائزة «أفضل مزود لقنوات التوزيع للعام» ضمن حفل جوائز مجلة تشانل الشرق الأوسط للعام 2013، وجائزة فروست آند سوليفان «للإبداع الإنتاجي في الشرق الأوسط»، وذلك تقديراً للإنجازات التي حققتها في سوق أمن الشبكات في المنطقة.
عدد اليوم
