الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جرائم الخدم

9 أكتوبر 2012
الحديث عن جرائم الخدم لا ينتهي، وهو الموضوع القديم المتجدد دائماً، إذ أصبحنا نستفيق يومياً على فاجعة جريمة ما تختلف فصولها عن الجريمة الأولى، وباتت الخادمات يخترعن الجرائم ويرتكبن أشنعها، فمن التشويه بجثث الأطفال الصغار، إلى هتك أعراضهم، والسرقات وغيرها من الأعمال الانتقامية، لكن يبقى القاسم المشترك بين كل هذه الجرائم هو تضرر العوائل المستضيفة للخادمات. وقد أثبتت الأرقام أن جرائم الخدم زادت بنسبة 45 ? السنة الماضية عنه في السنوات الأخيرة، وفق ما سجلته شرطة دبي، وتبين الأرقام أن أغلب الجرائم هي سرقات وهتك عرض، ومتفرقات أخرى، ويؤكد الواقع اليوم أن هناك جرائم جديدة لم يتم الحديث عنها سابقاً بشكل مسهب، مثل القتل والتنكيل وتشويه الجثة، وهذا ما حصل مع الطفلة السعودية التي روعت حادثتها العالم. وعندما نسمع عن جرائم الخدم، فإن ذهن المتلقي يربط مباشرة بين القسوة والمعاملة السيئة ورد فعل الخادمة، نتيجة ما يمكن أن يحدث عن تصرفات لا إنسانية انتقامية، لكن تأكد ويتأكد يومياً أن الجرائم التي ترتكبها هذه الفئة ليست دائماً من فرط المعاملات اللاإنسانية، وإنما هناك من تعيش في نعيم ودلال دائم، تنام في الثامنة مساء وتستفيق الساعة السادسة أيام المدارس، وخلال أيام الخميس والجمعة فإنها تغلق غرفتها عليها ولا تفارقها من التاسعة مساء إلى غاية الثامنة صباحاً، ناهيك عن الإكراميات، والملابس، ولوازم النظافة وغيرها، وهناك الكثير من الناس من يحمل أفكاراً إنسانية وحقوقية، فيجالسها مع أهله، ويمنحها فرحة العيد ومرافقة الأسرة للنزهات. والملاحظ أن هذه الفئة الأخيرة رغم النِعم التي تعيش فيها فإنها ترغب في المزيد، وتفهم هذه المعاملة الحسنة عكس المراد منها، بحيث تبدي عدم الاحترام، ولا ترضخ لما يطلب منها، وتطلب الزيادات في كل حين، ولا تنجز مهامها على أحسن وجه. وبعيداً عن الأرقام والإحصائيات فإن واقع الحال، يؤكد أن هناك الكثير من الأطفال يعانون من اختلالات نفسية، نظراً لمرافقة الخدم لهم مدة الطويلة، فمن خلال محاضرة قدمتها إحدى المتخصصات في التربية قالت إن هناك آفة تعاني منها فئة غير قليلة من مراهقات ومراهقي هذا المجتمع، بحيث يعانون من نقص حاد في طرق التواصل، يعانون من الخجل، ولا يدركون السبل الصحيحة للتعبير عما يجول بخواطرهم، موضحة ذلك بدليل عن مراهقات سألنها عن الطريقة التي تجعل والدتها تحدثها، وتقترب منها، وفي الجهة الأخرى اعترفت أم في محاضرة موازية أنها لا تستطيع تقبيل أبنائها نظراً للهوة العاطفية التي كبرت بينها وبينهم لكونهم تربوا في أحضان الخادمة، كما أنها لا تستطيع فتح حوارات حميمية معهم، مما جعلها تشعر بغربتها وسطهم. وبغض النظر عن الجرائم المباشرة التي ترتكبها الخادمات فهناك جرائم غير واضحة للعيان، لكن آثارها النفسية تبقى دفينة في لا شعور الصغير إلى أن تطفو للسطح في يوم من الأيام على شكل سلوكيات غير سوية، وهذا أمر جلل، لأن أطفال اليوم هم أجيال الغذ. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©