الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سلوك سياحي جديد..

19 أكتوبر 2013 21:32
كل عام وانتم بخير.. انتهت إجازة عيد الأضحى الطويلة نسبياً بالنسبة للإجازات الموسمية أو الأعياد الدينية، ويبدو أن الناس كانت بحاجة إليها بعد أن كانت إجازة الصيف قصيرة هذا العام. مرة أخرى نشاهد الازدحام والإقبال غير المسبوق على الوجهات الخليجية، فالتقارير والأخبار الصحفية الأولية تشير إلى حدوث حالة تبادل سياحي خليجي كبيرة، كانت الإمارات هي الوجهة الأولى للسياح في منطقة الخليج، كما كانت أيضاً هي المصدر الأول للسياح إلى وجهات خليجية أخرى. الجميع كان يتحرك هنا وهناك، ومن هنا إلى هناك وبالعكس، وبالفعل كانت حركة الانتقال بالطائرات نشطة جداً، ولكن الأهم هي حركة الانتقال بالسيارات على الطرق البرية. هناك تغيرات واضحة في سلوك السياح بمنطقة الخليج، سواء من الخليجيين أنفسهم، أو من المقيمين في دول الخليج من العرب. ففي الماضي، كنا نسمع أن الأجانب المقيمين في الخليج يسافرون بسياراتهم إلى مناطق سياحية بالدول الخليجية المجاورة للدولة التي يقيمون فيها، كانوا يعتبرون وجودهم في دولة خليجية فرصة لرؤية الدول الأخرى، فيسافرون بالبر ويقيمون في المحميات الطبيعية في الخيام، أو يذهبون إلى المدن التي يجدون بها معالم تاريخية أو ثقافية، أو أحياناً لمجرد زيارة دول جديدة في المنطقة. هذا السلوك الذي كان يصيبنا بالإعجاب والانبهار، بدأ ينتقل إلى السائح العربي المقيم في الخليج، وإلى السائح الخليجي أيضاً، أصبحت الإجازات السنوية التي تبدأ من ثلاثة أيام متصلة وما يزيد، موسماً سياحياً تنتقل فيه الأسر، وتنتقل فيه المجموعات من الشباب من مكان إلى آخر، ولم يعد التفكير في السفر إلى أوروبا أو آسيا هو الخيار الوحيد المطروح. بدأ السائح يبحث عن المناطق والأماكن السياحية، ويقوم بحجز تذاكر الطيران والفنادق بنفسه عبر الإنترنت، وبدأ يعرف المواقع التي تقدم عروضاً خاصة ومنخفضة السعر، بدأ يحجز رحلته مبكراً ويقدم على إجازته من العمل مبكراً، بعد أن ينظر إلى التقويم السنوي ويحدد أيام الإجازة والرحلة بدقة. هذا التغير الملحوظ في السلوك السياحي بالمنطقة يستوجب أيضاً تغييراً على الجانب المقابل، وهو جانب صناعة السياحة والسفر وجانب اتخاذ القرار من المسؤولين، فهو يستوجب أن نعيد التفكير في الكثير من الأمور، منها تسهيل إجراءات التنقل بين الدول الخليجية للمقيمين خاصة العرب منهم، فالأجانب غالباً ما تسمح لهم جنسياتهم بالدخول السهل عبر الحدود..! ومنها مثلاً سرعة إقرار التأشيرة السياحية الإقليمية الموحدة لدول الخليج، حيث يمكن للسائح العربي القادم من الدول العربية بالتنقل لمدة شهر مثلاً بين دول مجلس التعاون، دون التقيد بممرات الدخول والخروج من دولة إلى أخرى. ومنها أيضاً تعريف سياح المنطقة بشكل أكبر بالمعالم السياحية الترفيهية في الإمارات، وتشجيعهم على زيارتها.. فرغم أننا نملك العديد منها على مستوى الإمارات وأنفقنا عليها الملايين، لا تزال “المولات” هي الوجهة الأولى للسائح الخليجي والعربي..!! وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية a_thahli@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©