الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا انقسام بعد ربع قرن على «الوحدة»

3 نوفمبر 2014 22:28
قد يكون من الصعب بالنسبة لزوار برلين تصور كيف كان جدار برلين يوماً ما يفصل شرق ألمانيا الشيوعي عن غربها الصديق للولايات المتحدة. واليوم، يجري المسافرون للحاق بالمترو حيث كانت تقف القطارات منذ 40 عاما. كما تباع النقانق وتقام الحفلات الشعبية في المستودعات الفارغة على بعد أقدام من الموقع الذي قتل فيه سكان ألمانيا الشرقية على يد مواطنيهم عندما حاولوا عبور الحدود إلى الغرب. والأسبوع القادم، تحتفل ألمانيا بالذكرى الـ25 لسقوط جدار برلين، حيث يبدو، للوهلة الأولى، أن الدولة صارت أكثر اتحاداً من بعض الدول الأخرى التي لم تشهد أية انقسامات. بيد أن الأرقام والصور التي توضح الاختلافات في أنماط الحياة والمشاكل بين الألمان في شرق وغرب البلاد تروي قصة مختلفة. وبينما ذكر 75 بالمئة من الألمان الذين يعيشون في الشرق، في دراسة حديثة، أنهم يعتبرون توحيد بلادهم نجاحاً، لكن لم يوافق على هذا الرأي سوى نصف الألمان الغربيين. وهذا ليس التمييز الوحيد الذي يشير إلى أن الانفصال الذي حدث في الماضي لا يزال سائدا حتى اليوم. وتوضح إحدى الصور التي تم التقاطها من محطة الفضاء الدولية عام 2012 أحد هذه الفروق: فبينما تسطع ألمانيا الشرقية بالأضواء الصفراء، تشير الأجزاء الخضراء إلى القسم الغربي. وأوضحت «دانيلا أوجانشتاين»، المتحدثة باسم وزارة التنمية الحضرية في برلين، أن كل جزء كان يستخدم أضواء مختلفة. كما أن الأضواء نفسها تعكس اختلافا آخر: فالمصابيح المستخدمة في ألمانيا الغربية أكثر ملاءمة للبيئة، ما يعكس ظهور الحركة البيئية المدنية في السبعينيات والثمانينيات. وفي الوقت نفسه، كانت ألمانيا الشرقية مصدراً كبيراً للتلوث، حيث تعتمد بشكل كبير على الفحم. واليوم، فإن ألمانيا الشرقية هي قلب التحول إلى الطاقة المتجددة في البلاد. وتكشف البيانات مزيداً من الانقسامات بين الشرق والغرب. بعد سقوط جدار برلين، كان يتعين فجأة على الشركات والمصانع في ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقاً التنافس مع نظيراتها الأكثر كفاءة في الغرب. وجاءت الرأسمالية بسرعة كبيرة. فقد أفلس العديد من شركات ألمانيا الشرقية ولم يتمكن بعض المناطق من التعافي من الصدمة. وحتى يومنا هذا، فإن مستويات الدخل أقل بكثير في الشرق عنها في الغرب. وقد تصدرت أخبار البطالة العناوين الرئيسية هذا الصيف عندما بلغت أدنى مستوياتها منذ عقدين. غير أن هذا المعدل غير مقسم بالتساوي: فولايات ألمانيا الغربية السابقة لا تزال لديها معدلات توظيف أفضل من جاراتها الشرقية. ويرجع هذا جزئيا إلى أن الكثير من الشباب انتقلوا من المناطق الريفية الشرقية إلى الغرب. وأدى ذلك إلى وضع متناقض: فالعديد من الشباب في ألمانيا الشرقية الريفية يقولون إنهم مجبرون على الانتقال إلى الغرب أو إلى مدن أخرى أكبر بسبب الافتقار إلى الأجور التنافسية وفرص العمل. وبالتالي، فالعديد من الشركات في ألمانيا االشرقية لا تجد ما يكفي من المتدربين الشباب وهي الآن تقوم بتوظيف شباب من بولندا وجمهورية التشيك. والاختلافات الديموجرافية ليست فقط نتيجة للبطالة والفجوة في الدخل. فمعظم الأجانب الذين يقيمون في ألمانيا اختاروا الاستقرار في الأجزاء الغربية، وأدى وصولهم هناك إلى انخفاض متوسط الأعمار. وتفسر عوامل عديدة أسباب وجود عدد أصغر من السكان الأجانب في الشرق. فقبل سقوط جدار برلين، دعت ألمانيا الغربية العديد من الأتراك للإقامة في البلاد كعمال ضيوف، وكثير منهم لم يغادروا. وعلاوة على ذلك، فإن المناخ أقل مواءمة للأجانب في الشرق، وفقاً لدراسة أجرتها جامعة «لايبزج» على 16000 من الألمان خلال عشر سنوات. وتتزامن هذه النتائج مع وجود عدد أكبر للمتعاطفين من النازين الجدد اليمينيين. أما الحزب اليميني الوطني الديمقراطي، فيتمتع بتأييد خاص في الشرق، رغم عدم نجاحهم نسبياً في الانتخابات. ربما تجعل هذه المقارنات ألمانيا الشرقية مكاناً قاتماً للعيش فيه، ولكنها تتفوق على الغرب في بعض النواحي. فعلى سبيل المثال، فإن سكان المانيا الشرقية، الذين ظلوا يعانون نقصا في الغذاء حتى عام 1989، تعلموا الاقتصاد حيث لا يشترون سوى السلع الضرورية، ويبدو أن هذا هو الاتجاه السائد اليوم. ومن ناحية أخرى، فإن حكومة ألمانيا الشرقية تستثمر بقوة في مجال إنشاء مرافق رعاية الطفل. كما كانت الحقول الزراعية في ألمانيا الشرقية أكبر بكثير لأنها لم تكن مملوكة للأفراد. وبعد التوحيد، تغيرت مساحات الحقول كثيراً. ومن الأمور التي كانت أكثر شيوعاً في الشرق هو الحصول على لقاح الأنفلونزا، وحتى اليوم فإن سكان المانيا الشرقية ما زالوا متمسكين بذلك. ورغم الاختلافات السائدة، فالكثيرون ينظرون إلى توحيد ألمانيا باعتباره قدوة ناجحة. ريك نوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©