اعتبر معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس كليات التقنية العليا، أن نظام التعليم في مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة من المرحلة التمهيدية إلى الثانوية، لا يُكسب الخريجين الكفاءة اللازمة في اللغة الإنجليزية، وبالتالي فإن أغلبية خريجي الثانوية العامة الراغبين في الحصول على درجة البكالوريوس غير مهيئين للالتحاق مباشرةً بالبرنامج التخصصي الذي يختارونه.
وقال إن إتقان اللغة الإنكليزية كلغة ثانية هو أمر ضروري للمواطنين الذين يعيشون في مجتمع عولمي يحتم استخدام لغة عالمية مشتركة للعمل بفاعلية.
جاء ذلك خلال افتتاح معاليه، اليوم، في كلية دبي للطلاب، الذي تنظمه كليات التقنية العليا، بالاشتراك مع كامبريدج إيسول، تحت شعار “الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات: أفضل الممارسات”، والذي يستمر لمدة يومين.
وأعرب معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في كلمته التي افتتح بها المؤتمر، عن أمله في أن يساهم العمل المشترك بين كليات التقنية العليا وكامبريدج إيسول في عملية الإصلاح، بحيث تنتفي الحاجة مستقبلاً إلى الدراسة في البرنامج التحضيري في كلياتنا وجامعاتنا.
وأضاف أن اللغة العربية ستبقى أصل ونسب دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنها تحدد أصل أبنائها وتاريخهم وكيانهم، وقال: “من هذا المنطلق نحرص على الالتزام باستخدام وتطوير اللغة العربية، ويسعدني أن أبحاثكم ومساعيكم لن تقتصر على اللغة الإنجليزية وأنكم تسعون لتوفير البيانات اللازمة لتحديد وصف المستويات المرجعية للغة العربية أيضاً، لأن جميع الدول العربية بحاجة إلى هذه المعلومات إذا أريد لها المحافظة على استخدام اللغة العربية بكفاءة وفاعلية”.
وقال، إنه سيصبح بالإمكان في كليات التقنية العليا، العمل على الأبحاث التي تساعد في تحديد وصف المستويات المرجعية للغة الإنجليزية، لافتاً إلي أن هذا النوع من الأبحاث الواعدة يقدم تحليلاً فريداً مفصلاً موضوعياً عن المعنى الحقيقي للمستويات المختلفة في تعلم اللغات من حيث القواعد والمفردات، مؤكدا على ضرورة أن ينتج عن ذلك مجموعة من المستويات الواضحة تحدد كلّا من مستويات الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في اللغة الإنجليزية.
ولفت معاليه إلى أن مثل هذه المستويات تستحوذ على اهتمام مصممي المساقات ومؤلفي الكتب الدراسية، والفاحصين، والمدرسين، ومدربي المدرسين، ومتعلمي اللغات، كما أن فهم وتطبيق المستويات يؤدي إلى تحديد الأهداف وطرائق التعليم والتعلم وتقويم الكفاءة.
ويشارك في المؤتمر أكثر من 500 من الاختصاصيين اللغويين والمتخصصين البارزين من جميع أنحاء العالم، وتنبع أهميته من كونه يوفر الفرصة للاختصاصيين في تدريس اللغات وصناع القرار في قطاع التعليم، لفهم الإطار المرجعي الأوروبي المشترك وكيفية استخدامه في سبيل تطوير وتعزيز العملية التعليمية.
وسيقوم مدرسو اللغات العالميون بتبادل المعلومات العملية حول كيفية تحقيق الإفادة القصوى من الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في التعليم، والتقويم، وإعداد المناهج الدراسية، ووضع السياسات التعليمية.
ويستهدف المؤتمر صانعي السياسات التعليمية والاختصاصيين في تعليم اللغتين العربية والإنجليزية، كما يتيح الفرصة للحضور والمشاركين للاستماع إلى المنظور العالمي ومعرفة طريقة تنفيذ هذا الإطار في الأنظمة التعليمية المختلفة.
من جانبه، قال الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا، إن هذا المؤتمر يمثل التعاون بين جامعة كامبريدج “اختبارات إيسول” وكليات التقنية العليا، والذي من شأنه أن يعالج عملية تعليم وتعلم وتقويم اللغتين الإنجليزية والعربية في النظام التعليمي بالدولة وكيفية تنفيذ نظام الإطار المرجعي الأوروبي المشترك في المنطقة.
وأكد أهمية تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل في تنمية مهارات اللغة الإنجليزية لدى خريجي الثانوية العامة بالدولة، منوهاً بالدور الحيوي التي تؤديه كليات التقنية في هذا المضمار.
عدد اليوم
