الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جذور الإرهاب

14 أكتوبر 2015 00:18
في سنة 1983م تم إطلاق مشروع حدود الدم Blood Borders الذي يهدف إلى تقسيم وتفتيت الدول العربية والإسلامية إلى دويلات على أساس ديني ومذهبي وطائفي وتمت صياغته من مستشرق يهودي واعتمده الكونجرس ا?ميركي وأكده بوش الابن في 2003 حين صرح بأن واشنطن ستتبنى استراتيجية مستقبلية جديدة في الشرق الأوسط. وفي 2005 كشفت وزيرة الخارجية ا?ميركية كوندليزا رايس عن نية الإدارة ا?ميركية إنشاء ما يسمى الشرق ا?وسط الجديد، وأعلنت أن أميركا ستلجأ إلى نشر الفوضى الخلاقة Creative Chaos في منطقه الشرق الأوسط لنشر الديموقراطية والحرية في هذه الدول وبعد أحداث 11 سبتمبر وجدت أميركا منفذاً لتطبيق السياسات الجديدة في الشرق ا?وسط. وليس غريباً حين نرى اليوم آلاف المشردين والجوعى وآلاف المرضى واليتامى وقتل الآلاف وتدمير المدن وا?ثار حتى تحولت بلادنا العربية إلى مقابر وتحولت مناظرها الخلابة إلى مناظر تشبه مشاهد من الحربين العالميتين ا?ولى والثانية، ولكن الشيء الذي يؤلم القلب أن كل هذا الدمار حدث ويحدث بأياد عربية!!.. «القتل والتدمير» أصبح شعار الشرق ا?وسط الجديد، حيث تحولت الرحمة إلى لفظ يقرأ في القاموس ولا وجود له في عالم البشر.. نحن المسلمين أصحاب رسالة للعالمين نحمل في قلوبنا الخير والرحمة للبشرية نتحول في ليلة وضحاها إلى ذئاب بشرية تعوي ليلاً ونهاراً على إخوتنا وأخواتنا وعلى أبناء جلدتنا وعلى من يركع ويسجد لله رب العالمين لا لشيء إلا أنه خالفنا في الرأي ونازعنا أمرنا.. علمتنا الحروب أن عصر الردع بالسلاح قد ولى ولا يفلح إلا في شيء واحد فقط، وهو التدمير وقتل الأبرياء ونشر الفوضى ولا يمس شعرة واحدة من الإرهابيين، بل إن مصير تلك ا?سلحة التي تصرف عليها المليارات أن تكون في أيدي المقاومة أو الإرهابيين وسينقلب السحر على الساحر يوماً ما شاءت أم أبت تلك الدول التي لا تتقن إلا لغة السلاح. إننا نعيش اليوم في عصر تتقلب فيه الموازين في ليلة وضحاها فصديق اليوم هو عدو الغد وعدو اليوم هو صديق الغد تلك هي لغة السياسة العصرية ولن تربح، إلا ورقة المصالحة وإتقان الحوار والتفاهم ولنا في إيران أسوة في هذا المجال فبعد أن كانت عدوة الغرب لسنين طويلة صارت فجأة صديقة مقربة لهم وعضواً مهماً في اللعبة السياسية ورقماً صعباً، يحسب له ألف حساب لا لشيء، إلا لأنها استطاعت إدارة أزمة السلاح النووي إلى آخر لحظة من المحادثات وكسبت في نهايتها القضية. إن على العرب أن يعودوا لقواعدهم وتحديد من هو العدو الحقيقي فالمسلم ليس عدوك وان اختلفت معه دينياً وسياسياً يبقى أخاك وحرمة دمه أكبر من حرمة الكعبة المشرفة وباب الحوار هو المدخل لحل الأزمات والخلافات وعدم السماح ?ي طرف خارجي مهما كان بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول إلا من باب الإصلاح فتدخلها هو ما يزيد الطين بلة. على حكومات الدول العربية أن تجلس مع جميع طوائفها وأحزابها وتحديد المصير وتوزيع الحقائب الوزارية على الجميع بالتساوي دون إقصاء لأي طائفة أو حزب واعتماد سياسة صارمة لكل من تسول له نفسه التفريق بين أفراد الشعب أو نشر فتنة بينها بهذه الطريقة لن يجد المرضى الطائفيون والتكفيريون طريقاً إلى شعب متماسك متحاب متعاون يعتبر كل فرد فيه لبنة أساسية ودعامة قوية للوطن. متى سيتحقق الحلم العربي ونرى بلادنا العربية جنات ونهراً ووحدة ووئاماً واتحاداً وقوة تأخذ كل دولة بيد ا?خرى وتعين بعضها بعضاً لتقدم رسالة للعالمين بأن الإسلام هو الحل ا?مثل للمشكلات العصرية، وهو السبيل إلى سعادة البشرية ونيل حقوقها وتحقيق العدالة الاجتماعية. فيصل بن زاهر الكندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©