الشارقة (الاتحاد) - يبدو أن سقف التحدي عالٍ جداً أمام المهاجمين المشاركين في كأس العالم تحت 17 سنة «الإمارات 2013»، فمن أراد أن يسجل هدفاً أكثر جمالاً وسحراً وإثارة للإعجاب من ذلك الذي أحرزه الياباني كوسي أوريو، يتعين عليه التحلي بكثير من الجرأة والإبداع والخيال.
وفي مباراة أمس الأول، تمكن لاعب الوسط القصير القامة «1.65متر» من التلاعب بعناصر الفريق الروسي بعد ربع ساعة من عمر اللقاء مسجلاً هدف الفوز 1-صفر بتسديدة رائعة من بعد مسافة تفوق 25 متراً.
وفي تعليقه على تلك التحفة الفنية التي أبهر بها المشاهدين، قال بطل الساموراي لموقع »الفيفا»، عندما أخذت الكرة، رأيت أن لاعبي الفريق المنافس لم يضغطوا علي، كما أنني لاحظت موقع الحارس، وكل ما قمت به هو محاولة تجريب حظي بالاستناد إلى الغريزة، في الواقع، لا أستطيع أن أشرح ما حدث”.
صحيح أن تفسير كيفية تسجيل الهدف أمر صعب، لكن الأصعب هو تسديد الكرة بتلك الدرجة من الحدس والثقة في النفس، ولا سيما أن الحارس الماثل أمام المهاجم الياباني ليس سوى أنتون ميتريوشكين، بطل ملحمة نهائي التصفيات الأوروبية الذي منح فيه الفوز للمنتخب الروسي بفضل تصديه لثلاث ركلات ترجيحية ضد إيطاليا. لكن حامي العرين العملاق بدا عاجزاً تماماً أمام تسديدة أوريو هذه المرة، إذ لم تكن قامته الفارعة (1.87م) كافية لإبعاد كرة النجم الياباني التي انتهى بها المطاف في الزاوية اليمنى من المرمى.
الهدف النهائي
بعد أدائه الباهر، أصبح أوريو مفعماً بالثقة وهو يتطلع لمواجهة فنزويلا وتونس في المباراتين المتبقيتين ضمن فعاليات المجموعة الرابعة، حيث صرح قائلاً: «لقد درسنا بالفعل هذين الخصمين، ونحن نعرف السبيل إلى هزيمتهما، نريد الوصول إلى المباراة النهائية لكأس العالم، وآمل أن أعطي أفضل ما عندي لجعل هذا الحلم حقيقة على أرض الواقع». من المنطقي أن يطمح الساموراي إلى بلوغ موقعة حسم اللقب هنا في الإمارات، بعدما توقفت مسيرته في ربع النهائي في «المكسيك 2011»، ولتحقيق هذا الهدف، تستعد اليابان لنهائيات 2013 من فترة طويلة، حيث إن الحاضرين في الفريق الحالي مروا بعملية انتقاء دقيقة شملت ما يقرب من 200 لاعب، ليتقلص العدد في نهاية المطاف إلى 21 عنصراً يمثلون بلادهم أفضل تمثيل ويشرفون العلم الوطني أحسن تشريف، حيث أبانوا عن نضج تكتيكي كبير أربك حسابات الروس وأجهز على مخططاتهم.
وأدهش اليابانيون كل المتتبعين بقدرتهم الهائلة على الاحتفاظ بالكرة وفعاليتهم الخارقة في استرجاعها، حيث كان أوريو عنصراً نشطاً اضطلع على وجه الخصوص بالربط بين الخطوط في منتصف الملعب، وأوضح في هذا الشأن أن فريقه يتخذ من «برشلونة نموذجاً يُقتدى به، وبشكل عام من أسلوب كرة القدم الشاملة الذي انتهجته هولندا في السبعينيات».
عدد اليوم
