سيد عثمان (الفجيرة) - في ليلة مغربية خالصة، وأمام أكثر من 10 آلاف متفرج عاشت المجموعة الثالثة لنهائيات كأس لعالم للناشين التي تقام منافساتها باستاد الفجيرة مساء أمس الأول على وقع «أنغام الأسود» أبطال بلاد الأطلس الذين أسعدوا جماهيرهم الغفيرة بفوز رائع على كرواتيا 3-1، في الوقت الذي تغلب فيه منتخب أوزبكستان على بنما بهدفين، وعقب نهاية الجولة الأولى، تصدر منتخب المغرب قمة المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق الأهداف عن أوزبكستان الثاني، وجاء المنتخبان البنمي والكرواتي في المركزين الثالث والرابع برصيد «صفر».
في المباراة الأولى أسعد منتخب المغرب الجماهير الغفيرة التي ملأت ستاد الفجيرة عن آخره، عبر فوز عريض وأداء راقٍ ورائع اتسم بالقوة والجدية، وقبل المواجهة كانت المؤشرات ترجح كفة المنتخب الكرواتي، بوصفه أحد موازين القوى في أوروبا ونجح في التأهل، بعدما حطم آمال منتخبات شهيرة في «القارة العجوز»، بينما جاء تأهل المنتخب المغربي بـ «شق الأنفس» عبر المركز الرابع بالبطولة الأفريقية التي أقيمت في الدار البيضاء.
ولهذا حبست الجماهير المغربية والعربية أنفاسها خوفاً من خسارة ساحقة لسفير الكرة العربية في المجموعة الثالثة، ولكن سيناريو المباراة سار عكس توقعات الجميع، وكان «أسود الأطلس» قمة في العطاء والتركيز، والتهم منافسه بثلاثية، وعن جدارة.
حاول منتخب كرواتيا في الدقائق الأولى، استعراض عضلاته، عبر نجمه هاليلوفيتش، ولكن جاءت رياح البداية للكروات عكس ما يشتهيه الفريق الأوروبي، بعدما تألق بلكوش حارس المغرب، وأنقذ شباكه من هدف مبكر لهليلوفيتش، ثم جاء القائم المغربي ليتصدى لقذيفة لهليلوفيتش الذي اختفى بعدها وتوارى عن الأنظار، تحت الرقابة الشديدة للدفاع المغربي.
وكان الشوط الأول هو مفتاح الفوز للمنتخب المغربي، بعدما تألق «أسود أطلس» الذي أبدع في تقديم وجبة كروية دسمة في النصف الأول من المباراة بشكل خاص، من خلال الأداء القتالي والكرة الجميلة، وترجم كريم أشهبار كوكتيل المهارة واللعب السريع بإحراز هدفين للمغرب في الدقيقتين 26و39، وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة، أكمل نبيل الجعدي الثلاثية المغربية، بينما لم يفلح المنتخب الكرواتي في هز الشباك المغربية سوى مرة واحدة بالهدف اليتيم الذي سجله موريتش في الدقيقة 59.
وتعامل عبد الله الإدريسي مدرب المغرب بذكاء فهو يطمح للفوز، ليكون بوابته الأولى نحو التأهل للدور الثاني، وهو يعرف قدرات الفريق المنافس، فلعب بخطة متوازنة توفر الأمان لدفاعه، وتجعل منطقة المناورات «مغربية» خالصة، وكان النجم عمر العرجون أحد أبرز «صناع السعادة» للمنتخب المغربي، بعدما شكل ثنائياً رائعاً مع زميله كريم أشهبار، فهو لاعب مراوغ وسريع، يجيد الانطلاق من الجهة اليسرى، وتشكل كراته العرضية، واختراقاته خطورة كبيرة على الفريق المنافس.
ومن جانبه، قال نبيل الجعدي لاعب أندرلخت البلجيكي وصاحب الهدف الثالث للمغرب أنا سعيد جدا بالفوز الأول لنا بعدما قدمنا كرة جماعية أسعدت الجماهير الغفيرة التي آزرتنا وأشكر بدوري هذه الجماهير، وأنا على ثقة بأنها ستقف معنا وتشجعنا طوال مشوارنا بالبطولة، وأحب أن أؤكد لهذه الجماهير أننا سنعمل بقوة من أجل إسعادها وإدخال الفرحة في كل بيت بالمغرب، فهدفنا الأول هو رفع راية العلم المغربي خفاقة، وتشريف الكرة العربية.
وأضاف أن المواجهات الاولى الافتتاحية تشهد ضغطاً عصبياً على اللاعبين، ونحن نعمل على التخلص من هذا الضغط وأمام كرواتيا قدمنا مباراة كبيرة وحققنا فوزاً كنا جديرين به وجميع اللاعبين أسهموا بهذا الفوز ومعه بالطبع المدرب الذي وضع التكتيك وقاد الفريق للتأهل للمونديال وسوف يساهم أيضاً في استكمال مشوارنا نحو الأدوار التالية.
عدد اليوم
