دبي- محمود الحضري:
تنفيذا لرؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبدعم مباشر من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة وقعت شركة ألمنيوم دبي المحدودة ''دوبال'' وشركة مبادلة للتنمية تحالفا لتأسيس شركة ألمنيوم الإمارات ''إيمال''، والتي ستتخذ من أبوظبي مقرا لها·
وتبلغ تكاليف الشركة الجديدة 8 مليارات دولار (29,4 مليار درهم) وبطاقة إجمالية 1,4 مليون طن من الألمنيوم الأولي، لتصبح بذلك أكبر شركة ومصهر ألمنيوم في العالم، وستدخل المرحلة الأولى في الإنتاج بحلول العام ،2010 بينما ستدخل المرحلة الثانية للمشروع الإنتاج خلال العام ·2013
وأفاد القائمون على المشروع في مؤتمر صحفي أمس في مقر شركة ''دوبال'' بدبي أن أعمال الإنشاءات في المشروع ستبدأ في مايو المقبل، عقب مناقصة الأعمال الهندسية والتوريد المتوقع لها أبريل المقبل، مشيرين الى أن المشروع يمثل نقلة جديدة في القطاع الصناعي لتعزز من مركز الإمارات في صناعة الألمنيوم، لتصبح أهم منتج لهذه الصناعة في العالم، مؤكدين أن المشروع من الناحية الاقتصادية ووفقا لدراسة الجدوى سيحقق عوائد ممتازة، ويصبح لاعبا رئيسيا في الاقتصاد الوطني للدولة·
وقام بالتوقيع على اتفاقية التطوير المشترك كل من معالي خلدون خليفة المبارك الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمبادلة للتنمية، وعبد الله جاسم بن كلبان الرئيس التنفيذي لدوبال،وبحضور كل من معالي أحمد حميد الطاير نائب رئيس مجلس إدارة دوبال، ومعالي محمد أحمد البواردي نائب رئيس مجلس إدارة مبادلة للتنمية وأعضــــــاء مجـــــالس الإدارة في الشركتين·
ووصف معالي خلدون المبارك الاتفاقية بأنها تاريخية، لافتا إلى أن الجانبين سيقومان بموجبها بتنفيذ المشروع على مرحلتين لبناء وتشغيل مجمع صناعي ضخم لإنتاج الألمنيوم بالإضافة إلى المنشآت الأخرى التابعة له وذلك في ميناء ومنطقة خليفة الصناعية في أبوظبي، موضحا أن حكومة أبوظبي أكدت التزامها بتخصيص الأرض للمشروع في منطقة الطويلة الصناعية، وبتوريد الغاز اللازم لمراحل المصهر·
وأضاف: سيقام المشروع على مساحة 6 كيلومترات مربعة، وبواقع كيلو مترين وثلاثة كيلو مترات للطول والعرض،لافتا إلى أن تكاليف المرحلة الأولى تبلغ 5 مليارات دولار (18,4 مليار درهم) وبطاقة 700 ألف طن، وسيتم إنجازها في عام ،2010 بينما تصل تكاليف المرحلة الثانية مبدئيا إلى حوالي 3 مليارات دولار (11 مليار درهم)، وبطاقة 700 ألف طن سنويا، لتصل الطاقة الإجمالية للمشروع الى 1,4 مليون طن، ليصبح مشروع (ايمال) أضخم مصهر مستقل لإنتاج الألمنيوم في العالم·
وردا على سؤال لـ ''الاتحاد'' حول آلية التمويل افاد خلدون المبارك أن مبادلة ودوبال تتقاسمان رأسمال المشروع، وسيتم تأسيس شركة مستقلة بمرسوم أميري من حكومة أبوظبي، ستتولى بدورها عمليات إدارة المشروع وتمويله، حيث سيتم التمويل وفق الأسس المتعارف عليها من جانب المؤسسين، موضحا بانه تم تعيين ''سيتي بنك'' مستشارا للتمويل، مشيرا الى أن 70 في المئة من التمويل ستتم من خلال البنوك، و30 في المئة من جانب الشركاء·
واشار الى أن الجانبين يعكفان حاليا على وضع الخطط والدراسات لتأسيس شركة إيمال و التي تتقاسم مبادلة للتنمية ودوبال ملكيتها مناصفة حيث ستقوم إيمال بالإشراف على تشغيل وإدارة مصهر الألمنيوم الجديد·
وأوضح خلدون ان التحالف الاستراتيجي الهام بين دوبال ومبادلة للتنمية يمثل حدثا تاريخيا وقفزة نوعية كبرى تعزز المسيرة التنموية لاقتصادنا الوطني عبر تحسين سبل الاستفادة من الخبرات الممتازة التي تحظى بها الإمارات، كما أن التحالف الاستراتيجي المميز يمثل الانطلاقة والخطوة الأولى ضمن مجموعة من مبادرات ومشروعات التعاون والتطوير المشترك بين مبادلة للتنمية ودوبال، لافتا الى أن هذا المشروع سيكون احد العناصر الاساسية في الاقتصاد الوطني للدولة·
وقال ان التحالف الاستراتيجي جاء بدعم مباشر من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية والصناعة·
وأضاف خلدون خليفة المبارك: لاشك أن التعاون مع دوبال لإنجاز هذا المشروع الحيوي والهام سيضمن النمو المستمر والفعال للقطاع الصناعي في الدولة· ومع وجود شريك بهذه الخبرة والموارد سنتمكن بالتأكيد من تنفيذ مشروع متفوق على المستوى العالمي، وتتمتع دوبال ومبادلة للتنمية بقدرات وموارد تؤهلها لتصميم وتنفيذ وتشغيل مشاريع عملاقة بهذا الحجم·
وذكر عبد الله جاسم بن كلبان أن الإمارات استطاعت أن تقطع أشواطاً طويلة في كافة الجوانب التنموية وذلك بفضل الدعم الكبير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي، وبفضل المساعي الحثيثة التي يبذلانها لكي تنعم البلاد بالتقدم والازدهار لاسيما في المجالات الاقتصادية والصناعية·
واضاف أن الاتفاق لحظة خالدة تؤرخ لمرحلة جديدة وانطلاقة لنقلة في النمو الاقتصادي والصناعي في الدولة وفي المنطقة ككل، لافتا في رده على سؤال لـ ''الاتحاد'' أن المشروع جاء بعد دراسة شاملة من جانب المؤسسين، ودراسة السوق العالمية والإقليمية، واحتياجاتهما من الألمنيوم، موضحا أن الطلب العالمي ينمو بمعدل 4 في المئة في الوقت الذي يصل الاستهلاك في العالم الى 35 مليون طن، وهو ما يعني الحاجة سنويا الى 1,4 مليون طن إضافي من الألمنيوم، وفي ضوء ذلك فان أمام المشروع فرصا كبيرة لتسويق منتجاته، كما أن التوقعات بالعائد الاقتصادي ممتازة، رافضا الإفصاح عن نسبة العائد المتوقعة، الا أنه قال إن المشروع واعد جدا، ونتطلع الى فرص كبيرة في أسواق الشرق الأوسط، ،الولايات المتحدة، والسوق اليابانية والآسيوية، والأوروبية كذلك بالرغم من تداعيات ضريبة الألمنيوم الأوروبية المفروضة على صادرات الألمنيوم بواقع 6 في المئة·
وأوضح عبد الله جاسم بن كلبان: ''يعود الجمع والتناغم الرائع بين خبرات مبادلة للتنمية والمعرفة التقنية المميزة لدوبال وخبراتها بهذا المجال التي تمتد لأكثر من 26 عاما، بعظيم الفائدة على هذه الشراكة الجديدة، في ظل التوجه المتواصل لدولة الإمارات العربية المتحدة نحو تنويع مصادر الدخل وتدشين المشروعات التنموية العملاقة مما يساعد في توفير المزيد من فرص العمل لمواطني الدولة·''
وأضاف عبد الله جاسم بن كلبان: نؤمن أن هناك مجالا واسعاً لطاقة إنتاجية إضافية على خلفية الطلب العالمي القوي الذي ينمو بمعدل سنوي بنسبة 4% وهو ما يعكس بجلاء الحاجة إلى تدشين مصهر أو مصهرين جديدين كل عام وهو الأمر الذي لا يتحقق في الوقت الراهن·
عدد اليوم
