الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الأميركية... أساطير حول «أصوات اللاتين»

9 أكتوبر 2012
فـي ما يتعلـق بأصوات الأميركيين من أصول لاتينية التي تشارك في الانتخابات الأميركية هناك خمس أساطير أساسية تخيم على الرأي العام والمراقبين حان الوقت لتفنيدها، أولاً هناك من يقول إن اللاتين لا يصوتون ولا يشاركون أصلاً في الحياة السياسية، والحال أنهم يشاركون بأعداد متزايدة، فحسب الأرقام الأخيرة لمكتب الإحصاء ارتفع عدد اللاتين المصوتين من أقل من أربعة ملايين شخص في 1988 إلى 9.7 في انتخابات 2008. وتتوقع الجمعية الوطنية للمنتخبين والمسؤولين اللاتين أن يقفز عدد المصوتين في صفوف هذه الفئة خلال انتخابات 2012 إلى 12.2 مليون نسمة، أي بنسبة ارتفاع تصل إلى 26 في المئة مقارنة بالعام 2008، كما أن حصة أصوات اللاتين في الكتلة الناخبة على الصعيد الوطني تزايدت من 3.6 في المئة خلال 1988 إلى 7.4 في المئة خلال 2008 وربما ترتفع النسبة إلى 9 في المئة خلال الانتخابات القادمة، ومع أنه فقط 55 في المئة من اللاتين المؤهلين للتصويت يسجلون أنفسهم في اللوائح الانتخابية، إلا أن 70 في المئة من المسجلين يدلون بأصواتهم. والحقيقة أن تأثيرهم واضح في بعض الولايات الأميركية مثل كاليفورنيا التي حولها اللاتين على الدوام إلى ولاية "ديمقراطية"، بالإضافة إلى فلوريدا التي من دون دعم اللاتين ما استطاع رئيس "جمهوري" دخول البيت الأبيض، وفي الانتخابات المقبلة سيكون الصوت اللاتيني حاسماً في عدد من الولايات مثل كلورادو ونيفادا وأريزونا وفيرجينيا. وفيما عدا نسبة المشاركة يرى البعض في الأسطورة الثانية أن اللاتين هم أكثر ميلاً إلى المحافظين ومن ثم أكثر مناصرة لـ"الجمهوريين"، لكن الواقع يؤكد غير ذلك، فرغم الطابع المحافظ للأميركيين من أصول لاتينية في عدد من القضايا الاجتماعية مثل الإجهاض والزواج المثلي مقارنة بباقي الشرائح، إلا أن القضايا الاجتماعية لا تحدد الوجهة التي سيختارها اللاتين في الانتخابات. فحسب مركز "بيو" للأبحاث يُعرف اللاتين أنفسهم كديمقراطيين بأكثر من ثلاثة مقابل واحد، بل إن التفوق "الديمقراطي" لدى اللاتين هو أوضح في ولايات مثل نيويورك ونيوجيرسي، هذا بالإضافة إلى أن الكتلة اللاتينية ليست منسجمة فيما بينها، إذ فيما يميل الأميركيون من أصول بورتوريكية إلى الديمقراطيين يقل هذا التوجه عند الأميركيين المكسيكيين، ويبقى الأميركيون من أصول كوبية الأكثر تحمساً للجمهوريين وإن كان ارتباطهم بالحزب في انحدار مستمر. أما الأسطورة الثالثة التي تحيط بأصوات اللاتين فترتبط بتفضيلهم للخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، وبالتالي تصويتهم لصالح الديمقراطيين في جميع الحالات. والحال أنه رغم تصويت اللاتين التقليدي والتاريخي لصالح "الديمقراطيين"، يبقى هذا الدعم خاضعاً لعدد من العوامل المتنوعة التي قد تطيح بحظوظ المرشحين "الديمقراطيين"، ومن تلك العوامل مدى تواصل المرشح مع الجمهور اللاتيني واستمالته لهم من خلال مواقفه السياسية، لذا رغم تأييد اللاتين للخدمات الاجتماعية ومطالبتهم بها، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة انحيازهم المطلق إلى الحزب "الديمقراطي". وعلى سبيل المثال تراوحت نسبة الأصوات اللاتينية التي ذهبت للمرشحين "الديمقراطيين" في الانتخابات الرئاسية بين نسبة 85 في المئة خلال الستينيات عندما منحت تلك النسبة التفوق لجون كينيدي في ولاية تكساس، إلى نسبة 56 في المئة سنة 1980 بالنسبة للمرشح جيمي كارتر الذي خسر أمام رونالد ريجان، وقبل أربع سنوات صوت لصالح أوباما 67 في المئة من اللاتينيين، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم سيعيدون التصويت عليه بنفس الكثافة. وفي الأسطورة الرابعة يصر بعض المراقبين أن ما يهم اللاتين في الانتخابات الأميركية هي القضايا المرتبطة بالهجرة دون غيرها، في حين تُظهر استطلاعات الرأي التي تهتم بأصوات الأميركيين من أصول لاتينية أن ما يشغلهم في المقام الأول هو خلق الوظائف وحل الأزمة الاقتصادية، فيما تحتل مطالب إصلاح قانون الهجرة المرتبة الثانية تليها قضايا التعليم والرعاية الصحية. ولا يعني ذلـك لا أن الناخبين اللاتين لا يهتمون بما يتعرض له المهاجرون غير الشرعيين حالياً من ملاحقة وترحيل، إذ لا يمكن فصل انشغالات تلك الفئة من الأميركيين بموضوع الهجرة، لا سيما وأن العديد من العائلات تضم في صفوفهم مهاجرين شرعيين وآخرين سريين، وحسب استطلاعات الرأي فإن 53 في المئة من الناخبين اللاتين المسجلين في اللوائح الانتخابية يعرفون شخصاً يعيش بينهم دون أوراق، فيما 25 في المئة منهم يعرفون شخصاً تعرض للتوقيف ثم الترحيل لأسباب متعلقة بالهجرة. وأخيراً تبرز الأسطورة الخامسة التي تقول إن اللاتين أكثر تفاعلاً مع المرشح اللاتيني الذين يغدقون عليه بأصواتهم، بل إنهم حسب الأسطورة أكثر ميلاً للتصويت على من يتحدث الإسبانية، لكن ذلك غير صحيح، لا سيما إذا كانت المواقف السياسية للمرشح اللاتيني تتعارض مع تطلعات وانشغالات الناخبين اللاتين. والحقيقـة.. أن القضايـا الأساسيـة هـي ما تحدد توجهات الناخبين وليس الأصول العرقية للمرشح، وعلى سبيل المثال حصل المرشح الديمقراطي "ديان دينيش" في انتخابات ولاية نيو ميكسيكو على 61 في المئة من أصوات اللاتين فيما لم تنل "سوزانا مارتينز" ذات الأصول اللاتينية والمعروفة بمواقفها المتشددة من الهجرة سوى على 38 في المئة من أصوات الناخبين اللاتين. فاليري مارتينيز-إيبرز أستاذة العلوم السياسية بجامعة تكساس الشمالية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©