الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

هذه المرة لن يعود

19 أكتوبر 2013 23:10
عرفت كرتنا مدربين كثراً، يأتون ويذهبون فبعضهم يترك بصمة وبعضهم لا نتذكر حتى اسمه، أما الفرنسي ميتسو فقد ارتبط مع كرتنا بالعديد من المحطات، وسنوات طويلة عاشها بيننا شهدت الكثير من الإنجازات والانتصارات، كما شهدت محطات الهروب والانكسارات، وسيبقى ميتسو أحد أفضل المدربين الذين عرفتهم كرة الإمارات. في العام 2002، جاء إلينا عبر بوابة العين، وقاد الفريق خلال سنتين ليقدم لنا البنفسج الأروع تاريخياً، وليقود الفريق إلى لقب الدوري لموسمين متتاليين ثم يهدي كرتنا قبل نادي العين حبة الكرز، والبطولة الأهم للإمارات على مستوى الأندية، عندما عاد من بانكوك متوجاً بالبطولة الآسيوية. وبعدها مباشرة أخل ببنود عقده مع الزعيم، وفضل الرحيل لخوض تحدٍ جديد في قطر، فوصفناه بالخائن الهارب وتناسينا كل محاسنه ولم نتذكر سوى العيوب، واختفت لقطات التتويج وحل محلها مشهد الهروب، نعم كنا نكذب على أنفسنا وندعي أننا طوينا صفحته تماماً رغم أننا كنا على يقين أنه طال الزمان أو قصر، سيعود يوماً من قطر. وبالفعل فقد عاد مدرباً للأبيض الكبير وقبل المشاركة في «خليجي 18» التي أقيمت في أبوظبي عام 2007، ولم يخيب ظننا، عندما قاد أبيضنا إلى اللقب الأول، وابتسمت لنا الكأس الخليجية بعد سنوات من العبوس، والأبيض أخيراً هو بطل الخليج وحمل اللاعبون ميتسو على الأعناق في مشهد التتويج. ثم واصل ميتسو هوايته وبعد عام واحد من الفوز باللقب الخليجي، فقد رحل وذهب وقلنا إنه هرب، وعاد إلى قطر مدرباً للعنابي، ووصفناه بالخائن الهارب وخانتنا الذاكرة مجدداً ونسينا مشهد الفرحة، ومع ذلك كنا ندرك أنه سيعود، وأنه طال الزمان أو قصر سيعود يوماً من قطر. ميتسو كلما ذهب كان يدفعه الحنين ليعود، وهذه المرة جاء مدرباً للفهود، جاء ليعيد الابتسامة إلى بني الأصفر وعشاق نادي الوصل، ولكن لم تستمر الرحلة طويلاً، فقد تقدم باستقالته وهذه المرة لم يكن يمارس هوايته، ولكنه المرض الخبيث الذي أصابه ولم يمهله طويلاً فقد توقف قلبه وقضى نحبه، وتوفاه الله بعد ثلاثة أيام بالضبط من ذكرى مرور عشر سنوات على تتويجه باللقب الآسيوي مع العين. رحم الله عبدالكريم ميتسو، وفي كل مرة كان يرحل عنا كنا على يقين أنه سيعود، ولكن هذه المرة تختلف فقد رحل إلى دار خير من دارنا وجوار خير من جوارنا، وهذه المرة كلنا يقين أنه لن يعود، فقد انتقل من الحياة الفانية إلى دار البقاء والخلود. Rashed.alzaabi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©