الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفلبين... سلام وشيك مع «جبهة مورو»

9 أكتوبر 2012
أعلن الرئيس الفلبيني "بنينو أكينو" الأحد الماضي، أن حكومته قد توصلت إلى اتفاق سلام مبدئي مع أكبر مجموعة إسلامية متمردة وهو ما يمثل اختراقاً كبيراً نحو إنهاء تمرد مستمر منذ عدة عقود. وقال "أكينو" إن "الاتفاق الإطاري" أو خريطة الطريق لمنطقة حكم ذاتي جديدة للأقلية المسلمة التي تعيش في المنطقة الجنوبية من الفلبين ذات الأغلبية الرومانية الكاثوليكية، يعتبر ضمانة بأن متمردي جبهة "مورو" الإسلامية لن يسعوا بعد الآن للانفصال عن البلاد. والاتفاق المقرر توقيعه في الخامس عشر من أكتوبر الحالي في مانيلا، يتضمن مبادئ عامة متعلقة بالموضوعات الرئيسية بما في ذلك نطاق السلطة، والعوائد المالية ومنطقة الحكم الذاتي الإسلامي. وإذا مضى كل شيء على ما يرام يصبح من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بحلول عام 2016 وهو العام الذي ستنتهي فيه فترة ولاية الرئيس أكينو( 6 سنوات). "هذا الاتفاق الإطاري يمهد الطريق للتوصل إلى سلام نهائي ومستمر في مينداناو"، كان هذا ما قاله الرئيس أكينو تعليقاً على الاتفاق، ومشيراً إلى تلك الجزيرة الجنوبية التي تعتبر موطناً لمسلمي البلاد. وأضاف الرئيس الفلبيني:"وهذا يعني أن الأيدي التي حملت البنادق ذات يوم سوف تضع تلك البنادق جانباً وتنخرط في حراثة الأرض، وبيع المحاصيل، والانضمام لمراكز العمل، واستغلال الفرص المتاحة". ولكنه حذر من أن"العمل لن يتوقف عند هذا الحد"، وأن الجانبين ما زالا يحتاجان إلى الانتهاء من تفاصيل الاتفاق. وقال مسؤولون رسميون وزعماء من حركة التمرد إن المحادثات المتعلقة باستكمال تفاصيل الاتفاق يتوقع أن تكون صعبة، ولكنها قابلة للاجتياز مع ذلك. وتعتبر الصفقة أهم اتفاق يتم تحقيقه خلال خمسة عشر عاماً من المفاوضات المتقطعة مع "جبهة تحرير مورو" التي تضم في صفوفها 11 ألف رجل، وذلك من أجل إنهاء الانتفاضة ضد الحكومة والتي أدت إلى مصرع ما لا يقل عن 120 ألف شخص، وترحيل مليونين آخرين من مناطقهم، وتعطيل حركة التنمية في الجنوب بشكل عام. وقد ظلت الحكومات الغربية تعبر في مناسبات مختلفة عن قلقها من إمكانية تحول تلك الجزيرة إلى مركز تفريخ للمتطرفين المرتبطين بتنظيم"القاعدة". جاء في نص الاتفاق المكون من 13 صفحة" يتفق الطرفان على أن الأوضاع الحالية لم تعد مقبولة"، ويدعو الاتفاق إلى إنشاء منطقة حكم ذاتي للمسلمين يطلق عليها"بانجسامورو" للحلول محل المنطقة الموجودة حالياً والتي تمت إقامتها عام 1989، والتي صنفها "أكينو" بأنها تمثل "تجربة فاشلة" بسبب تفشي الفقر والفساد اللذين أجبرا الكثيرين على" التعبير عن غضبهم من المظالم التي يتعرضون لها من خلال فوهات البنادق". ينص الاتفاق أيضاً تأسيس لجنة مؤقتة مكونة من 15 عضواً تكون مهمتها الانتهاء من التفاصيل الخاصة بالاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه، والخاصة بقانون ينص على إقامة منطقة حكم ذاتي جديدة للمسلمين تم إصداره منذ عامين على وجه التقريب. ونص الاتفاق على أن القوات المتمردة"سيتم تقليص نشاطها تدريجياً إلى المرحلة التي تصبح فيها خارج نطاق العمل" غير أنه- الاتفاق – لم يتضمن تحديد جدول زمني لتحقيق ذلك. وستستمر حكومة الفلبين المركزية في ممارسة سلطة حصرية حول مسائل الدفاع والأمن والسياسة الخارجية، والمالية في منطقة الحكم الذاتي الجديدة، التي سيضمن فيها المسلمون نصيباً عادلاً من المداخيل والضرائب وعوائد الأوقاف الوطنية وحماية القانون وفرص الوصول إلى مؤسسات العدالة غير المتحيزة- وفقاً للرئيس أكينو. متمردو جبهة "مورو" قد تخلوا في وقت سابق عن مطالبهم بالانفصال عن الفلبين وإنشاء دولة إسلامية مستقلة وأعلنوا نبذهم للإرهاب. وقال مفاوضهم الرئيسي" مهاجر إقبال" إن مجموعته لن تضع أسلحتها بشكل كامل إلا بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي. وقال إن المتمردين يمكن أن يكونوا حزباً سياسياً ويخوضوا انتخابات ديمقراطية للحصول على فرصة لقيادة منطقة الحكم الذاتي التي حاربوا من أجلها طويلاً. وفي "كوالالمبور" قال مفاوض الحكومة الفلبينية الرئيسي"مارفيك ليونين" إن الجانبين يواجهان تحدياً هائلاً فيما يتعلق بصياغة التفاصيل المتعلقة بالاتفاق المبدئي، وقال في هذا الخصوص"نحن لسنا ساذجين كي نفترض أنه لن تواجهنا عقبات، ولكن الحكومة الفلبينية ستدافع عن الاتفاق في جميع الأحوال". والتحديات التي واجهت التوصل للاتفاق كانت عديدة: ففي عام 2008 تعطلت الخطط المتعلقة بالتوقيع على اتفاق مماثل عندما ذهب أحد الخصوم إلى المحكمة العليا التي حكمت بأن الاتفاق غير دستوري مما أدى إلى العودة للقتال بين قوات الجبهة، وبين الحكومة قبل أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار. كما انفصل أحد قادة الجبهة المتشددين وهو "أميريل امبرا كاتو" وكون مجموعة جديدة معارضة للمفاوضات بين الجبهة والحكومة. ولم يتوقف الأمر على هذا الحد حيث قام مقاتلون سابقون للحركة بتكوين مجموعة صغيرة شديدة الشراسة مرتبطة بتنظيم "القاعدة" يطلق عليها مجموعة "أبوسياف"، وهي المجموعات التي اشتهرت فيما بعد بسبب سمعتها السيئة في شن الهجمات والتفجيرات والخطف وقطع الرؤوس، وذلك قبل أن تتمكن هجمات الجيش الفلبيني المدعومة من قبل قوات أميركية بإبادة العديد من مقاتليه. إيلين نج - جيم جومز مانيلا - الفلبين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©