أفشلت قوات عسكرية، موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس الخميس، بالعاصمة صنعاء، مخططاً لمئات المسلحين من مؤيدي الحزب الحاكم، بالهجوم على تظاهرة احتجاجية مناهضة للنظام.
وشكل عشرات الجنود، التابعين للواء الرابع، المنشق عن “الفرقة الأولى مدرع”، المؤيدة لمطالب المحتجين الشباب، حاجزين أمنيين، في جولة سبأ، بمنطقة الحصبة، شمال غرب صنعاء، ومنعوا عشرات آلاف المحتجين المدنيين من التقدم باتجاه جولة الصياح، بعد أن احتل المئات من أنصار الرئيس اليمني، الشارع المؤدي إليها، وهم يحملون أسلحة نارية وبيضاء، من بينها سيوف وخناجر. وكانت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية والشعبية” قد دعت، الليلة قبل الماضية، أنصارها في صنعاء إلى الخروج في مسيرة احتجاجية تجوب شارع الدائري الغربي، مروراً بجولات سبأ، الصياح، ومأرب، وصولاً إلى منطقة شعوب (وسط) ثم العودة إلى ساحة المخيم الاحتجاجي قبالة جامعة صنعاء، والمقام منذ 17 فبراير الماضي.
وانطلقت المسيرة الاحتجاجية، من ساحة المخيم، التي أطلق عليها المحتجون اسم “ساحة التغيير”، قبل أن تتوقف لمدة ساعة في جولة سبأ، وعلى بعد 500 متر من أنصار حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، الذين كانوا يلوحون بأسلحتهم النارية والبيضاء والهراوات، وهم يرفعون صور الرئيس علي عبد الله صالح.
وعزز اللواء الرابع قواته المرابطة في جولة “سبأ” بسيارات عسكرية وعشرات الجنود الذين منعوا تقدم المحتجين المحاطين بحراسة من قبل قوات تابعة للفرقة الأولى مدرع باتجاه أنصار الرئيس اليمني، الذين رفضوا الانصياع لمطالب ضباط عسكريين بالرجوع إلى ميدان التحرير، الذي يعتصم فيه مئات المسلحين القبليين منذ 3 فبراير الماضي. وناشد الضباط والجنود في اللواء الموالي لصالح المحتجين الشباب تعديل مسار مسيرتهم، من خلال المرور عبر شارع القيادة والعودة إلى مخيمهم. وخلع الضباط قبعاتهم العسكرية ورتبهم لقيادة المسيرة الاحتجاجية، في صورة تُمثل في أعراف اليمنيين أقصى حالات المناشدة والرجاء. وقال ضابط برتبة مقدم، طالباً عدم الكشف عن هويته، لـ”الاتحاد”: “نحن جيش الشعب اليمني .. لسنا مع هؤلاء أو أولئك .. وموقفنا يهدف إلى حقن الدماء”. وانتقد جنود آخرون موقف مؤيدي النظام الحاكم، الذي قالوا إنه يهدف إلى “استفزاز” المحتجين المدنيين، الذين كانوا يهتفون “من يحمي صالح .. هو خائن”.
وقد استجاب المتظاهرون لمطالب قوات اللواء الرابع وأكملوا مسيرتهم عبر شارع القيادة.
عدد اليوم
