الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رحيل القذافي بيد «الجرذان» بعد 42 عاماً من الحكم المطلق

21 أكتوبر 2011 10:41
حكم العقيد معمر القذافي الذي أعلن المجلس الوطني الانتقالي مقتله أمس، ليبيا 42 عاماً بقبضة من حديد. وقد اضطرته انتفاضة دامت 8 أشهر مدعومة بتدخل من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، على الفرار من عاصمته طرابلس في أغسطس الماضي، ليحل محله المجلس الوطني الانتقالي. واستمر القذافي (69 عاماً) الذي كان يدعي أنه “عميد” القادة العرب و”ملك ملوك أفريقيا”، حتى النهاية يدعوا إلى “مقاومة الصليبيين” الغربيين والانتصار على “الثوار” الذين وصفهم بـ”الجرذان” وقال إنهم موالون لتنظيم “القاعدة”. وقد أعلن أولئك “الجرذان” مقتله في سرت مسقط رأسه التي كانت محاصرة منذ عدة أسابيع. ولد القذافي على حد قوله، في 7 يونيو 1942 تحت خيمة بدوية في صحراء سرت لعائلة رعاة فقيرة من قبيلة القذاذفة ونشأ على تربية دينية صارمة بقي وفياً لها، والتحق بالجيش في 1965. وفي السابعة والعشرين من العمر، أطاح مع 11 ضابطاً آخر في الفاتح من سبتمبر 1969، نظام الملك الليبي المسن إدريس السنوسي الذي كان في فترة نقاهة في تركيا دون إراقة قطرة دم واحدة. والقذافي الذي أعلن نفسه “ملك ملوك أفريقيا” أصبح عميد القادة الأفارقة منذ وفاة رئيس الغابون عمر بونجو. وفرض القذافي نفسه “قائداً للثورة” وحصل على دعم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر. وفي مارس 1977، أعلن قيام “الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى” التي يتولى فيها الشعب “السلطة مباشرة” مع “مؤتمر الشعب العام” (برلمان) و”اللجنة الشعبية العامة” المكلفة بتنفيذ تعليمات المؤتمر العام. وأثار القذافي استغراب من حوله لا سيما الغربيين بسبب غرابة أسلوب حياته وأزيائه التقليدية وطريقته في ممارسة السلطة وتصريحاته ونظرياته المبتكرة. واتخذ القذافي قراراته في أغلب الأحيان من خيمته المتنقلة في الصحراء بحماية وحدات أمنية من النساء بالزي العسكري، والتي رافقته في معظم رحلاته إلى الخارج. ويكتفي القذافي بالقليل من القوت لا سيما من حليب النوق. وقد تميز بسلوكه وتصريحاته التي أثارت ضجة ولا سيما انتقاداته لنظرائه العرب. ففي القمة العربية في 1988 ارتدى قفازاً أبيض بيده اليمنى. وقال حينذاك إنه لا يريد مصافحة “أياد لطخت بالدماء”. وفي إحدى القمم العربية، جلس قرب العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز وهو يدخن سيجاراً وينفث الدخان في وجهه. ويرى القذافي أن “كتابه الأخضر” يشكل الحل الوحيد للبشرية ويؤكد أن الديمقراطية لا يمكن إحلالها عبر صناديق الاقتراع، معتبرا أن “الانتخابات مهزلة”. وتحول القذافي إلى أحد “ألد أعداء” الغرب بعد اعتداءين، الأول على طائرة تابعة لشركة “بانام” الأميركية انفجرت فوق بلدة لوكربي الأسكتلندية ما اسفر عن سقوط 270 قتيلاً في 21 ديسمبر 1988، والثاني على طائرة تابعة لشركة “أوتا” الفرنسية فوق صحراء تينيري بالنيجر في 19 يوليو 1989 أودى بـ(170 قتيلاً). وفي تسعينات القرن الماضي تحول القذافي الذي أضعف موقعه على الساحة الدولية والعربية، إلى القارة الأفريقية. لكن وبعد أن ظل لعقود ينعت بأنه رئيس دولة “إرهابية مارقة”، قرر التصالح مع الغرب. وفي 2003 أعلن بشكل مفاجئ تخليه عن برامجه السرية للتسلح ثم أقر بمسؤولية معنوية عن حادث لوكربي وحادث الطائرة الفرنسية ودفع تعويضات لعائلات الضحايا بهدف رفع الحظر الاقتصادي والجوي المفروض على بلاده. واستقبل القذافي القادة الغربيين في حين خصه مسؤولون في الغرب باستقبال رسمي كما كان الحال في باريس وروما مما أثار جدلاً. كما نجح القذافي في 2008 في تنقية علاقاته مع إيطاليا، القوة المستعمرة لبلاده سابقاً والتي حصل منها على اعتذار عن الحقبة الاستعمارية و5 مليارات دولار من التعويضات. وحصل القذافي على الإفراج عن عبد الباسط المقرحي الذي كان يمضي في أسكتلندا عقوبة بالسجن إثر إدانته باعتداء لوكربي، لأسباب صحية. كما زار الرئيس السويسري هانس رودولف ميرتس ليبيا واعتذر عن توقيف أحد أبناء القذافي في جنيف في 2008. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية بحقه وابنه سيف الإسلام وصهره عبد الله السنوسي، مذكرة توقيف دولية بتهمة ارتكاب “جرائم ضد الإنسانية”.
المصدر: طرابلس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©