الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

القذافي مات وليبيا تحتفل بالتحرير الكامل غداً

القذافي مات وليبيا تحتفل بالتحرير الكامل غداً
22 أكتوبر 2011 00:40
لقي العقيد الليبي المخلوع معمر القذافي مصرعه متأثراً بجراحه في مسقط رأسه سرت كما تم العثور على جثة نجله المعتصم مقتولاً بحسب القادة الميدانيين في المدينة التي سيطر عليها الثوار بعد أسابيع من المعارك الضارية مستكملين تحرير التراب الليبي من قبضة فلول النظام المباد بما يضع حداً لسفك الدماء الذي استمر على مدى الأشهر الثمانية الماضية منذ تفجر الانتفاضة منتصف فبراير الماضي. كما لقي وزير دفاعه أبو بكر يونس مصرعه، في حين أكد قادة المجلس الوطني الانتقالي اعتقال كل من صهر القذافي عبدالله السنوسي رئيس الاستخبارات السابق ومنصور ضو رئيس جهاز الأمن الداخلي وتوقيف 17 من القياديين السابقين الفارين وقتل عدد آخر منهم. وتضاربت الأنباء بشأن مصير سيف الإسلام القذافي، حيث أعلن رئيس الوزراء الليبي المؤقت محمود جبريل أن مسلحين يتعقبون موكب نجل الزعيم الليبي النافذ قرب مدينة سرت وأن الموكب يتعرض للهجوم، قائلاً إن كل “الأشرار” إضافة إلى القذافي قد انتهوا وطالب الجزائر بتسليم أفراد أسرة القذافي الذين لجأوا إليها. لكن تلفزيون “العربية” أفاد في وقت لاحق مساء أمس، أن سيف الإسلام لقي حتفه أيضاً، دون تأكيد من مصدر مستقل. وكان عبد المجيد سيف النصر القيادي المسؤول عن تنسيق الاتصالات بين كتائب المحاور الرئيسية الثلاثة في مدينة بني وليد، ذكر في وقت سابق أن فرق استطلاع الثوار تمكنت من تحديد المكان الذي يوجد فيه سيف الإسلام في صحراء جنوب شرقي طرابلس وأن 100 سيارة مجهزة تتجه لمحاصرته، مبيناً أن آخر ما عرف عن سيف الإسلام أنه كان موجوداً في منطقة بني وليد ويعتقد أنه في الصحراء بالمنطقة المحيطة بالبلدة. وأكد جبريل أن “مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي سيعلن أمس الخميس أو اليوم تحرير البلاد”، لكن مسؤولا قال في وقت متأخر إن المجلس سيعلن تحرير ليبيا غداً السبت. بينما أعلن دبلوماسيون من حلف شمال الأطلسي “الناتو” عن عقد اجتماع استثنائي على مستوى السفراء اليوم، لمناقشة إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا. وجاء مقتل القذافي، الذي أعلنه المجلس الوطني الانتقالي رسمياً، بعد 8 أشهر من انطلاق الانتفاضة ضد نظامه وبعد شهرين من سقوط العاصمة طرابلس بأيدي الثوار وفراره منذ ذلك الوقت. وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي عبد الحفيظ غوقة في مؤتمر صحفي ببنغازي “نعلن للعالم أن القذافي قتل على أيدي الثوار”، معتبراً أنها “لحظة تاريخية ونهاية الديكتاتورية والطغيان”. وأضاف أن ذلك “سيضع حداً لحمام الدم واستشهاد شبابنا”. وقال غوقة إن نبأ مقتل القذافي(69 عاماً)، “أكده قادتنا على الأرض في سرت وهؤلاء أسروا القذافي عندما جرح في القتال في سرت” قبل أن يفارق الحياة. وأضاف غوقة “لدينا معلومات عن قافلة قصفها حلف شمال الأطلسي “الناتو” بينما كانت تهرب من سرت وبعض المعلومات تتحدث عن وجود أبناء للقذافي في هذه القافلة ونقوم بالتحقق من ذلك”. وكان الحلف أعلن في بيان في وقت مبكر أمس، أن طائرات له قصفت آليات لقوات موالية للقذافي حوالي الساعة 8,30 بضواحي سرت. ولم يوضح الحلف الأطلسي ما إذا كان القذافي موجوداً في هذه القافلة من السيارات التي قال إنها كانت “تخوض عمليات عسكرية وتشكل تهديداً واضحاً للمدنيين”. وبدوره، أفاد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه أمس، أن مقاتلات فرنسية “اعترضت” مجموعة السيارات التي كان القذافي موجوداً فيها قبل أن تندلع مواجهات برية بين الليبيين أدت إلى مقتل الزعيم الفار. وأوضح لونجيه للصحفيين أن الموكب الذي كان يضم “عشرات السيارات تم اعتراضه أثناء تقدمه فيما كان يسعى إلى الفرار من سرت لكن العملية الفرنسية لم تؤد إلى تدميره”. وأضاف أن مقاتلين ليبيين تدخلوا بعدها وقاموا بتدمير السيارات “التي أخرجوا منها العقيد القذافي”. من جانبه، أعلن محمد ليث القيادي الميداني في المجلس الانتقالي العثور على المعتصم أحد أبناء القذافي ميتاً في سرت. وأضاف هذا القائد “لقد عثرنا عليه مقتولاً. وضعنا جثته وكذلك جثة وزير الدفاع في النظام المخلوع أبو بكر يونس جابر في سيارة إسعاف لنقلهما إلى مصراتة”. وقال ليث إن الزعيم المخلوع كان مسلحاً وقتل أثناء محاولته الفرار من سرت أمس. وأوضح أن القذافي “كان داخل سيارة جيب كرايزلر أطلق عليها الثوار النار فخرج منها وحاول الفرار، وهو هارب دخل في حفرة محاولاً الاختباء. أطلق عليه الثوار النار، فخرج وهو يحمل في يده كلاشنيكوف وفي اليد الأخرى مسدساً، تلفت يميناً ويساراً وهو يقول: شنه فيه ماذا يحصل، واطلقوا عليه النار فأصيب في الكتف وفي الرجل وقتل على الإثر”. وأضاف أن القذافي “كان يرتدي بدلة كاكية اللون وعلى رأسه عمامة”. ونفى ليث أن يكون القذافي قتل في قصف للأطلسي على سرت، مؤكداً أن “ثوار مصراتة قتلوه”. وقال “كان جسمه هزيلاً جداً. وأضح أنه كان مريضاً فلم يتحمل الإصابة”. وعرض التلفزيون الليبي وقنوات تلفزيونية أخرى صوراً أمس، لجنود يطوقون فتحتين كبيرتين لصرف المياه أسفل طريق سريع وقالت إنه تم العثور على القذافي هناك. وظهرت جثة لأحد الموالين للقذافي فيما يبدو على الأرض بجوار الفتحتين. ونقلت جثة القذافي إلى مصراتة. وكان المجلس الانتقالي قال إن جثة الزعيم المخلوع ستنقل إلى مكان سيبقى في طي الكتمان لأسباب أمنية. وقد بثت القنوات التلفزيونية صوراً تظهر جثة القذافي في موقع قالت إنه مركز أفريقيا التجاري المعروف ويعرف “بسوق التوانسة” جنوب مدينة مصراتة لتأكيد مقتله. وذكرت صحيفة “قورينا الجديدة” الليبية أن صور جثة القذافي بثت لدى وصوله مصراتة حيث بدا محمولاً على سيارة وسط عدد من المقاتلين الثوار وبدأوا في التقاط صور فيديو بالهاتف المحمول. وقرر المجلس الانتقالي دفن القذافي في مكان غير معلوم. كما بث تلفزيون تابع للحكومة الجديدة صورة مقربة تظهر المعتصم ابن القذافي يرقد ميتاً على محفة داخل مستشفى على ما يبدو. وكان رأس المعتصم مائلاً وشعره الطويل يتدلى على المحفة. ولم يقل التلفزيون أين التقطت هذه الصورة، لكن وزير الإعلام في الحكومة المؤقتة أفاد في وقت سابق أن المعتصم مات وأنه كان مختبئاً مع والده في سرت. وقال عبد المجيد مليقطة مسؤول المجلس الانتقالي إن المقاتلين قتلوا المعتصم حين قاومهم. وبالتوازي، ذكر طبيب أمس، أن أبو بكر يونس قتل في سرت. وقال الطبيب عبد الرؤوف إنه “تعرف إلى جثة يونس صباح أمس، في مستشفى سرت الميداني. وذكرت صحفية من وكالة فرانس برس أن جثته نقلت بسيارة بيك آب، فيما أفاد ناشطون على الإنترنت أن وزير دفاع القذافي قتل لدى محاولته الهروب من سرت، مبينين أن يونس كان في الرتل الذي كان يحاول الهرب من سرت إلى مصراته وقصفته قوات ناتو صباح الخميس. من جهته، أعلن تلفزيون “ليبيا الحرة” في طرابلس أن “منصور ضو رئيس جهاز الأمن الداخلي وعبد الله السنوسي رئيس الاستخبارات الليبية اعتقلا كذلك في سرت إضافة إلى توقيف 17 آخرين من قادة النظام المخلوع الفارين. وفي السياق، ذكرت قناة العربية أن سيف الإسلام لقي حتفه أيضاً، وذلك بعد أن نقلت “قورينا الجديدة” نقلاً نقلت عن رئيس المكتب التنفيذي محمود جبريل قوله في وقت سابق إن رتل الهارب سيف الإسلام تعرض للقصف من قبل حلف الناتو. وأضاف جبريل أن لديه تقارير غير مؤكدة بأن مسلحين يتعقبون موكب سيف الإسلام ابن معمر القذافي قرب مدينة سرت وان الموكب يتعرض للهجوم. من ناحية أخرى، أعلن خليفة حفتر قائد القوات البرية في المجلس الانتقالي أن سرت “تحررت بالكامل” أمس. وقال حفتر “تم تحرير سرت وبمقتل القذافي سقط نظامه وتم تحرير ليبيا بالكامل ومن كان يقاتل معه قتل أو تم القبض عليه”. وتابع “الآن نستطيع أن نقول إن القذافي مات وليبيا تحررت”. ورفع مقاتلو الحكومة المؤقتة العلم الوطني الجديد وسط سرت بعد أن أتموا سيطرتهم على مسقط رأس القذافي. ورفع العلم على مبنى ضخم بالمدينة التي ظلت تحت حصار قوات المجلس لما يقرب من شهرين. وتعني السيطرة على سرت أن المجلس الانتقالي يمكن أن يبدأ الآن في مهمة إرساء نظام ديمقراطي جديد قال إنه سيشرع فيه بعد السيطرة على المدينة. في بروكسل، أكد دبلوماسيون من الناتو أن سفراء الحلف سوف يعقدون اجتماعاً استثنائياً اليوم لمناقشة إنهاء العمليات العسكرية في ليبيا. وذكر وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه أن عملية الحلف في ليبيا ستنتهي بعد أن يعلن المجلس الانتقالي تحرير الأراضي الليبية بالكامل. وذكر مسؤول بالحلف أن مهمة ليبيا ستنتهي بالتنسيق مع الأمم المتحدة والسلطة الانتقالية الليبية داعياً الليبيين إلى تنحية خلافاتهم. إلى ذلك، أكد رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر أن بلاده ستجري اتصالات مع حلفائها خلال الأيام القليلة القادمة وتعد لإنهاء مهتمها العسكرية في ليبيا مبكراً.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©