الاتحاد (أبوظبي)
مشاعر عديدة مختلفة تنتاب السيدة الحامل من اللحظة الأولى التي تتأكد فيها أنها أصبحت حاملاً - ولا سيما التي تحمل للمرة الأولى- ما بين الشعور بالفرح والإثارة والقلق والخوف من المسؤولية، والتوازن بين مسؤوليات وواجبات البيت والزوج والعمل، والتفكير في صحة الجنين، والحاجة إلى تعديل أسلوب الحياة، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وما إلى ذلك من مشاغل والتزامات، وعليهما أن يدركا أنهما أمام ظرف جديد يفرض على الحامل أموراً وواجبات والتزامات جديدة، وأن عليها أن تعي ما هو المسموح والممنوع حتى تجتاز هذه الفترة بأمن وسلامة.
الغذاء
الدكتور السيد بدوي، أستاذ واستشاري أمراض النساء والولادة، يوضح طبيعة هذه المرحلة الحساسة من الحمل، ويقول:«منذ اللحظة الأولى للحمل. تقرر مجموعة من الجينات المعروفة بـ«الصبغات الوراثية» إن كان الجنين ذكراً أو أنثى، وتتحكم في سماته كطول قامته ولون بشرته. وفي نهاية الشهر الثالث يكون الجنين قد اكتمل عضوياً. وصحة الأم وغذائها في هذه الفترة مهمة جداً، ومن الضروري اتباع بعض الخطوات، واتباع نظام حياة صحي من أجل نمو أفضل للجنين، وسلامة الأم معاً.
فقد يختلف مذاق الطعام، لكن الغذاء النوعي هو أمر جوهري من أجل نمو سليم للجنين وصحة أفضل للأم، ولابد من التذكير بأهمية البروتين «أسماك ولحوم خالية من الدهون ومشتقات الحليب» ما بين « 100-75 جراما يومياً» لدعم نمو أنسجة الجنين. وتناول المكسرات، والحبوب والخضار والفاكهة ومعدلات كافية من الكالسيوم والحديد والفيتامين خلال الحمل. وتناول نسبة معقولة من المكسرات والفستق وحبوب دوار الشمس والصنوبر وفول الصويا. كما تحتاج المرأة الحامل إلى كميات أكبر من الفيتامينات B6،A،C،E وإلى معدن الماغنسيوم والزنك واليود وحامض الفوليك. والابتعاد عن المأكولات المعلبة، لأنها تحتوي على مواد كيميائية حافظة، وعن السكريات واستبدالها بحمية غنية بالبروتين والكربوهيدرات المركبة والألياف التي تشكل الحبوب والخضار مصدراً أساسيا لها. فضلاً عن شرب السوائل بمعدل لتر ونصف اللتر يومياً من الماء النقي لسلامة الكلى والمثانة».
الأدويةيؤكد الدكتور بدوي اتخاذ الحيطة والحذر من تناول أي أدوية أو عقاقير دون استشارة الطبيب، فالدواء في هذه الفترة «خط أحمر» لأنه ينتقل إلى الجنين مباشرة، حتى عندما تتعرض الحامل لنوبة صداع، عليها أن تتحملها قدر المستطاع دون دواء، ودون أية مسكنات على الإطلاق.
وقد تتعرض لآلام الظهر نتيجة زيادة هورمون البروجسترون، مما يشكل ضغطاً على العضلات والمفاصل، ومن أجل تخفيف هذه الآلام، يمكن اتباع الوضعية الصحيحة في الجلوس والانحناء والوقوف وتقليص الضغط على عضلات الظهر. وأفضل طريقة لذلك هي الاستلقاء على الظهر ورفع الركبتين مع ثنيهما كي تلامس القدم الأرض. ويمكن إسناد الركبتين بالمخدات من أجل نوم مريح خلال الليل. كما يسبب البروجسترون ارتخاء في عضلات الأمعاء وتباطؤاً في عملها، مما يسبب الإمساك، الذي يمكن تقليص حدته بتناول وجبات غنية بالخضار والفواكه واحتساء عصير الخوخ، ومنقوع بذر الكتان في كوب ماء ساخن في الصباح. كما قد يظهر التهاب للمثانة في أي وقت خلال الحمل. ولتجنبه لابد من شرب الكثير من السوائل وخاصة الزهورات وعصير التوت البري الذي أثبت فعاليته في معالجة التهاب المثانة.
الدوار والغثيانيقول الدكتور بدوي، قد تتعرض الحامل للإحساس بالدوار أو الدوخة أو الإغماء، وهو عارض شائع في أشهر الحمل الأولى بسبب الإنخفاض في ضغط الدم، أو لنقص معدل السكر في الدم، فلا داعي للهلع، وعلى المرأة الحامل أن تتجنب البقاء طويلاً دون طعام، وينصح بتناول وجبات خفيفة ومتعددة على مدار اليوم. وقد تشعر الحامل بتغير المزاج والعصبية والأرق، ويوصى بالراحة خلال الأشهر الأولى لأن الإجهاد سيزيد من تأثير الضغوطات النفسية،
أما الشعور بالغثيان في الصباح، أو الميل للتقيؤ المتكرر، فإنه يحدث للتغير الهورموني، وعادة ينتهي في نهاية الشهر الرابع. ويراعى عدم تعاطي الأدوية، ويمكن الاستفادة من الأعشاب الطبيعية التي تقلل هذا الشعور.
عدد اليوم
