السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الصف الإلكتروني» يطور دور المعلم ويركّز على دافعية الطالب

«الصف الإلكتروني» يطور دور المعلم ويركّز على دافعية الطالب
22 أكتوبر 2011 01:43
أعلن مؤخرا عن إطلاق مشروع الصف الإلكتروني في المدارس الحكومية بإمارة أبوظبي، ويقوم مجلس أبوظبي للتعليم بالإشراف على هذا المشروع، الذي يستهدف الارتقاء بالمحتوي التعليمي داخل أبوظبي عبر نقل محور العملية التعليمية من المعلم إلى الطالب، تماشياً مع أحدث النظم الدراسية في العالم، والتي تقوم على تفعيل دور الطلاب وتدريبهم على البحث والتقصي بدلاً من الحفظ والتلقين. بدأ تطبيق المشروع على طلاب الصفين الثالث والرابع في عدة مدارس في أبوظبي، بحيث يتم ربط كل مدرسة بشبكة فيديو «كونفرانس» ولوحات إلكترونية تعمل باللمس لتشجيع المعلمين والطلبة على تبادل المعرفة والمعلومات حول المواد الدراسية المقررة، ما يخلق أجواء التفاعل الإيجابي بين الطلاب والمناخ التعليمي المطلوب، وبالتالي يرتقي بأدائهم الأكاديمي، ويرفع مستوى تحصيلهم الدراسي. واعتماداً على خبرته التربوية ومعرفته بعلوم التكنولوجيا الحديثة يقول أحمد عدلي، مدرس تقنية المعلومات بمدرسة المستقبل النموذجية في أبوظبي، إن مشروع الصف الإلكتروني يطبق حالياً على ست مدارس فقط في إمارة أبوظبي تشمل الصفين الثالث والرابع للتعليم الأساسي الحلقة الأولى بواقع مدرستين في كل منطقة تعليمية ولمدة عام واحد فقط، ولكن سيتم تطبيقه على جميع المدارس التابعة لمجلس أبوظبي للتعليم في سبتمبر عام 2012. وأضاف «من خلال هذا النظام سيتم تحويل الطالب ليكون محوراً للعملية التعليمية بدلاً من المعلم، بمعنى أن الطالب سيبدأ الدرس من خلال قراءته في المنزل عن طريق جهاز الآي باد أو الكمبيوتر المحمول، ثم مناقشة المعلم في محتوى الدرس عن طريق الإنترنت قبل الدخول إلى الحصة». مميزات المشروع عن أبرز مميزات هذا المشروع، قال عدلي «تمكين ولي الأمر من مشاهدة الحصة إلكترونيا عن طريق الإنترنت وعبر كاميرات موجودة في الصف، وبالتالي يمكن الوقوف على مستوى الطالب الحقيقي». وأضاف «من أهداف المشروع تحقيق التعليم ثنائي اللغة، بمعنى أن الطالب سيقرأ كتابا دراسيا كاملا كل أسبوع، بكل من اللغة العربية والانجليزية، وبالتالي يكون قادراً على إتقان كلاً من اللغتين، كما أن هذا المشروع سيحول النظام الدراسي بشكله التقليدي المعروف إلى المتاحف، حيث ستتحول السبورة العادية إلى سبورة إلكترونية وستتحول طاولة الطالب إلى طاولة إلكترونية يمكن من خلالها التحكم في السبورة، ويتمكن الطالب من وضع تعليقاته على السبورة، فيراها كل الطلاب». وتابع «من خلال مشروع «الصف الإلكتروني» يتم ربط الصفوف كلها بعضها بعضاً عن طريق الـ «فيديو كونفرانس»، بمعنى أنه يمكن أن نرى مدرس في العين يشرح لطلاب في أبوظبي، وستقضى الفكرة الجديدة تماماً على الحقيبة المدرسية التي ظلت تثقل كاهل التلاميذ بمواد دراسية وكتب ثقيلة لعشرات السنين، وسيتم الاستعاضة عنها بالآي باد واللاب توب، وسيستطيعون التعامل مع المواد الدراسية المقررة بشكل جذاب ويسير، كون الألعاب الإلكترونية، والتقنيات الحديثة أصبحت محوراً مهماً للطلاب في كافة الأوقات». كما يمكن لهذه الفكرة التغلب على مشكلة الغياب المفاجئ لبعض المدرسين، بمعنى أنه يمكن فتح أي قناة من القنوات الموجودة داخل الصف على الشرح الذي يقوم به أي مدرس في مدرسة أخرى، فيستطيع تعويض غياب المدرس. ويتيح النظام الجديد للمعلم إبداء ملاحظاته على الطالب وإبلاغها لولي الأمر مباشرة. وأوضح أن هذا النموذج يثبت نجاحه بالنسبة لطلبة الصفوف من الأول وحتى الخامس، وحين يتم تطبيقه على الصفوف العليا، سيثبت نجاحه وتأثيره الإيجابي على الارتقاء بالعملية التعليمية. لبنة جديدة من جانبها قالت مريم المزروعي ولي أمر إن هذه خطوة جديدة ومهمة في إطار سياسات تطوير التعليم الجارية في دولة الإمارات بصفة عامة وأبوظبي بشكل خاص، كونها تربط الطلاب بأحدث وسائل التكنولوجيا، وتجعلها ركنا أساسيا في حياتهم، وليست فقط مجرد وسائل لقضاء أوقات الفراغ أو ممارسة الألعاب المختلفة. وتابعت المزروعي «هذا المشروع كان يتطلب خطوة استباقية بالغة الأهمية وتتمثل في ضرورة تهيئة الطلاب لهذا الأسلوب التعليمي الجديد خلال مرحلة رياض الأطفال، أو عبر الأنشطة الصيفية التي تسبق بدء الموسم الدراسي، كأن يتم عمل مشروع مماثل ضمن فعاليات «صيف في أبوظبي» أو «صيف بلادي»، ليكون بمثابة تدريب عملي للطلاب الصغار قبل التطبيق الفعلي لمشروع الصف الإلكتروني». وأكدت أن التدريب يتماشى مع أهمية تعويدهم على هذا النظام الجديد، حتى يستطيعوا تقبله واستيعابه، سيما وأن استخدام الأفراد للتكنولوجيا في دولة الإمارات لم يصل إلى شبيهه في الدول المتقدمة مثل اليابان والولايات المتحدة. ولم تدخل التكنولوجيا بعد إلى كافة مناحي حياتنا مثل ما هو الحال في تلك المجتمعات، ولا يزال استخدامها بشكل إيجابي قاصرا على مجالات الأعمال وداخل الشركات والمؤسسات المختلفة، وليس في الحياة الشخصية للأفراد ووسائل ارتقائهم الذاتية. وأوضحت المزروعي أن هذه الفكرة تحمل عديدا من الإيجابيات، أهمها جعل الطلاب يخرجون من الإطار التقليدي للتعليم، ويسايرون أحدث النظم العالمية، وسيقلل المشروع من عدد المدرسين وبالتالي تنخفض الميزانيات الضخمة المخصصة للتعليم، لافتة إلى أن التقييم الحقيقي لمشروع الصف الإلكتروني داخل مدارس أبوظبي، يتم بعد البداية الفعلية لتطبيق التجربة على كل مدارس أبوظبي كونه الآن لم ينفذ إلا على ست مدارس فقط، وهو ما يحتاج إلى وقت حتى تكون الآراء مبنية على واقع ملموس. وجهات نظر من جهتها، رأت الطالبة الجامعية لطيفة المزروعي أن هذه الفكرة أثبتت نجاحاً كبيراً داخل الجامعة، ووفرت كثيرا من الوقت لكل من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وبالتالي أثمرت عن تحسن في العملية التعليمية، وتحسن في مستوى التحصيل العلمي، لكن الأمر يختلف بالنسبة للصغار في مراحل التعليم الأولى، وفقاً للمزروعي، كون الأطفال في هذه السن المبكرة يحتاجون إلى تواصل وقرب من المعلم، من أجل الرقابة والتوجيه المباشر من المعلم داخل الصف. وتابعت «أما بالنسبة للمراحل التعليمية الأعلى من ذلك والتي تبدأ مع سنوات المراهقة، فهي الأمثل من حيث بدء التعليم الذاتي واعتياد الطالب الاعتماد على نفسه في تحصيل العلم، ويكون دور المدرس مساعداً له، وليس ملقناً ولا محفظا». وبالرغم من أن مشروع الصف الإلكتروني يتيح الفرصة لأولياء الأمور لمتابعة مستوى أبنائهم الدراسي وعملية التحصيل بشكل مباشر، إلا أن ذلك لا يقلل أبداً من أهمية الاعتماد على المدرس وهو ما يخشى منه في حال تطبيق هذه التجربة. من ناحيتها، عارضت فاطمة النعيمي ولي أمر الفكرة من الأساس. وأوضحت أنها تخلو من أي مميزات، على الرغم من اعتمادها بشكل رئيس على استخدام التقنيات الحديثة، وقالت النعيمي إن هذا المشروع لا يتيح أي مجال للمناقشة الحسية بين الطالب والمدرس إذا كان سيستغنى عن المدرس داخل الحصة، لأن التعبير الجسدي والإنساني للمعلم يترك أثر كبير على التوجيه التربوي والتعليمي للطالب، كما أن استخدام الـ«آي باد» و«اللاب توب» لا يغنيان الطلاب عن الحضور والانتظام في صفوف الدراسية، إلى جانب أن هذا النظام سيجعل الطلاب يفقدون الصلة مع المدرس والمدرسة بشكل تدريجي، وهذه النتيجة تظهر بوضوح من خلال التعليم في الجامعات التي طبقت هذا النظام، حيث يتفلت كثير من الطلبة من التواجد في قاعات الدرس اعتمادا على تقنية التعليم عبر الـ «فيديو كونفرنس». إيجابيات كثيرة ذكرت حصة محمد ولي أمر أن تطبيق هذه الفكرة يحمل إيجابيات كثيرة للصفوف الدراسية العليا وليست الصغيرة، لأن الكبار أكثر قدرة على التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة من آي باد وكمبيوتر محمول، ولكن الصغار من الأصل يعانون صعوبات في المناهج الدراسية، ولذلك ليس هناك حاجة للإثقال عليهم بأفكار جديدة قد تكون مرهقة لعقولهم الصغيرة، وبالتالي تحدث تأثيراً سلبياً على العملية التعليمية، كما أن التواصل الحي مع المعلم ضروري من أجل التوجيه التربوي والسلوكي السليم للطلاب. وأكدت أنه يمكن لمشروع الصف الإلكتروني أن يؤتي ثمارا جيدة جداً بالنسبة للطلاب، إذا ما تمت تهيئتهم لذلك في الصفوف المبكرة، ثم يتم تطبيق المشروع عليهم بشكل كامل في الصفوف العليا، أما بالنسبة للصفوف الأولى، فينبغي تطبيق الفكرة بالنسبة للمواد السهلة، وشيئاً فشيئاً يتم تطبيقها على باقي المواد. محور العملية التعليمية أكد أحمد عدلي، مدرس تقنية المعلومات بمدرسة المستقبل النموذجية في أبوظبي أن «الصف الإلكتروني» سيسهم ولا شك في الارتقاء بالمستوى التعليمي للطلاب لأن المحور التعليمي سيكون مرتكزاً على الطالب، حيث يصبح على الطالب أن يقوم بالأبحاث وما يطلبه منه المدرس، ولكن بصورة أكثر جاذبية للطالب، مقارنة بالطريقة القديمة المعتمدة على الحفظ والتلقين، عبر وسيلة يحبها الطالب، وتتمثل في الأجهزة الإلكترونية، مشيرا إلى أن هذا المشروع يأتي في إطار النموذج المدرسي الحديث الذي يطبقه مجلس أبوظبي للتعليم بداية من هذا العام، ويعتمد على إدخال التكنولوجيا في كافة مراحل التعليم. مفهوم التعليم الإلكتروني التعليم الإلكتروني هو التعليم الذي يستخدم الوسائط الإلكترونية في التعليم، وله فوائد عدة من أبرزها أنه يبعد الرتابة والملل، ويحقق التعلم في جو أقرب إلى المتعة، ويحقق الأهداف في أقصر وقت وأقل جهد، ويوفر مصادر ثرية للمعلومات يمكن الوصول إليها في وقت قصير، ويمكن بواسطته إعادة ترتيب الأدوار بين المعلم والمتعلم بحيث يجعل المتعلم أكثر اعتمادا على نفسه بما يوفره من أساسات البحث والدراسة، ويحفِّز كل من المعلم والمتعلم لاكتساب المزيد من المهارات التي تمكنه من مواكبة المستجدات في مجال التقنية. ولتحقيق هذه الفوائد لا بد من مواجهة بعض التحديات ومنها توفير البنى التحتية اللازمة، المتمثلة في الشبكات والأجهزة والبرمجيات، والتدريب اللازم للمعلم والمتعلم بما يمكن من التعامل مع هذه التقنية والاستثمار الأمثل له.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©