الإمارات مرشحة لجني مكاسب التحول الاقتصادي باتجاه الأسواق الناشئة

أكد اللورد روثير مير رئيس مجموعة “دايلي ميل اند جنرال ترست” البريطانية أن الإمارات مرشحة لجني مكاسب التحول الاقتصادي من الأسواق التقليدية الى الأسواق الناشئة والنامية في القطاعات كافة. واشار إلى ما تمتلكه الدولة من بنية تحتية مواكبة لمتطلبات الشركات العالمية وتشريعات جاذبة للمستثمرين. واشاد رئيس مجموعة “دي ام جي تي” العالمية المتخصصة في النشر والأبحاث وتنظيم الفعاليات، في لقاء مع “الاتحاد”، بالمكانة المرموقة التي تتمتع بها الإمارات لدى المؤسسات العالمية الكبرى التي تعتبرها مركزاً رئيسياً للأعمال، الأمر الذي يرسخ من جاذبيتها للشركات التي تسعى لتوسيع اعمالها في المنطقة. وقال إن الإمارات تطرح نموذجاً عالمياً في التخطيط الاستراتيجي طويل المدى والاستفادة القصوى من الفرص الاستثمارية المتاحة. وأضاف اللورد روثير مير، ان اختيار العاصمة الإماراتية أبوظبي لاستضافة اجتماعات القيادات العليا لمجموعة “دايلي ميل اند جنرال ترست”، لأول مرة في الشرق الأوسط على مدى أسبوع، يعكس الأهمية المتزايدة للإمارات باعتبارها بوابة لمنطقة الشرق الأوسط. واوضح انه قد تمت دعوة القيادات العليا في مختلف شركات مجموعة “دي ام جي تي” للقدوم إلى أبوظبي، بهدف تعزيز قنوات الحوار مع رجال الأعمال المحليين والاقليميين وتبادل الافكار ووجهات النظر مع الأكاديميين وأصحاب المصلحة، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لكبار الموظفين في الشركة للتعرف الى فرص الأعمال المتاحة في المنطقة. واضاف ان المجموعة تعتزم الاستفادة من فرصة الوجود في أبوظبي لتدارس ومناقشة خطة المجموعة الاستراتيجية على الصعيد الدولي، وإلى تعزيز وتمتين علاقاتهم التجارية مع شركائهم في دول المنطقة، ولقاء كبار رجال الأعمال والشخصيات في إمارتي أبوظبي ودبي، فضلاً عن تدارس ووضع خطة استراتيجية تساهم في تحقيق التطور والتقدم المنشود للشركة على الصعيد العالمي. وأشار اللورد روثيرمير، رئيس المجموعة، إلى أن هذه الاجتماعات القيادية تشكل لقاءً مهماً لمناقشة خيارات العمل المتاحة ووضع الملامح العريضة لاستراتيجية “دي ام جي تي”، لافتاً إلى علاقات العمل الناجحة والمهمة التي تتمتع بها الشركة في المنطقة. يشار إلى أن “دي ام جي تي” شركة مدرجة في سوق لندن للأوراق المالية وتنتشر نشاطاتها التجارية في أكثر من أربعين بلداً من خلال محفظة متنوعة تضم العديد من الشركات حول العالم. وتتخذ “دي ام جي تي” من العاصمة البريطانية لندن مركزاً رئيسياً لها وتعد رائدة في تنظيم الفعاليات الاقتصادية والمالية وهي مصدر موثوق للمعلومات والأبحاث والتحاليل. وتنضوي تحت المجموعة خمس وحدات عمل رئيسية “أر إم أس” المتخصصة في حلول إدارة المخاطر، و”دي إم جي” للمعلومات، و لتنظيم الفعاليات، ويورو موني للاستثمارات المؤسسية، بالإضافة ل “أيه أند إن” ميديا التي تضم “اسوسيتد نيوزبيبر”، المسؤولة عن نشر صحيفتي “ديلي ميل” و”ميل اونلاين” في بريطانيا. وقال اللورد روثيرمير، انه في الوقت الذي شهدت فيه دول المنطقة تغيرات لافتة في مستوى الأعمال والمشاريع التنموية، برزت دولة الإمارات جهة رائدة في هذا التغير الإيجابي، لافتا الى ان التحولات الأكبر في هذا السياق تتعلق بوتيرة وحجم البنية التحتية وإمكانية دخول شركات أجنبية للعمل في المنطقة عموما وفي الإمارات بصفة خاصة، مؤكدا ان اعمال المجموعة القائمة والمستقبلية ستخدم البيئة الديناميكية التي تتمتع بها الإمارات بشكل كبير. وفيما يتعلق بالتقدم الاقتصادي والخطط الطموحة التي تنتهجها الإمارات، اكد اللورد روثيرمير ان دولة الإمارات أظهرت خلال السنوات القليلة الماضية تقدماً ملحوظاً في نهجها الطويل الأمد ورؤيتها الاستراتيجية الرائدة، فمشاريع البينة التحتية التي تقوم بها دولة الإمارات تقف مثالا عن مساعي الحكومة الرامية للاستفادة القصوى من الفرص الاستثمارية المتاحة، الأمر الذي يجعل من الإمارات مثالا عالميا يحتذى به في مجال التخطيط الاستراتيجي طويل المدى وأهمية ذلك في إحراز التقدم والنجاح. وفيما يتعلق بأنشطة المجموعة في الإمارات والمنطقة، اشار اللورد روثيرمير الى ان مجموعة “دي ام جي تي” العالمية، تتمتع بحضور قوي في منطقة الشرق الأوسط، إذ تتولى شركة الفعاليات “دي ام جي” تنظيم معرض “إندكس للتصميم العالمي 2011” المقام في الفترة من 22 ولغاية 25 أكتوبر الجاري في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، كما أن دول المنطقة تشكل مكاناً مهما لـ”يورو موني” التي تنظم عدداً من المؤتمرات تحت فرعيها “يورو موني للمؤتمرات و”ميتال بوليتن افنتس”. واضاف ان المجموعة تسعى من خلال شركة “ريسك مانجمنت سولوشنز” المتخصصة في توفير حلول إدارة المخاطر والكوارث للاستفادة من النمو الكبير الذي يشهده قطاع التأمين. وفيما يتعلق بتأثير الأزمة التي يعيشها الاقتصاد العالمي على خطة عمل المجموعة، قال اللورد روثيرمير: “لا أعتقد أن أي شركة أو بلد كان بمنأى عن تداعيات الأزمة المالية العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أننا في (جي ام جي تي) نسعى دوماً لاعتماد نهج طويل الأمد في نظرتنا على الأمور ومن خلال محفظة أعمالنا المتوازنة استطعنا الخروج بقوة وبأقل الأضرار الممكنة”. وأضاف: “حاولنا التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة في أعمالنا للاستفادة من الطبيعة الديناميكية والوتيرة السريعة التي يتصف بها هذا القطاع. وبالنظر إلى القوة والمكانة التي تتمتع بها شركاتنا ومجموعة (دي ام جي تي) بصفة عامة، نرى أن الأزمة الحالية يمكن أن تشكل مصدراً للفرص في المستقبل”. وحول الخطط التوسعية للمجموعة في الإمارات والمنطقة بصورة عامة، قال: “ان سائر دول الشرق الأوسط تشكل مصدراً واعداً للفرص، اذ تتمتع هذه المنطقة بتركيبة ديموجغرافية متميزة، وأعتقد أن النمو لن يطال عدد سكانها وقوة الطلب فيها فحسب، بل سيشمل تأثيرها وثقلها على الساحة العالمية”. واضاف: “أعتقد أن دولة الإمارات لما تتمتع به من مكانة رائدة، ستحصل على الكثير من المكاسب من الطفرة التي تشهدها المنطقة، وهذا سينعكس ايجاباً على نمو حجم الأعمال في البلاد”، مشيرا الى ان المجموعة تنظر إلى الإمارات على أنها مركز رئيسي للأعمال، ليس على مستوى المنطقة فحسب، بل لبعض المناطق الأخرى في العالم مثل الهند، حيث تسعى للتوسع انطلاقاً من أعمالها في الإمارات لبلدان مثل السعودية وصولاً إلى الهند، والاستفادة من الفرص الواعدة التي توفرها أسواق أخرى مثل قطر والكويت. وفيما اذا كانت أسواق المنطقة تقدم فرصا واعدة أكثر مقارنة بالأسواق التقليدية، بسبب الحالة الاقتصادية السائدة هناك، اشار رئيس مجموعة “دي ام جي تي”، الى انه نظراً لحالة تباطؤ النمو الاقتصادي في الأسواق التقليدية، فإن المجموعة تسعى للتركيز بشكل خاص على الأسواق الناشئة والنامية. وقال انه في الوقت الذي يساهم فيه ادخال التقنيات الحديثة إلى جانب النمو الكبير الذي تشهده تلك المناطق في خلق فرص استثمارية مثمرة، فإنه من الضروري وقبل كل شيء العمل على فهم هذه الأسواق بشكل جيد مع الأخذ بالاعتبار التحضير بشكل مدروس للمخاطر المحتملة. وأوضح اللورد روثيرمير، ان المجموعة تعكف على توسيع محفظة أعمالها على الصعيد العالمي لتشمل الهند وجنوب افريقيا وجنوب شرق آسيا والصين، حيث لدى الشركة أعمال في الهند من خلال صحيفة “ميل توداي”. وحول الدور الذي تلعبه التكنولوجيا الحديثة والابتكار في اعمال مجموعة “دي ام جي تي”، شدد اللورد روثيرمير، على أهمية التكنولوجيا الحديثة في اعمال الشركة، لا سيما بعد النجاح الكبير للموقع الالكتروني لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية بعد ان اوقفت الشركة الاصدار الورقي للصحيفة، مشير الى ان النجاح الذي حققته الصحيفة “اونلاين” على المستوى العالمي كان مبهراً. وأضاف: “وباعتبارنا شركة متخصصة في الإعلام والنشر وتزويد المعلومات والتحاليل، نؤمن بأنه بغض النظر عن التقنيات أو الوسيلة المستخدمة، لن نترك لهذه الأشياء مهمة تحديد الجودة الصحفية أو المنتجات والخدمات التي نقدمها لعملائنا. ونعتقد أن اعتمادنا الناجح على التقنية الحديثة جاء في مصلحة عملائنا وشركتنا على السواء”.