القاهرة (الاتحاد)
«مسافات.. بيني وبينك مسافات، تتعب فيها السفاين، وتتوه الطيارات، وتضيع الجوابات من بُعد المسافات، بس قلوبنا بتتقابل، وعنينا لبعض تسافر، والحب الصادق بيننا، قادر يلغي المسافات».. مقدمة واحدة من أهم وأجمل وأحلى وأشهر أغنيات المطربة نادية مصطفى، خصوصاً وأنها تمثل أغنية البداية لها، حيث حققت بعدها شهرة واسعة، وهي من كلمات المؤلف والشاعر مصطفى الشندويلي الذي كتب لها إلى جانب «مسافات» أغنيتي «الصلح خير» و«مكتوب علينا»، وألحان الموسيقار محمد سلطان، ولقبت نادية مصطفى بناءً على شهرة هذه الأغنية بـ «نادية مسافات»، ورغم أنها لا تذاع إلا قليلاً سواء في الإذاعة أو التلفزيون، فإن عدداً من محبي نادية وهذه الأغنية قاموا بعمل أكثر من فيديو كليب مصور للأغنية، لتكون وسيلة لنشرها وليستمتع عشاقها بها.
وقالت الفنانة نادية مصطفى إنها كانت في طفولتها تغني على المستوى الأسري، ولم يكن يخطر ببالها أن تحترف الغناء، وبعد حصولها على الثانوية التحقت بكلية الآداب في جامعة القاهرة، واشتركت في فريق الكورال واختارها مدرب الفريق لأداء أغنية كوكب الشرق أم كلثوم «غني لي شوي شوي»، وأغنية وردة «أحبابنا يا عين»، وأن إذاعة الشباب والرياضة بالصدفة كانت موجودة ممثلة في الإذاعة ابتسام الصياد والإذاعي عبدالمجيد البنداري، ثم قدما تسجيلاً في برنامج «مواهب شابة» فإذا بالملحن الكبير محمد سلطان يثني على صوتها، وطلب الاستماع لصوتها على الطبيعة، وأن ذلك كان عام 1982، وطلبت منها الإذاعية ابتسام الصياد الحضور لمقابلة الموسيقار محمد سلطان الذي استمع لصوتها وتنبأ لها بمستقبل عظيم، وأشارت إلى أن سلطان حضر إلى والدها وطمأنه على صوتها، ثم دربها لمدة سنة ونصف السنة وقدمها للجمهور بعد تدريبها، وذلك في حفل جمعية كتاب ونقاد السينما بالإسكندرية، واستقبلها الجمهور بصورة رائعة.
وأشاد بصوتها العديد من الكتاب والصحفيين، منهم أنيس منصور وكمال الملاح ونبيل عصمت وعصام بصيلة وصلاح درويش، واحتضنتها الإذاعة وأيضاً التلفزيون، وتعلمت من سلطان كيفية التعامل مع الميكروفون والوقوف على المسرح والإحساس بالكلمة، ولفتت إلى أن الأغنية كانت فاتحة خير عليها، حيث تعاون معها أكثر من ملحن وشاعر، ومنهم بليغ حمدي وحلمي بكر وعبد العظيم محمد وحسن نشأت وعبدالرحمن الأبنودي وعبدالوهاب محمد وعمار الشريعي وطه العجيل وتوالت أغنياتها بعدها، وشاركت في حفلات كثيرة وطنية وقومية ودينية.
عدد اليوم
