ظاعن شاهين يفتح أبواب الحب وتجارب الحياة في «الزهيريات»

في الأمسية الشعرية التي استضافت فيها ندوة الثقافة والعلوم بدبي مساء أمس الأول الشاعر ظاعن شاهين، ضمن مجلسها الأسبوعي، تجول الشاعر بقراءاته عبر أصناف من الشعر المحكي التي ترجمت ألوانا من المشاعر والأحاسيس الإنسانية ذات الأبعاد العاطفية والحياتية بما تنطوي عليه من رؤى وحكمة نابعة من ثقافة وتجربة. الأمسية أقيمت بحضور محمد المر نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون والدكتور صلاح القاسم مستشار الهيئة وبلال البدور المدير التنفيذي للثقافة والفنون بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أمين سر ندوة الثقافة والعلوم وإبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية، وصقر السويدي، عضو المجلس الوطني رئيس لجنة التربية والتعليم والشباب والثقافة والإعلام بالمجلس الوطني الاتحادي، وعدد من المهتمين والإعلاميين، وشهدت قراءة قصائد لشعراء ممن حضروا الأمسية، وكان ختامها مع فتى في الثالثة عشرة من عمره قرأ ثلاث قصائد بدأها بمقاربة أهمية العلم ثم موقف من المرأة وختم بأبيات عن الشعر تحدى فيها الشعراء معتبرا أنه النسر وهم الحمائم. ظاعن شاهين اختار البدء بقصائد من «الزهيريات» قائلا إن هذا النمط من الشعر المنتشر في بعض الدول العربية (العراق، قطر، البحرين، والكويت) غير معروف في الشعر الإماراتي، وهو نمط من السهل الممتنع يقوم على بنية من سبعة أبيات بحيث تكون الثلاث الأولى على قافية واحدة، وتكون الكلمات متشابهة بالمبنى ومختلفة في المعنى، وتأتي الأبيات الثلاث التالية مختلفة القافية عن الثلاث الأولى، ثم تنتهي ببيت يعود للقافية الأولى. في هذا الإطار قرأ شاهين مجموعة من القصائد المتنوعة الموضوع جالت في الذات والفخر والعشق، وبدأها بقصيدة بعنوان «ما تم» يقول فيها: ما تم لي صاحبٍ عقبك أبد ما تمْ بعدك طويت الورق وفصلك نقص ما تمْ الناس ترقص فرح وعنهم أنا افْماتم. وهنا نلحظ الفرق في المعنى بين «ما تم» في البيات الثلاثة، رغم تشابهها الكامل تقريبا في المبنى، وهو ما نجده في الأبيات الثلاثة التالية لهذه الأبيات التي تتخذ قافية مختلفة حيث يقول الشاعر: يلي رحلتوا غصب القلب تابعكم مهما فعلتوا ترى روحي تتابعكم أخذوني سايق لكم حسبوني تابعكم. ويختم ببيت تابع للقافية الأولى في نهاية القصيدة: بأرض خلت منكم حلفت انا ما تم وفي «مر يوم» نقرأ هذا الجناس في استخدام هذا التركيب بأشكال متشابهة ومعان مختلفة، فهو يقول: حبك شعل داخلي وقلبي تمرمر يوم واعدتني نلتقي وعلى الوعد مر يوم مر يوم كنه سنه فرقاك يا مريوم وواضح الفرق بين «تمرمر يوم» و»مر يوم» و»مريوم» وهذه الأخيرة تصغير يكاد يكون معروفا وشائعا لاسم مريم. ويتابع الشاعر نهجه هذا في الكثير من القصائد «الزهيرية». في سياق قريب معنويا ومختلف شكليا، يجوب ظاعن شاهين في عوالم الرومانسية، بلغة عاطفية شفيفة وناعمة، وشديدة الغنائية، حيث يلقي قصائد مغرقة في العاطفة ومفعمة بالموسيقى والألحان، ومنها نختار قوله من قصيدة «تسأليني» التي تبدو قصيدة حرة باللهجة المحكية: تسأليني ليش أحبك وليش أنا مهتم فيكِ ما قريتِ في عيوني إني متولع وابيكِ